الاثنين 23 سبتمبر 2024
40°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
حُكم المحكمة العراقية لا يلزم الكويت
play icon
كل الآراء

حُكم المحكمة العراقية لا يلزم الكويت

Time
الثلاثاء 19 سبتمبر 2023
View
111
حسن علي كرم

عشية غزو الكويت في الثاني من اغسطس 1990، تسربت معلومات عن ان السفيرة الاميركية في بغداد، في اليوم السابق على الغزو، قالت لصدام ما معناه "ان خلافاتكم مع الكويت يمكن حلها فيما بينكم"، لكنها نفت ذلك فيما بعد، وكذلك حكومتها، فيما التصريح سربه العراقيون نقلاً كان عن صحف اميركية.
وسواء أكانت السفيرة السابقة لدى بغداد صادقة او لم تشأ ان تزيد النار اشتعالًا، لكن الغزو وقع، والاميركان الذين الفوا تحالفاً من 33 دولة نجحوا بتحرير الكويت، وطرد العدو الغازي.
لكن يبدو ان التاريخ يتجدد، ففي تصريح صحافي اخير للقائم بالاعمال الاميركي المقيم في البلاد، قال: "في القضايا السيادية نشجع على الحوار الثنائي بين البلدين عبر القنوات السياسية والحوارية".
وهذا التصريح نقلته الصحف الكويتية، لا الاميركية، لكن بلا رتوش، والتفسير الاصح ما بين تصريح السفيرة الاميركية السابقة في بغداد والقائم بالاعمال الاميركي في الكويت هو "خميس كمش خشم سعيد وسعيد كمش خشم خميس"، يعني من يطلع على التصريح الطازج للسيد هولتسنايدر، وعلى تصريح السفيرة الاميركية السابقة لدى بغداد، بما معناه "اسطفلوا وحلوا ازماتكم التي لا تنتهي فيما بينكم"!
لا ادري من الذي دفع بوزير خارجيتنا ان يسارع الى ارسال مذكرة احتجاج الى بغداد، فالقضية التي حكمت فيها المحكمة الاتحادية العراقية الخاصة بخور عبدالله تبقى عراقية - عراقية، فمن دفع حتى تعقد المحكمة جلسة وتصدر حكماً قد يراه بعض المسؤولين في بغداد انهم ادخلوا الكويت في قفص حديد، وبغداد الى فضاء الحرية، وكسبوا الرهان؟
ربما هذا ما يراه الحالمون هناك حتى اليوم، الا ان القضية لازالت كامنة في بغداد، وحكم المحكمة لا يلزم الكويت ولا لها شأن حتى الان به، متى يكون للكويت به شأن اذا خرجت بغداد عن قرارات مجلس الامن التي صدرت ابان الغزو الغاشم وتحديدا القرار رقم 867 / 91 و القرار 833 - 93 في شان الحدود بين البلدين.
القرارات لم تصدر برخاوة حتى يتم نقضها بين عشية وضحاها، فهي خاضعة للبند الفصل السابع، ما يعني انها ملزمة للطرفين، ورغم ان الكويت قد خسرت اراض ومياه من رسم الحدود، الا انها تنازلت بغية فض الخلاف.
من ذلك وسبيل المثال "خور عبدالله" الذي يزعم عامر عبدالجبار (وزير عراقي سابق بعثي) ان الخور عراقي، لان هناك صياد سمك عراقي من قبيلة التميمي اسمه عبدالله كان يصيد السمك على الخورّ اقول اذا خاطبكم الجاهلون فقولوا سلاماً.
الاخوة العرقيون مشغولون بالانتهاء من ميناء الفاو العملاق، ورئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني قال في تصريح اخير له، بعدما اشيع عن بناء خط قطار يصل المملكة السعودية من ميناء جدة وموانئ خليجية الى بوابة عرعر فالعراق وتركيا واوروبا، فقال قاطعا الشك باليقين: "لا نحتاج الى اخرين فنحن سنشغل ميناء الفاو الذي سوف يستقبل البواخر منه الى بغداد واوروبا".
في اعتقادي ان هدف العراقيين ليس قطع الطريق على الدول المجاورة، واستغلال اراضي او طرق العراق بقدر افشال ميناء مبارك الكبير الكويتي، الذي يزعمون انه على مدخل خور عبدالله، وان هدفهم سياسي.
انا هنا باسم كل الكويتيين، احلف لم يكن في اي يوم من الايام للكويت اهداف خبيثة، لا مع العراق ولا مع غيره، الكويت اُذيت ولم تؤذ، وكانت دائماً ترفع راية السلام والمحبة.
الكويت بعد زوال النظام الديكتاتوري الصدامي ماذا قدمت للعراق، كم دفعت من الاموال؟
انا على يقين ان المواطن العراقي لم يشعر او لم ير مساعدات الكويت للعراق، حيث بنيت مدارس ومستشفيات، محطات كهرباء ومياه وطرق، وترميم الاضرحة الدينية، هذا بخلاف المطارات والمولات والاسواق والفنادق في كل من النجف وكربلاء واقليم كردستان العراق.
الكويت كانت دائماً تقدم المساعدات وفق مبدأ "لا تعلم اليد اليسرى ما قدمت اليد اليمنى".
الكويت تتمنى من العراق الجيرة الطيبة، بعيداً عن الحزازات وما يبثه ذوو المصالح والخبثاء، فالعراق يستطيع ان يستفيد من موقع الكويت، اكثر من استفادتها منه، فهل هذا يكفي؟

صحافي كويتي

حسن علي كرم

[email protected]

آخر الأخبار