آلاف الجنود الأميركيين إلى الخليج وطهران تدفع بقوات بحرية للمياه الدوليةالرياض، واشنطن، طهران، عواصم - وكالات: مع تأكيد الرياض وواشنطن وطهران عدم الذهاب إلى ساحات القتال وتوريط المنطقة في صراع لا تحمد عقباه، ورغم التصريحات العلنية من جميع الأطراف بالجنوح نحو التهدئة، فإن طبول حرب تقرع على أرض الواقع، حيث كشفت محطة «سي إن إن» الأميركية أمس عن تخطيط وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» لإرسال آلاف الجنود إلى منطقة الخليج لردع التهديدات الإيرانية.من جهة أخرى، حاولت طهران التقليل من تأثير تزايد التواجد العسكري الأميركي في المنطقة بتصريح على لسان نائب قائد الحرس الثوري الإيراني علي فدوى، أكد فيه أن السفن الحربية الأميركية في المنطقة تحت مرمى الجيش والحرس الثوري الإيرانيين، وأن بلاده تسيطر بشكل كامل على شمال مضيق هرمز.وفيما يعكس الانقسام الداخلي بين اجنحة السلطة الإيرانية، أكد مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي مساء امس أن «الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية محمد جواد ظريف لم يقوما بواجبهما كما ينبغي لتنفيذ الاتفاق النووي، ولم ينجز ظريف الاتفاق عام 2015 كما كنت أرغب»، واعتبر مراقبون تصريحات المرشد رداً على طلب الرئيس روحاني أول من أمس المزيد من الصلاحيات له لقيادة البلاد في الحرب والسلم.وفي تحرك ينذر بمواجهة مباشرة مع الحشود العسكرية الأميركية في الخليج، أعلن الجيش الإيراني عن دفع الدورية الاستخبارية القتالية الـ 62 التابعة للقوة البحرية للجيش، والتي تضم المدمرة «بايندر» والسفينة اللوجيستية «لافان» والسفينة اللوجستية «بوشهر»، إلى المياه الدولية في غضون الأيام المقبلة، بدعوى إنجاز مهمات الملاحة البحرية والدورية الامنية والتصدي لقراصنة البحر.
من جانب اخر، تعهدت السعودية خلال اجتماع مجلس الوزراء الأسبوعي برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أول من أمس، ببذل ما في وسعها لمنع قيام أي حرب، مؤكدة أن يدها دائماً ممتدة للسلم وتسعى لتحقيقه، ولا تسعى إلا إلى كل ما من شأنه تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرة الى انه من حق شعوب المنطقة بما فيها الشعب الإيراني العيش في أمن واستقرار وتحقيق التنمية.وطالب مجلس الوزراء السعودي المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته، باتخاذ موقف حازم من النظام الإيراني لإيقافه عند حده ومنعه من نشر الدمار والفوضى في العالم أجمع، وأن يبتعد ووكلاؤه عن التهور والتصرفات الخرقاء وتجنيب المنطقة المخاطر، وألا يدفعها إلى ما لا تحمد عقباه.وفي واشنطن، أعلن وزير الدفاع الأميركي بالوكالة باتريك شاناهان، أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تسعى الى ردع إيران وليس لإشعال حرب ضدّها، قائلا: «لسنا على وشك الذهاب إلى حرب»، مضيفاً «قمنا بدرء هجمات ضد القوات الأميركية، ونحن في فترة لا تزال فيها المخاطر مرتفعة، وتقتضي مهمتنا التأكد ألا يخطئ الإيرانيون في الحسابات. لا نريد تصعيداً».من جانبه، قال وزير الخارجية مايك بومبيو: إن الإدارة الأميركية قدمت للمشرعين بالكونغرس أدلة جديدة عن التهديدات الإيرانية، مؤكدا أنه «من الممكن جدا» أن تكون إيران وراء اعتداءات الخليج العربي، لكن «الأهم أننا سنواصل اتخاذ إجراءات لحماية المصالح الأميركية، والعمل لردع إيران عن السلوك السيئ في المنطقة».بدوره، أكد الكونغرس الأميركي أن ترامب لا يريد الحرب مع إيران، لكنه لم يستبعد الخيار العسكري، مشيرا إلى أن وزير الخارجية مايك بومبيو نفى وجود توجه لشن حرب ضد إيران، لكنه أكد أن الولايات المتحدة سترد على أي تهديد إيراني.في المقابل، حذرت طهران واشنطن من «التداعيات المؤلمة» لأي «تصعيد»، وقال وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف إنه «ليس من مصلحة إيران التصعيد»، بينما قال الرئيس الإيراني حسن روحاني: إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب تراجع عن تهديداته لطهران، بعد أن حذره مساعدون عسكريون من خوض حرب.بدوره، أكد رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني حشمت الله فلاحت بيشه، أن «طهران لن تخوض تحت أي ظرف من الظروف حرباً، سواء بالوكالة أو مباشرة مع الولايات المتحدة».