خادم الحرمين: نتطلع للعمل مع روسيا لتحقيق الأمن ومحاربة الإرهاب

توقيع 20 اتفاقية لتطوير التعاون بقيمة 3 مليارات دولار وعين المستثمرين الروس على اكتتاب "أرامكو"

الرياض، عواصم - وكالات: وصف خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أمس، زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بأنها فرصة كبيرة لتوطيد أواصر الصداقة بين البلدين.
وقال في كلمة له بحضور الرئيس الروسي، إن "الاتفاقيات بين روسيا والسعودية خصوصاً في مجال الطاقة سيكون لها آثار إيجابية"، مضيفا بالقول "نتطلع للعمل مع روسيا دوما لتحقيق الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب".
من جانبه، أكد الرئيس الروسي أن "روسيا تولي اهتماماً خاصاً بتطوير العلاقات الثنائية مع السعودية الممتدة لنحو 90 عاماً"، موضحا أن التبادل التجاري بين روسيا والسعودية ارتفع بمعدل 15 في المئة العام الماضي.
وقال إن "السعودية تلعب دوراً محورياً في مجموعة العشرين"، مؤكداً أن التنسيق الروسي والسعودي مهم لتأمين الاستقرار في الشرق الأوسط.
هذا، واستقبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، وولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان في قصر اليمامة بالرياض الرئيس الروسي بوتين، حيث أقيمت مراسم استقبال رسمية وأطلقت المدفعية طلقات ترحيبية بالرئيس الروسي الذي يزور المملكة في أول زيارة رسمية له منذ 12 عاماً.
وعقدت جلسة محادثات رسمية ناقشت العلاقات الثنائية بين البلدين، بالإضافة إلى الملفات الإقليمية، بما في ذلك المجالات الاقتصادية والتجارية والاستثمارية، إضافة إلى تبادل الآراء بشأن تطورات الوضع في الشرق الاوسط.
إلى ذلك، شارك بوتين في أول جلسة لمجلس التعاون الاقتصادي الروسي- السعودي، إلى جانب ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بينما تم توقيع اتفاقيات عدة بين الحكومتين السعودية والروسية.
وحضر المنتدى 300 مشارك، يمثلون كبرى الشركات في البلدين، كما حضر الفعالية أكبر وفد من رجال الأعمال الروس وأكثرهم تمثيلا في تاريخ العلاقات بين موسكو والرياض.
من جانبه، أعلن وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، عن توقيع 20 اتفاقية مع روسيا لتطوير العديد من المجالات، مؤكدا خلال حفل توقيع الاتفاقيات بحضور الملك سلمان بن عبدالعزيز والرئيس بوتين، أن البترول سيبقى في المستقبل المنظور عنصرا جوهريا في تنمية اقتصاد العالم.
بدوره، كشف الرئيس التنفيذي للصندوق الروسي للاستثمار المباشر كيريل ديميتريف، عن أن الصندوق وقع 14 اتفاقية جديدة مع عدد من الشركات السعودية، بقيمة صفقات تتجاوز 3 مليارات دولار.
وقال إن "قيمة اتفاقاتنا مع المملكة ستبلغ نحو 3 مليارات دولار حاليًا، وستكون إحدى الشركات مختصة في صناعة النفط ، وستستثمر في شراكة مع أرامكو السعودية، لإنتاج مواد مهمة للشركات الروسية وأرامكو، وشركات عديدة أخرى حول العالم".
وأشار إلى أن هناك توافقًا كبيرًا في مجال الزراعة، واصفًا القرار السعودي بتقليل القيود على استيراد القمح الروسي بأنه "خطوة تاريخية"، معبرًا عن اعتقاده بوجود فرص كبيرة في المجال الزراعي بين روسيا والمملكة، منوهًا بأن الاتفاق مع واحد من أكبر اللاعبين السعوديين في المجال الزراعي سيؤكد هذه العلاقة الزراعية.
وفي سياق آخر، أعلن ديمترييف أن هناك صفقة استئجار في مجال الطيران مع شركاء من السعودية، بقيمة 700 مليون دولار .
وقال إنه في مجال استئجار الطيران، توجد صفقة واحدة مقابل 700 مليون دولار، وسيكون هناك العديد من الصفقات المتعلقة بمجال السكك الحديدية، بالإضافة إلى صفقة تتعلق بالبتروكيماويات مع شركة سابك السعودية.
ولفت إلى اهتمام عدد من المستثمرين الروس بالاكتتاب العام الذي تستعد له شركة "أرامكو" العملاقة، مؤكدًا أن روسيا بشكل عام لديها الكثير من الإمكانات في قطاع النفط.
من جانبه، قال مصدر مطلع إن صندوق الاستثمار المباشر الروسي والشركة السعودية للاستثمار الزراعي والانتاج الحيواني "سالك"، وقعا اتفاقا للتعاون في البحث عن مشاريع للاستثمار في قطاع الزراعة في روسيا.
ونقلت وكالة الاعلام الروسية عن العضو المنتدب لسالك خالد العبودي، قوله ان الشركة تدرس الاستثمار في مشاريع زراعية روسية قرب البحر الاسود.
بدورهما، وقّعت شركة الطاقة السعودية "أرامكو" وشركة "غازبروم" الروسية مذكرة تفاهم، على هامش منتدى الاستثمار الروسي-السعودي، الذي نظمه كلٌ من صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي والهيئة السعودية العامة للاستثمار والمركز السعودي للشراكات الستراتيجية الدولية.
كما وقعت "أرامكو" مذكرات تفاهم مع شركة الأنابيب المعدنية الروسية، بالإضافة إلى شركة "غالين" ومصنع "تشليابينسك" للأنابيب، ومع "أنجار سيرفيس" ومجموعة "إنتاتول".
كما وقّع الصندوق الروسي للاستثمار المباشر والسكك الحديدية الروسية، اتفاق تعاون مع الشركة السعودية للسكك الحديدية لتطوير البنية التحتية للنقل بالمملكة.
وتهدف الاتفاقية إلى توسيع شبكة السكك الحديدية والمشاريع المتعلقة بـ"رؤية 2030"، كما سينظر الطرفان في إمكانية توفير أنظمة روسية لتأمين السلامة، وتسهيل تبادل الكفاءات بين الجانبين الروسي والسعودي في هذا المجال.