الجمعة 20 يونيو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

حين تُسرَق الداخلية!

Time
الثلاثاء 14 ديسمبر 2021
View
5
السياسة
طلال السعيد

خبر منشور يقول ان الديزل الخاص بوزارة الداخلية الذي يغذي برج اتصالات الداخلية في منطقة الصبية تمت سرقة كميات كبيرة منه، وقُدم بلاغ في ذلك، والبحث جار عن الحرامية!
هذا الخبر نزل نزول الصاعقة على الكثيرين من الشعب الكويتي بينما هو خبر عادي بالنسبة لمسؤولي الداخلية، نحن نتساءل: اذا كانت الداخلية تُسرق، فماذا عن المواطن العادي، هل يستطيع بعد هذا الخبر ان يأمن على ماله وعرضه؟!
اذا كان المواطن عنده بارقة امل في السابق، فبعد نشر هذا الخبر سيفقد الامل، قد يسرق الديزل من برج لشركة الاتصالات وهنا يبدو الامر طبيعيا، ولكن حين يكون البرج تابعا للداخلية فالامر يختلف، أين هيبة الدولة التي تمثلها وزارة الداخلية؟ الحرامي استطاع ان يسرق الحكومة وليس الداخلية فقط فبالنسبة للكثيرين الحكومة هي الداخلية، وحين تقوى القبضة الامنية تفرض هيبة الحكومة، والدولة ويخاف الناس اما مع ضعف القبضة الامنية فلا استبعد ان يسرق مبنى وزارة الداخلية نفسه، مثلما سُرق برج اتصالات الداخلية، هذا المبنى المقفل بوجه المواطن البسيط الذي يبحث عن حل لمشكلته، فالحزم والقوة لاتستخدم الا ضد المواطن الكويتي فقط حين يطرده شرطي من ابناء الكويتيات من مبنى الوزارة على اساس انه ممنوع الدخول فلا يلج الى مبناهم الا ذو حظ عظيم.
نعم هم أسود علينا، ولكن حين يُسرق برجهم يكتفون بتقديم بلاغ، بالامس القريب حين كان الهجانة في مراكزهم على امتداد الحدود الكويتية لم يكن يجرؤ وافد او غيره على التقاط حديدة من البر، واليوم في ظل ابناء الكويتيات تسرق كيابل الكهرباء، وتقتحم محطة توليد كهرباء بكسر الباب، وترسل رسالة واضحة للداخلية عبر سرقة ديزل برجها، باننا لانخاف منكم، وقبلها سرق برج كامل من معسكر الاميركان.
مر علينا زمان كان حارس السوق بعصاه الغليظة يحمي شارعا كاملا لايقترب منه احد حتى ان بعض الدكاكين تقفل بقماش، وكان الهجان ببندقيته الكندية ذات الخمس طلقات يحمي كل ماهو خارج المدن فما الذي غير الاحوال؟ الايستحق هذا الامر وقفة صادقة من الحكومة نفسها لاعادة تقييم الوضع الامني ووضع الحلول المناسبة لاعادة فرض هيبة الدولة وتفعيل مبدأ كل مواطن خفير؟
الطفل الصغير يعرف ان المشكلة ليست في الحرامي ولكن المشكلة الحقيقية بمن يشتري المسروقات وفي كل مرة يلقى القبض على الحرامي، والحرامي الكبير يكبر كرشه، ويزداد رصيده لذلك يجب ان توجه الحملات الى مراكز بيع المسروقات لتجفيف منابع الاجرام، ومن ثم تصفية البلاد من مخالفي قانون الاقامة من خلال تطويق المناطق مع ساعات الفجر الاولى والتفتيش الدقيق عندها فقط تفرض الهيبة، اما حين تسرق الداخلية فعلى الهيبة السلام ...زين

[email protected]
آخر الأخبار