خالد النفيسي الغائب الحاضر في "اليوم العالمي للمسرح"

كتب - فالح العنزي:

حضر الفنان الراحل خالد النفيسي، أول من أمس في مسرح الشامية، صال وجال فوق خشبته التي تعرف خطوات قدميه تماما، وعاد بنا النفيسي إلى تلك الحقبة الزمنية التي ساهمت في صناعة الحركة المسرحية في الكويت منتصف القرن الماضي، الفنانون الراحلون عبدالحسين عبدالرضا، صقر الرشود، عبدالعزيز النمش، الضويحي، السريع، المسعود، البريكي، عايشة إبراهيم، طيبة الفرج وغيرهم العشرات كانوا هنا يوما ما، كلما دكت أقدامهم الخشبة صفق لهم الحضور طويلا، هكذا استذكر الفنان الكبير سعد الفرج، رفيق دربه "بوصالح" أثناء إلقائه رسالة "اليوم العالمي للمسرح" والذي تصادف أيضا مع ذكرى وفاة رفيق الدرب، اللحظات المعبرة بين "الاحتفاء وذكرى الغياب" جعلت "بو بدر" يغرد خارج سرب الكلمة التي كتبها المخرج الأميركي بيتر سيلرز، وقامت بترجمتها حصة الفلاسي، من مركز الإمارات للهيئة الدولية للمسرح – الفجيرة، وسمح الفرج لشريط ذكرياته بالمرور أمام الحضور في عجالة مترحما على فنان كان وما يزال حاضرا بقوة في المسرح الكويتي رغم غيابه، وشهد الحفل الذي قدمته الفنانة سماح، تكريم نخبة من الفنانين.
واحتفى المسرحيون بيومهم العالمي، في احتفالية حضرها وزير الإعلام والثقافة رئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب حمد روح الدين والقياديين في المجلس الوطني وعشاق المسرح، وشهدت الاحتفالية عرضا لفيلم وثائقي قصير تناول تاريخ الحركة المسرحية في الكويت من بداية تأسيسها بقدوم المسرحي المصري زكي طليمات مؤسس المسرح الكويتي مرورا بنشأة المسرح وتفشي ظاهرة بزوغ نجومية بعض الفنانين المسرحيين من الجنسين، واسترجع الفيلم ذكريات غالبية من ساهم يوما ما في النهوض بالمسرح الكويتي وما قدمه من مسرحيات وأعمال خالدة ما تزال تحظى بذات الشعبية كلما عرضت أمام جمهور التلفزيون. كما شهدت الاحتفالية عرضا تعبيريا قصيرا بمشاركة مجموعة من الممثلين من ورشة "فن الإخراج" وتمكن مخرج العرض عبدالعزيز صفر من تقديم رؤية متمكنة كانت حصيلتها الاشادة بالتناغم الايجابي للممثلين، الذين أصبح لديهم مجموعة من القضايا تهم فنان المسرح وما يتعرض له من مشكلات كما بين العرض المسرحي المساهمة في تقديم رؤية فنية جديدة تتناغم وتتماشى مع شعار الورشة، وشهدت الاحتفالية عرضا خاصاً للفيلم الوثائقي القصير، الذي تناول مسيرة الحركة المسرحية وتدرجها من البدايات وانتهاء بتسيدها منطقة الخليج حيث تعتبر الكويت سيدة الموقف.
الجميل في الاحتفالية هو التمهيد الجيد بتهيئة الحضور من خلال المعرض الشخصي الذي أقيم في ردهة المسرح وضم عشرات الصور الفوتوغرافية لغالبية رواد المسرح الكويتي، خصوصا من رحل منهم أو من ما يزال على قيد الحياة.
وتضمنت رسالة اليوم العالمي للمسرح التي ألقاها الفرج بعض التوجيهات المعبرة منها على سبيل المثال "عالمنا اليوم معلقٌ بالساعة وبالدقيقة على موجز الأخبار اليومية وكأنه يتم تغذيتنا بالتنقيط، هل لي أن أدعونا جميعاً كمبدعين، للدخول في نطاقنا ومجالنا السليمَيْن ومنظورنا الخاص لهذا الزمن الملحمي والتغيير الملحمي والوعي الملحمي والانعكاس الملحمي والرؤية الملحمية؟، فنحن نعيش فترة ملحمية من تاريخ البشرية، نتج عنها تغييرات عميقة في علاقات البشر مع أنفسهم ومع بعضهم البعض ومع العوالم غير البشرية، تغييراتٍ تكاد أن تتجاوز قدرتنا على الفهم والتعبير والتحدث عنها"، وتساءل الفرج في كلمة المسرح "كيف يمكننا تجاوز التكرار اللانهائي للأرقام لنجرّب قدسية ولا محدودية حياةٍ واحدة، أو نظام بيئي واحد، أو صداقةٍ واحدة، أو جودة وجمال الضوء في سماء غريبة؟".
وأكمل الفرج رسالة المسرح، بالقول: "إن مسرح الرؤية الملحمية والغرض الملحمي والتعافي الملحمي والإصلاح الملحمي والرعاية الملحمية يحتاج إلى طقوسٍ جديدة. لسنا بحاجة إلى الترفيه، بل إلى التجمع ومشاركة الفضاء الواحد، نحن بحاجة إلى إنشاء فضاءٍ مشترك ومساحاتٍ محمية للاستماع العميق والمساواة".
وختم الفرج قائلا: "حان الوقت للانتعاش العميق لعقولنا، لحواسنا، لتخيلاتنا، لتاريخنا، ومستقبلنا. ولا يمكن القيام بهذا العمل من قبل أشخاصٍ معزولين يعملون بمفردهم، يتعيّن علينا القيام بهذا العمل معاً، والمسرح هو الدعوة لنا للقيام بهذا العمل معاً".


روح الدين: نعمل جاهدين من أجل الفنان

قال وزير الإعلام حمد روح الدين، خلال كلمته في احتفالية "اليوم العالمي للمسرح": إن تفعيل دور المؤسسات الثقافية مستمد من توجيهات القيادة السياسية الحكيمة والدعم اللامحدود الذي توليه الحكومة بغية تطوير الحركة الثقافية في دولة الكويت، وهو دلالة واضحة على إيمان القيادة بأهمية العلم الأدب والثقافة ودورها الحيوي في إرساء نهضة حضارية إنسانية مستدامة.