كتب - مفرح حجاب:يعتمد المخرج خالد الفضلي، في مسلسل "وجوه مشبوهة" على طرح اجتماعي تدور أحداثه حول التفكك الأسري ولكن بشكل جديد تماما مرتكزا على الإثارة والتشويق بعيدا عن التقليدية التي انتهجتها الدراما في السابق، وقال في حديث إلى "السياسة": نحن أمام خماسية درامية تتحدث عن شاب وطفل خرجا في سيارة إلى منطقة معينة ثم هطل المطر واشتدت الرياح عليهما وتعطلت سيارتهما في الظلام إلى أن شاهدا منزل هو الوحيد المكتمل البناء في منطقة جديدة، لينصدما من وجود رجل يعيش في هذا المنزل منعزلا عن الناس، والمفاجأة انه سيكون والد أحدهما دون أن يعرف أي منهما، وبجانب ان العمل يتحدث عن المشاكل الأسرية فهو يتناول أيضا التغير في سلوك الإنسان الذي عزل نفسه عن الناس كل ذلك وسط أحداث عاصفة، متمنيا أن يخرج العمل للجمهور بشكل متميز.ولفت الفضلي، إلى أن الأعمال الدرامية محدودة الحلقات سواء الخماسيات أو السباعيات أصبحت حاليا هي الأكثر طلبا في الدراما بسبب وجود كم كبير من المنصات الرقمية، حيث تفاجأ الجميع ان المحتوى الدرامي لها شيق وفيه ثراء وأحداثه كثيرة ومن الصعب على المشاهد أن يتخلى عن مشهد واحد من هذه الدراما لسرعة الأحداث وتماسكها، على عكس الأعمال التي تتكون من 30 حلقة يضطر معها المشاهد إلى الانتظار عدة حلقات حتى يجد مشهدا وحدثا يكسر الرتابة التقليدية، مشددا على أن الوقت مازال مبكرا للحكم على انتشار هذه الأعمال واستمرارها لأن انتشار المنصات جديد.واعتبر الفضلي، ان تفشي جائحة "كورونا" وما سببته من حظر تجول وإجراءات احترازية كان لها دور في ظهور هذه المنصات وانتشارها بشكل كبير، بل ان هذه الإجراءات كان لها تاثير كبير في تغيير المزاج العام للجمهور بشكل واضح بدليل نجاح الأعمال البسيطة التي لا تحمل عمقا دراميا وفكريا عميقا، فضلا عن أن أعمال النجوم الكبار لم تلفت الانتباه في رمضان الماضي بالشكل المتعارف عليه، مشيرا إلى أن عدم قراءة هؤلاء النجوم للسوق الدرامي وتمسكهم بالأجور التي كانوا يحصلون عليها قبل الجائحة لها دور كبير في تراجع المستوى.وأضاف الفضلي: هناك مشكلة أخرى تواجه العديد من النجوم من أبناء الجيل الجديد والوسط الذين يعملون في التمثيل واعلانات "السوشيال ميديا"، وهي تمرد بعضهم على الفن والتمثيل، لأنه يقارن أجور التمثيل مع عائدات "السوشيال ميديا"، وهذا تسبب في مشاكل كثيرة وبعض المنتجين يتحملون جزءا كبيرا مما يحدث لأنهم سمحوا لأنفسهم أن ينفذوا رغبات هؤلاء لدرجة أن بعض هؤلاء النجوم أصبح يتحكم في "اللوكيشن"، موضحا ان المرحلة المقبلة قد تكون مرحلة فرز في ظل وجود المنصات، لأنه من السهل أن تقدم عملا متميزا وليس شرطا أن يكون فيها نجوم مشاهير.
وقال الفضلي: ان المنصات حركت صناعة الدراما في الساحة الفنية الآن وهي لن تضر العادات والتقاليد كما يتوهم البعض، لأن الهاتف النقال في يد الجميع وفيه كل شيء، لكن قد يكون هناك تفاوت في جودة الإنتاج وهو أمر طبيعي وسط هذا التنوع الكبير وفي ظل ظهور العديد من المنصات، التي ليس لها أرشيف وتحتاج مسلسلات تعرضها، معتبرا أن هناك العديد من المنصات تبحث عن الأعمال الجيدة لأن هناك منافسة كبيرة مقبلة.وأضاف المخرج الفضلي: أتمنى أن تكون هناك منصة كويتية كبيرة تضم هذه الإنتاجات، لاسيما ان الكويت تتمتع بكوادر بشرية وفنية وأرضية خصبة للعمل الفني والدرامي تحديدا، متمنيا أن تكون هذه المنصة على مستوى الحدث ويتم دعمها في البداية.

فريق خماسية "وجوه مشبوهة" (تصوير – محمد مرسي)