خاب مسعاكم

طلال السعيد

الشعب الكويتي المخلص لهذه الأرض الحريص عليها، والذي رضع حبها من ثدي أمه، ولم تكن وطنيته مصطنعة او بالتلقين، صادق الانتماء والولاء.
هذا المواطن ومن على شاكلته من أهل الكويت، وما أكثرهم المخلصون الذين يرون ان كل عمل يحمل رائحة أو شبهة تآمر على بلدهم بالانتماء لاحزاب خارجية، معروفة او غير معروفة، تهدف الى زعزعة أمن الكويت، مثلما حصل في وقت الحراك الشعبي الذي أججه حزب الإخوان المسلمين للاستيلاء على هذه الأرض، أو فكر "داعش" الذي لا يختلف عن فكر "الإخوان"، ولا يقل خطورة عنهما او فكر "حزب الله"، ومثله فكر "تصدير الثورة".
كل هذا نحن نعتبره عملا عدائيا ضد الكويت واهلها، ولا يمكن القبول به، او السكوت عنه، او حتى قبول العفو عن معتنقيه، ممن اتضح عداؤهم لهذه الأرض، سواء بالأقوال او الأفعال، وكل مسعى من أفراد، او هيئات، او جمعيات تدعي انها خيرية، او أعضاء في مجلس الأمة، من اجل العفو عن الذين صدرت ضدهم احكام، هو مسعى خائب لا يخدم مصالح الكويت العليا.
هذه وجهة نظر غالبية المخلصين من أهل الكويت، وقد تكون هناك وجهة نظر أخرى لأولي الامر، فهذا شأنهم، لكن لا بد من سماع وجهة نظر الغالبية العظمى لقطع الطريق على المزايدين، والمتكسبين، والباحثين عن المناصب على حساب امن وامان الوطن!
نحن نؤمن إيمانا تاما بان العبد يذنب وان الرب، عز وجل، يغفر، ونؤمن كذلك ان حضن الوطن يستوعب الجميع، المخطئ والمصيب، لكن هناك قنوات يسلكها طالبو العفو أنفسهم للخروج من المأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، أما ان يطلب العفو نيابة عنهم فهذا أمر غير مقبول، فمن اهم شروط العفو إقرار المذنب بذنبه، فنحن أمام جرائم كادت الكويت تضيع بسببها، ونقول لكل هؤلاء خاب مسعاكم... زين.