كتب - مفرح حجاب:انطلقت فعاليات الدورة الثانية عشرة من مهرجان "أيام المسرح للشباب" مساء أول من أمس على خشبة مسرح الدسمة تحت شعار "عناصر الرؤية عند المخرج المسرحي"، الذي تنظمه الهيئة العامة للشباب خلال الفترة بين 3 و13 الجاري، تحت رعاية وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب محمد ناصر الجبري، وحضر الحفل نخبة من الشخصيات الفنية والإعلامية يتقدمهم عبدالرحمن بداح المطيري المدير العام للهيئة العامة للشباب، ورئيس المهرجان عبدالله عبدالرسول، ومدير المهرجان المخرج عبدالله البدر، والكاتب عبدالعزيز السريع، الفنان عبدالعزيز الحداد، وغيرهم الكثير. استهل حفل الافتتاح بعرض كلمات سامية لصاحب السمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لدعم واستثمار طاقات وقدرات الشباب، ثم بدأت فعاليات الحفل التي استمرت نحو ساعتين ونصف كان ابرزها فنيا العرض المسرحي "حين يسدل الستار" لفرقة مسرح الشباب تأليف تغريد الداود، واخراج محمد الشطي، تمثيل حنان المهدي ومشاري المجيبل، وتطرق العمل إلى ما يدور خلف الستار، والأشياء المخفية، حيث صورت ما يحدث لبطل العرض المسرحي يوما بعد أن تخف عليه الأضواء، ويذهب الجمهور عنه، وقد يظن البعض أن الأدوار تنتهي في المشهد الأخير، لكن لا يعملون أن ما يواجهه الفنان بعد انتهاء العرض المسرحي أكثر بكثير، كذلك سلط العرض الضوء على جيل الشباب وما يواجهونه من بيروقراطية ورقابة فى العمل المسرحي، فضلا عن عدم وجود دعم لهم أو مهرجان آخر للشباب الهواة، كل ذلك في اطار اجتماعي بين الزوجة حنان المهدي وزوجها مشاري المجيبل، الذي عانى كثيرا من المجتمع بسبب حبه للمسرح، لكن صرخات جنبات المسرح، التي جاءت من قبل يعقوب عبدالله، ناصر الدوب، علي العلي، صادق بهبهاني للنداء بحرية العمل المسرحي تؤكد ان المسرح مستمر طالما هناك حياة. قدم فقرات الحفل كل من المذيعين شيمان ومحمد المساعيد، ثم ألقى عبدالرحمن بداح المطيري مدير عام الهيئة العامة للشباب كلمة جاء فيها: "أنه من دواعي سرورنا أن يتزامن مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الثانية عشرة مع الاحتفال بيوم الشباب الكويتي تحت شعار عناصر الرؤية عن المخرج المسرحي".وأضاف: تؤمن الهيئة العامة للشباب بأهمية المسرح كأحد المجالات الشبابية الإبداعية، باعتباره فن للحياة يتجاوز المهارات، ويجمع كافة أنواع الفنون، كما أنه وحدة فنية متناغمة ذات إيقاع صادق تجمع بين المباشر واللامباشر الذي يساهم في إيقاظ وتنبيه السلوك الإنساني الشبابي، مشيرا إلى أن مهرجان أيام المسرح للشباب جاء على مر سنوات متتالية وصولا لدورته الحالية الثانية عشرة، ليؤكد أهمية المسرح في إيقاظ السلوك الإنساني من خلال تعزيز معرفة الشباب لذواتهم وقدراتهم وحسن توظيفها، ومن ثم خلق مساحة إبداعية للتفاعل والمشاركة والعمل بينهم وبين المجتمع، ولا شك أن هذا الأمر يعزز إحساس الشاب وشعوره الوطني باعتباره شريك حقيقي في المنجزات وبناء التسامح الوطني.وشدد المطيري على أن مهرجان المسرح الشبابي وسيلة لبناء رأسمال اجتماعي شبابي، ويلعب دورا بارزا في التنشئة الاجتماعية كمساحة للتعلم والمشاركة، حيث التعلم من خبرات الرواد والمشاركة في بناء الحاضر وريادة المستقبل، ولهذا فقد تم تخصيص الجائزة الكبرى لأفضل عرض مسرحي متكامل باسم الفنان الكبير سعد الفرج، واختيار الكاتب المسرحي الكبير عبدالعزيز السريع الشخصية المسرحية الرائدة للمهرجان، باعتبارهما أحد الرواد الذين تركوا بصمة في مجال المسرح الكويتي والعربي، تأكيدا وعرفانا ووفاء من جيل الشباب إلى الرواد الذين صنعوا لنا التاريخ والانجازات المسرحية طوال العقود الماضية، مؤكدا حرص الهيئة العامة للشباب على خلق آفاق إبداعية للشباب المسرحي المتميز على المستويين المحلي والدولي خصوصا في مجال المسرح، حيث تقرر إيفاد العرض المسرحي الفائز بالجائزة الكبرى لمهرجان مسرح الشباب العربي، الذي أقيم أخيرا في الكويت للمشاركة في مهرجان المسرح الحر المزمع عقده في المملكة الأردنية الشقيقة خلال شهر أبريل المقبل، وأيضا إيفاد العرض المسرحي الفائز بالجائزة الكبرى في مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته الحالية إلى المشاركة في أحد المهرجانات المسرحية الخارجية.شغف وثراءمن جهته القى رئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول كلمة تضمنت: ان الأيام المقبلة للمهرجان ستكون زاخرة بالافكار والرؤى التي تعكس توهج وشغف الفنان للمسرح، انها أيام مسرحية فسيحة بالثراء تبحث عن مسرح قادر على التحاور المستمر مع الحداثة وتطلعات المستقبل لمسرحنا، مشيرا ان المهرجان على مدى دوراته السابقة حقق الانجازات المسرحية الشبابية الكبيرة. وأكد عبدالرسول على تنمية ورعاية الشباب المسرحي، في شتى مجالات علوم المسرح المختلفة، لافتا إلى أن المهرجان أصبح واقعا مهما في مسيرة المسرح الشبابي على المستويين المحلي والخارجي، وأصبح حدثا فنيا ثقافيا تسعى الهيئة العامة للشباب من إقامته على إبراز الصورة المميزة للشباب في المسرح.وأضاف أن الدورة الجديدة من المهرجان تؤكد بأن المخرج المسرحي هو العنصر التكاملي لبلورة وقيادة العرض المسرحي في كل مكوناته، وإن المخرج هو القائد والمخطط لمشروع العرض المسرحي من الناحية الفنية في كافة العناصر المسرحية، وهو العقل المفكر والمبدع لتفاصيل وكليات العرض المسرحي، وهو القيادة الفنية والفكرية للعملية المسرحية، وهو الذي يتولى فهم النص المسرحي، واستنباط المحتوى الدرامي منه، وتحويله من الحياة المثالية الأدبية إلى الحياة المادية على خشبة المسرح، لافتا إلى أن الدورة جاءت لتؤكد على عنصر الإخراج المسرحي بأنه العنصر الذي ترتكز عليه كافة العناصر المسرحية.وأكد عبد الرسول أن المهرجان يحتفي بتكريم نخبة من المسرحيين لهم تاريخ حافل بالانجازات والإبداعات لرفعة مكانة المسرح، ويأتي التكريم لهم وفاء وتقديرا وعرفانا لهذا التاريخ الطويل في رفعة الشأن المسرحي، مرحبا بضيوف الكويت من المسرحيين العرب، مقدما الشكر للفرق التي شاركت في المهرجان، وإلى جميع الجهات التي حرصت على المشاركة في هذا الحدث المسرحي.

لجنة تحكيم المسابقة الرسمية
رؤية المخرج بين خالد الرويعي وعمرو دوارةكتب - فالح العنزي:عقد كل من المسرحي الكبير عمرو دوارة ورئيس فرقة الصواري المسرحية المخرج خالد الرويعي ندوتهما المشتركة ضمن فاعليات المركز الاعلامي التابع لمهرجان أيام المسرح للشباب، وتمحورت الندوة حول الدور الحقيقي للمخرج في العرض المسرحي، حيث أكد الرويعي في كلمته أن الإشكالية الحقيقية التي يواجهها المخرج تكمن في العبور من النص الى الخشبة، لكن يوجد بعض المخرجين يكون عبدا للنص، مضيفا: "هنا لا أدعو للتمرد على النص انما أؤكد بأنه يبقى هو من يصنع حياة ويبعث الموتى من النص، ويعي الكيفية التي يجب من خلالها اعادة الحياة للنص فوق الخشبة، مشيرا إلى أنه ليس شرطا أن يكون المخرج متعلما أو أكاديميا بل إنسانا يستطيع قراءة المسكوت عنه ويعيد ترتيب الأشياء ولديه الحس الفني والجمالي في قراءة الاشياء بنعومة وثقة.وعرج الرويعي في كلمته الى عوالم أخرى ومعتقدات فلسفية، حيث اعتبر أن الاخراج المسرحي هو اعادة الحياة الى الحياة وحاله حال تلبس الجن. اما الدكتور والمسرحي الكبير عمرو دوارة، فشدد على ضرورة التفريق بين دور المخرج في مسرح الهواة ودوره في مسرح المحترفين، حيث سبق له ان اصدر كتابا عن ذلك.وتوقع دوارة في كلمته ان يقتصر حضور الندوة على المسرحيين والمهتمين بأبو الفنون رغم أنه يفترض ان تنقل هذه النوعية من الندوات والورش الى حيث يتواجد المسرحيون الشباب، موضحا أن الوقت الحالي لم يعد للمخرج دور في إختيار النص بينما المخرج الحقيقي يجب أن يكون مفكرا، حتى لا يخضع لنصوص مختارة سواء من قبل الفرقة او الفنان النجم، لذا يجب ان يبحث عن نص مناسب يخدم تفكيره، مشيرا الى ان دور المخرج انتهى عصره في القرن الحادي والعشرين واصبح اليوم دور الفنان النجم.وحذر دوارة من المخرج المعارض، الذي يعتبر عكس المخرج المفكر والمفسر، فالمخرج يجب ان يفهم ويخاطب ويستقطب جمهوره بفكره ويسمو بعروضه ويوفر لهم له الفرجة البصرية والسمعية وليس اتباع نزواته ورغباته كما هو الحال مع المخرج المعارض، الذي يتميز فنيا وتكنيكيا لكنه ليس أمينا، خصوصا عندما يقدم نصا يخالف فكرة وقناعاته وهنا يرتكب جريمة.وختم دوارة حديثه بأن المخرج في الوطن العربي هو سيد العمل ويجوز له اقصاء أي عنصر مبدع يخالفه الرأي.
عروض المهرجانشهد الحفل بانوراما عن العروض المشاركة في المسابقة الرسمية في المهرجان وهي "قريبا من ساحة الإعدام" لفرقة الجيل الواعي، "جزء من الفانية" لفرقة المسرح الكويتي، "صالح يعود" لفرقة المسرح العربي، "قرد كثيف الشعر" لفرقة "جالبوت"، "سيراونجلو" لفرقة "باك ستيج"، "على قيد الحلم" لفرقة مسرح الشباب، إلى جانب العرضان المسرحيان الموازيان وهما مسرحية "الألفية" من سلطنة عمان، مسرحية "حبوس" من المملكة العربية السعودية.
توصيات لجنة المشاهدةألقى د.عبدالله العابر رئيس اللجنة الفنية للمشاهدة في المهرجان كلمة تضمنت توصيات اللجنة جاء فيها: أن اللجنة الفنية للمشاهدة بالمهرجان قامت بمهامها المنصوص عليها باللائحة، وهي التقييم والمتابعة الفنية للعروض المسرحية التي تم ترشيحها في المسابقة الرسمية للمهرجان، وبدأت أعمالها منذ شهر أكتوبر من العام الماضي من خلال قراءة النصوص المسرحية والاجتماعات مع الفرق المسرحية المشاركة بالمهرجان، والمتابعة الميدانية الفنية للتدريبات الخاصة بالعروض المسرحية.وتطرق إلى التوصيات: "تتقدم اللجنة الفنية للمشاهدة بالمهرجان بخالص الشكر والتقدير للهيئة العامة للشباب لقرارها بشأن ترشيح العرض المسرحي الفائز بالجائزة الكبرى في كل دورات المهرجان لتمثيل دولة الكويت في المهرجانات المسرحية الخارجية، وتوصي اللجنة بتقديم الدعم المالي للعملية الإنتاجية الخاصة بالفرق المسرحية المشاركة بالمهرجان، دعما للشباب المسرحي مما ينعكس إيجابيا على المستوى الفني للعروض المسرحية".وأضاف العابر: "كما توصي اللجنة بخفض المرحلة العمرية الخاصة بمخرج العرض المسرحي الذي يحق له التنافس على جائزة الإخراج المسرحي لتصبح 18 عاما بدلا من 21 عاما، وتوصي أيضا بأن يتم توحيد الجهود بين اللجنة الفنية للمشاهدة بالمهرجان، ولجنة الرقابة المسرحية في وضع الآليات المشتركة التي من شأنها أن تعود بالفائدة الفنية للعروض المسرحية المشاركة بالمهرجان.
السريع: "خصلة الوفاء في الكويت"عرض في حفل الافتتاح فيلما تلفزيونيا عن الشخصية المكرمة للكاتب المسرحي الكبير عبدالعزيز السريع، بعدها قام مدير عام الهيئة العامة للشباب عبدالرحمن المطيري ورئيس المهرجان المخرج عبدالله عبدالرسول ورئيس فرقة مسرح الشباب المخرج عبدالله البدر بتكريم الفنان السريع وسط تصفيق حار من الحضور.من جهته ارتجل السريع كلمة خاطب فيها الحضور قائلا: "شعرت اليوم فعلا ان لدينا في الكويت خصلة الوفاء والتكريم والتقدير، وان الكويت بخير بفضل القيادات والعمل المؤسسي، وأنصح المعهد العالي للفنون المسرحية وأتوسم الخير في العميد د.علي العنزي أن يقوم بتخريج مسرحيين للساحة المحلية، وألا تكون عروض المعهد فقط أكاديمية ونخبوية يتم تصديرها للخارج حتى يعود الجمهور للمسرح، كذلك نحن منذ 50 عاما والدعم المسرحي للفرق الأهلية لا يزال 16 ألف دينار فقط"، مستذكرا الفنان الراحل حمد الرجيب الذي كان له دورا رائدا بهذا الجانب.
مراسم التكريمبعد انتهاء تكريم الكاتب السريع، اعتلى المطيري وعبدالرسول والبدر المسرح، لتكريم رجل الاعمال عبدالرحمن شيخان الفارسي، كما شمل التكريم نخبة من الفنانين الرواد والشباب، وضمت المسرحيين الكبيرين السيد حافظ من مصر، ود.عبدالكريم بن علي من سلطنة عمان، إضافة إلى الفنانين خالد أمين، خالد البريكي، منى شداد، علي الحسيني، ميثم بدر، شهاب جوهر والكاتبة تغريد الداود. كما تم تكريم اللجنة الفنية للمشاهدة برئاسة د.عبدالله العابر، وعضوية د.نورة العتال، الفنانة سماح محمد، الفنان عبدالله التركماني، الفنان محمد الربيعان، وتكريم أعضاء لجنة التحكيم برئاسة د. محمد مبارك بلال، وعضوية الفنان حسين المفيدي، د.أحلام حسن، د.ابتسام الحمادي، الكاتب السعودي فهد ردة الحارثي، المخرج المصري مازن الغرباوي، الفنان السوري بلال مارتيني.