الأحد 22 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حُسن النوايا ينهي أزمة حكم المحكمة الاتحادية
play icon
كل الآراء

حُسن النوايا ينهي أزمة حكم المحكمة الاتحادية

Time
الأحد 01 أكتوبر 2023
View
123
حسن علي كرم

في احدث تصريح لرئيس الوزراء العراقي السيد محمد شياع السوداني، الرجل الطيب والمهموم بخلق عراق جديد، بعيدا عن الصراعات، والنزاعات الداخلية، أحزاباً او مكونات، طمأن الكويت الى "التزام العراق بسيادة الكويت والقرارات الاممية.
الا انه عاد ليذكر"ان هناك انقساما داخل السلطة بشأن قرار المحكمة الاتحادية العليا بشأن خور عبدالله".
يأتي تصريح السيد الشياع في الوقت الذي تتهيأ فيه بلاده الى الانتخابات البرلمانية المقررة في نهاية العام الحالي.
الائتلاف الحكومي دعا الى انهاء الملفات العالقة، فما هي هذه الملفات العالقة وفق المفهوم العراقي، هل يتلاقى مع المفهوم الكويتي في الحدود البحرية، وازالة العلامات الصخرية؟
نحن نعلم جيداً ان الاحزاب العراقية، بل والمواطنين، من بكل اطيافهم، منقسمون حيال المسألة الكويتية، ليس على خور عبدالله، انما على كل الكويت، فلا يزال من يرى ان "الكويت عراقية، ولا بد من يوم يعود الفرع الى الاصل".
هذه النعرة التي يغذونها، وانا على يقين ان ذلك من خارج العراق، لكن تبقى العلاقة بين الكويت والعراق على نار حامية، فهناك بعثيون، وهناك "مع الخيل يا شقرا"، مستعدون لقضاء الليل والنهار في الشوارع يردحون و"يهوسون"، حتى اذا كانوا لا يدرون ما الحكاية.
لا نريد ان نسترسل عن حقيقة تلك الاحزاب، فهي اما محسوبة على ايران، او على اميركا، ام احزاب برسم التأجير، لكن هناك من يحاول رفع السقف السياسي، واختلاق موضوعات لا اساس لها، ولعل قضية الكويت المفتعلة، كالصيد الادسم والاشهى للعب في عقول البسطاء.
هناك بعثيون لا يزالون يتغلغلون بين اضلاع العهد الديمقراطي الجديدي الحكومة، وفي الاحزاب والبرلمان، وهؤلاء استغلوا دستور 2005، وحرية التعبير، ليبثوا دعايات كاذبة وفاسدة، داخل العراق وعلى النظام الديمقراطي الذي ينعم به الشعب، ولذلك اخذوا يروجون لعهد جديد مقبل على العراق.
العراق لن يستقر طالما بقي بعثي واحد يتنفس، وما حكم المحكمة العليا الاتحادية الاخير، الخاص بخور عبدالله، الا عبث يعلمون جيداً أنهم لن يطولوا لا الطين ولا العجين، لكنهم يجددون الازمات مع جار يحمل كل الود للعراق!
أفة العراق غياب الوعي السياسي، وغياب الدولة المركزية، وغياب الوعي الوطني، فالعبث بعقول، خصوصاً البسطاء، وتأجيج الطائفية والتعصب الديني، والقوميات، وتدخلات الخارج، كل ذلك يجعل من استقرار العراق مسألة مخيفة.
هناك من يمدح العهد الصدامي البائد، ويرجع له استقرار العراق وغياب الازمات الطائفية والسياسية، لكن هؤلاء نسوا او تناسوا ان صدام حكم العراق بالحديد والنار، وجعل من نفسه الطاغوت ونصف الاله، الذي يجب على كل العراقيين السجود له، ويقبلون يديه وقدميه.
ان العراقيين يعيشون بعد زوال النظام الطاغوتي في نعمة، وهل هناك نعمة اعظم من الحرية، وحفظ كرامته الانسانية؟
كم مليون عراقي مهجرين، ومهاجرين هاربون جراء ظلم وقسوة النظام البائد، وكم من هؤلاء تركوا العراق خلف ظهرهم بعدما استقروا وتجنسوا واندمجوا في المجتمعات الجديدة وابدعوا في غربتهم، ألم يكن العراق اولى بهؤلاء، ام ان العراق كتب عليه الشقاء؟
ازمة خور عبدالله مسألة مفتعلة تزامناً مع الانتخابات البرلمانية المقبلة، والمؤمل من حكومة السيد الشياع طي تداعيات حكم المحكمة، فالبلدان بحاجة الى عودة العلاقات التي كانت سائدة في الازمنة التي لم يكن هناك عبث سياسي.

صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار