الدولية
خامنئي: سوء الإدارة وراء مشكلات إيران... ولا حرب مع أميركا ولا تفاوض
الاثنين 13 أغسطس 2018
5
السياسة
ظريف: طهران لن تكبح نفوذها في الشرق الأوسط ولن تغيّر سياساتها بسبب العقوبات والتهديدات الأميركيةطهران- وكالات: في أول ردّ فعل من المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي على إعادة فرض عقوبات أميركية على بلاده، أقرَّ، أمس، بأن المشكلات الاقتصادية التي تعصف ببلاده ناجمة عن "سوء إدارة داخلي"، لا عن الضغوط الأميركية وحسب، جازماً بأن "لا حرب مع الولايات المتحدة، ولا تفاوض أيضاً". في المقابل، كشفت طهران رسمياً، أمس، عن جيل جديد من صاروخ باليستي قصير المدى، مؤكدة مُضيَّها في تعزيز قدراتها الدفاعية، فيما شدد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف على أن بلاده لن تكبح نفوذها في الشرق الأوسط، برغم تزايد الضغوط الأميركية. وباللغة الإنكليزية، كتب خامنئي على موقعه الرسمي في "تويتر" أمس: "يتحدّث مسؤولون أميركيون بشكل سافر مؤخراً عنا (...) يتحدثون عن حرب ومفاوضات. دعوني أقول بضع كلمات للشعب بهذا الصدد: لن يكون هناك حرب، ولن نتفاوض مع الولايات المتحدة". وعلى الرغم من تكهنات سادت أخيراً حول دفع طهران إلى طاولة المفاوضات مجدداً، بعد انسحاب واشنطن من الاتفاق النووي المبرم بين إيران والدول الكبرى؛ لاتزال إيران ترفض الانخراط في مفاوضات جديدة، معتبرة أن الولايات المتحدة "ليست شريكاً جديراً بالثقة"، ومتهمة إيّاها بـ"خرق ما تعهدت به" في الاتفاق. وفي خطاب ألقاه في طهران أمس، رأى خامنئي، أن مشكلات بلاده الاقتصادية ناجمة عن سوء الإدارة داخلياً، وليس عن الضغوط الأميركية فقط. وقال، في هذا الصدد، إن "خبراء الاقتصاد والعديد من المسؤولين يعتقدون أن سبب هذه المشكلة ليس خارجياً، بل هو داخلي". لكنه أضاف: "هذا لا يعني أن لا تأثير للعقوبات، إلا أن العامل الرئيس يكمن في كيفية تعاطينا معها (العقوبات)".ولم يبث التلفزيون الرسمي الإيراني خطاب خامنئي مباشرة، لكنه نقل عنه قوله: "أكثر من العقوبات (الأميركية)، فإن سوء الإدارة الاقتصادية يفرض على الإيرانيين العاديين ضغوطاً كبيرة... لا أسمّيها خيانة، لكنها خطأ فادح في الإدارة". وبحسب تصريحات نشرت على صفحته الرسمية في موقع "تويتر"، أشار خامنئي إلى انهيار الريال الإيراني، الذي فقد نحو نصف قيمته منذ أبريل الماضي. وقال: "إذا تحسّن أداؤنا، وأصبح أكثر حكمة وفعالية وفي وقته المناسب، فلن يكون للعقوبات هذا القدر من التأثير، ولأمكن لنا مقاومتها". من جانب آخر، كشفت طهران عن الجيل الجديد من صاروخ باليستي قصير المدى، متعهّدة تعزيز قدراتها الدفاعية، حسبما ذكرت وسائل إعلام إيرانية أمس. وأفادت هيئة إذاعة وتلفزيون "إيريب" الرسمية، أن الصاروخ الجديد أطلق عليه اسم "فاتح مبين"، وأنه "نجح في الاختبارات"، وفي إمكانه ضرب أهداف برية وبحرية. بدورها، نقلت وكالة أنباء "تسنيم" المحافظة عن وزير الدفاع الإيراني العميد أمير حاتمي قوله: "كما وعدنا شعبنا العزيز، لن ندّخر جهداً لزيادة قدرات البلاد الصاروخية، وسنزيد بالتأكيد قوّتنا الصاروخية في كل يوم". وكان مسؤولون أميركيون صرحوا لشبكة "فوكس نيوز" بأن إيران أجرت اختباراً لصاروخ من طراز "فاتح 110"، خلال تدريبات بحرية نفذتها في مضيق هرمز الأسبوع الماضي. ووصف جنرال أميركي تلك التدريبات بأنها تهدف إلى إيصال رسالة بعد التهديدات التي أطلقتها طهران بإغلاق الممر المائي الحيوي، كردّ على إعادة فرض العقوبات الأميركية عليها. وقال حاتمي: "لا يمكن لشيء الوقوف في وجه هذا الصاروخ، نظراً لدرجة المرونة العالية التي يتمتع بها"، مشيراً إلى أن "النسخة الجديدة من (فاتح مبين) هي صناعة محلية 100 بالمئة (...)، وهو صاروخ مرن ومموَّه وتكتيكي ودقيق التوجيه". وأضاف "تأكدوا أنه كلما تفاقمت الضغوط والحرب النفسية على أمّة إيران العظيمة، ازدادت رغبتنا في تعزيز قوتنا الدفاعية في جميع المجالات". في سياق متصل، أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، في تصريح لقناة "الجزيرة" أمس، أن بلاده لن تكبح نفوذها في الشرق الأوسط، برغم الضغوط الأميركية المتزايدة عليها للحدّ من أنشطتها في المنطقة. ونقلت القناة عن ظريف قوله: "لن تغيّر إيران سياساتها في المنطقة بسبب العقوبات والتهديدات الأميركية".وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في مايو الماضي انسحاب بلاده من الاتفاق النووي الموقع مع إيران العام 2015، وقال إن الاتفاق لم يعالج أمر برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، ولا أنشطة طهران النووية بعد العام 2025، ولا دورها في صراعات دائرة في اليمن وسورية. من جانبها، أعلنت "منظمة الطاقة الذرية الإيرانية" أن الأفضل لطهران هو البقاء في الاتفاق النووي، الذي أبرمته مع عدد من القوى العالمية العام 2015، وليس الانسحاب منه. وحذر الناطق باسم الوكالة بهروز كمال أفندي، في تصريح لوكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" أمس، من أن "انسحاب إيران الآن من الاتفاق (...) سوف يفقدها هذا الدعم. البقاء في الاتفاق النووي سيكون أفضل لنا من عدم البقاء".