حُسْن الرأي والتدبير

حوارات

"وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا" (الفرقان 67).
طوبَى لمن أدرك مبكِّرًا أهمية اكتسابه مهارة حسن الرأي والتدبير في معيشته، وحياته، الخاصة والعامة، فكثير من الناس يتولّد لديهم شعور سلبي بأنهم لا يملكون القدرة على التحكّم بكامل أوجه حياتهم، وجوانبها المختلفة، بسبب اعتقادهم الخاطئ أنهم مسيّرون، وليسوا مخيّرين في أغلب شؤونهم الحياتية.
ومن بعض مبادئ حسن الرأي والتدبير في الحياة الإنسانية، وما ستفضي إليه من نتائج إيجابية على الفرد، نذكر ما يلي
-حسن الرأي والتدبير: خير الأمور أوساطها، فلا يفرط حسن الرأي والتدبير ولا يفرِّط، وبالنسبة له، كل قول أو تصرّف شخصي يرتكز على الانجراف مع الانفعالات العاطفيّة المفرطة يعطّل عقلانية الإنسان، ويؤدي الى ما لا تحمد عقباه، وأصالة الرأي تستند على امتلاك سمة التفكير الحر والمستقل، والتأنّي في إطلاق الأحكام الشخصية النهائية على الآخرين يدل على بعد النّظر.
وعدم الإفراط في المودّة والبغضاء تقوّي حصافة الرأي الشخصي، فلا صديق ولا عدو يدوم، وكون الانسان مُتَحَفِّظًا وكتومًا أثناء تفاعله مع الناس في العالم الخارجي خير له من أن يكون غير متحفّظ، أو مكثر في كلامه. وأفضل للمرء أن يدرّب عقله على كسب الرزق بدلاً من جمع المال فقط.
وكلما لامس الفرد واقعه الحياتي، حسن رأيه، ووزان تدبيره أموره، والتفتّح العقلي أفضل من الانغلاق والعناد النرجسي.
والتوقّف عن الانقياد وراء كل ما يصدر عن التفكير الجمعي هي سمة الحصيف.
ومن دلائل حسن رأي المرء وتدبيره حياته تقليله لاختلاطه بالرِّعاع، وحرصه على مخالطة خيار الناس، وعدم تصديقه كل ما يسمعه، وأن يتّبع بوصلة ما هو حقّ، وليس فقط ما هو شائع بين عامة الناس.
-بعيد النظر ناجح في حياته: يظهر حسن رأي المرء في حياته في جودة فهمه وكلامه، وفي تفكيره في معنى ما يقول أو يكتب، قبل أن يقوله أو يكتبه، وستلاحظه لا يفصح عن نجاحاته الحياتية مهما كانت صغيرة، وتجده حاضرًا ذهنيًّا أثناء تعامله مع الناس، وقليل الكلام وكثير الأفعال وراء الكواليس.
كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi