الاقتصادية
خبراء: تنويع الاستثمارات أهم أدوات تحقيق العوائد بأسواق الأسهم
الأحد 31 يناير 2021
5
السياسة
عقدت "كامكو إنفست" ندوة افتراضية ناقشت من خلالها إدارة مخاطر أسواق رأس المال لتحقيق النمو على المدى الطويل. وتطرقت الندوة إلى أهم الخطوات التي يجب على المستثمر اعتمادها كما ينصح بها خبراء إدارة المحافظ الاستثمارية ممن لديهم سجل مهني حافل في إدارة محافظ عملائهم ويتشاركون معهم الأهداف ذاتها.أدار النقاش فيصل العثمان، رئيس إدارة الحلول الاستثمارية في كامكو إنفست بالتعاون مع سيدريك كوهلر، رئيس قسم الاستشارات في شركة فوندانا (Fundana) ومقرها جنيف، والتي تعمل في مجال الاستثمارات البديلة وإدارة صناديق التحوط مع حجم أصول مدارة يبلغ حوالي 1.3 مليار دولار.وقدم سيدريك رؤى قيمة حول كيفية الاستفادة من إدارة فترات التراجع لتحقيق المستويات المستهدفة على المدى الطويل، والوصول إلى أفضل أداء للمحفظة الاستثمارية من خلال الحد من المخاطر، وكيف يمكن للمستثمرين اتخاذ قراراتهم الاستثمارية في ظل بعض الأحداث الرئيسية المتوقعة في عام 2021، وما هي الأدوات والاستراتيجيات ومستويات التعرض التي يجب على المستثمرين ترقبها أو أخذها في الاعتبار لتحقيق أهدافهم الاستثمارية.واستهل العثمان الندوة بتسليط الضوء على الأداء المميز الذي شهدته الأسواق المالية في عام 2020 على الرغم من صعوبة البيئة الاقتصادية العالمية نتيجة لتفشي جائحة كورونا. إذ تسبب انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19) في تسجيل الناتج المحلي الإجمالي العالمي لأعلى معدل تراجع ربع سنوي ونتج عنه ارتفاع معدلات البطالة إلى مستويات لم نشهدها منذ الكساد الكبير، مؤكداً أنه بغض النظر عن تلك الظروف، فمن الأهمية بمكان أن يواصل مديرو صناديق الاستثمار تقييم المشهد بصفة مستمرة والعمل على تطوير استراتيجيات مبتكرة لاجتياز تلك الفترة المضطربة التي تمر بها الأسواق وتطويعها للوصول إلى الأهداف الاستثمارية الخاصة بكل عميل.وشرح العثمان أن إدارة المخاطر مع التركيز على التنويع الملائم للحد من التقلبات العنيفة التي قد تشهدها مسارات السوق تعتبر من أهم الخطوات الناجحة لتحقيق عوائد إيجابية للعملاء. وفي إطار سعيهم لتحقيق تلك الأهداف، يركز مديرو الصناديق على فئات الأصول البديلة، وبصفة خاصة صناديق التحوط، ليتفوقوا في أدائهم خلال فترات التقلبات العنيفة. وبالتالي، تسهم تدابير الحد من المخاطر التي يلجأ إليها مدراء صناديق الاستثمار لتحقيق عوائد معدلة وفقاً لدرجة المخاطر على المدى الطويل بغض النظر عن ظروف السوق.وأشارإلى أن عام 2020 أعاد إلى ذاكرة المستثمرين أن حماية رأس المال خلال فترة تراجع السوق يعتبر من اهم عناصر الأداء. من جهته أكد كوهلر أن الاختيار الصحيح لمدراء الاستثمارات في مجال تطبيق استراتيجيات التحوط يساهم في تعزيز توزيع الاستثمارات على الأسهم الدفاعية إذا ما استدعت الحاجة لذلك. حيث انه بإمكان هؤلاء المدراء تحقيق عوائد كتلك التي تحققها الأسهم ولكن بمستوى مخاطر أقل بكثير. ويسهم انخفاض تقلبات تلك النوعية من الاستثمارات في اتاحة الفرصة للمستثمرين للاحتفاظ بالاستثمار على المدى الطويل، وهو مطلب أساسي للوصول إلى أعلى مستويات الأداء.وأضاف كوهلر أنه ليس من الصعب العثور على مديري صناديق التحوط ولكن إيجاد مديرين يمكنهم تحقيق أداء متميز خلال دورة الاستثمار يعتبر من الأمور الأكثر تعقيداً. وفي واقع الأمر، قد يصل الفارق بين أداء مديري صناديق التحوط ذوي الأداء المتميز والأداء المتواضع مستويات كبيرة حيث من المتوقع أن يحقق أحدهما نمواً بنسبة 20% في حين يتكبد الآخر خسائر بنسبة 20%. لذلك تتطلب عملية اختيار مدراء صناديق التحوط الخبرة والانضباط والوقت لإجراء تحليل معمق ومستفيض، وهو الأمر الذي يمكن تحقيقه بصفة عامة بالتعاون مع مستشار مختص. وأوضح كوهلر أن المديرين الذين نجحوا في اجتياز عام 2020 بأداء جيد سيؤهلهم ذلك للحفاظ على مركز قوي للغاية لمواصلة هذا النجاح في عام 2021. ويميل أصحاب الأداء المتفوق إلى معرفة متى يجب التركيز على الأساسيات الاقتصادية ومتى يجب التركيز على إدارة المحافظ. فلديهم الخبرة لتحديد الوقت المناسب للمشاركة في انتعاش السوق والتوقيت المناسب لتجنب اللاعقلانية. كما انهم قادرون على اقتناص الفرص المميزة خلال دورات السوق مثل الاستثمار في النمو مقابل القيمة عن طريق تحليل الأسهم آخذين في الاعتبار تداعيات الجائحة والاتجاهات المعاصرة (على سبيل المثال: "الوصول إلى كل شيء في أي مكان وفي أي وقت") والاتجاهات الدورية (مثل ارتفاع معدلات الفائدة نتيجة للتضخم).