خبراء ورجال دين: تجنيس غير المسلمين لن يؤثر على التركيبة السكانية

الفيلي: الأمر يعود للمجلس ولا يخالف الدستور وكان معمولاً به حتى عام 1981

غريب: نأمل أن يعاد النظر في موضوع التجنيس ويحظى بالموافقة البرلمانية

المسباح: تجنيس غير المسلم لايجوز عرفياً ومجتمعياً و"البدون" أولى

الإبراهيم : الإسلام دين السماحة وأي مجتمع لن يضيره تجنيس غير المسلمين

بن برجس: هل يعقل رفض تجنيس غير المسلمين ودول العالم تسمح بتجنيس أبناء كل الديانات؟


تحقيق ـ ناجح بلال:


أكد خبراء دستوريون وعلماء دين أن تجنيس غير المسلم لن يؤثر مطلقاً على التركيبة السكانية المسلمة للكويت، خصوصاً أن الرسول صلى الله عليه وسلم تعامل مع كل الديانات في عهده وكان يأمر الصحابة بمعاملة غير المسلم المعاملة الحسنة.
وقالوا في تحقيق أجرته «السياسة»: إن رفض مجلس الامة تجنيس غير المسلم ناتج عن النظرة الضيقة التي تخالف حرية المعتقد التي طالب بها الاسلام فضلا عن أن الدستور الكويتي لم يمنع تجنيس غير المسلم، في المقابل أعرب البعض عن مخاوفهم من تجنيس غير المسلمين خشية تأثير ذلك على تركيبة المجتمع الكويتي.
وفي ما يلي التفاصيل:
يقول استاذ القانون في جامعة الكويت د. محمد الفيلي: إن رفض مقترح تجنيس غير المسلم يعود للمجلس لكنه لايخالف الدستور في حال الموافقة، بل إن عدم منح الجنسية لغير المسلم لايتسق مع الدستور، كما أن تجنيس غير المسلم كان موجودا قبل العام 1981 وتم منعه لاسباب سياسية، لكن الدستور يجيز تجنيسه.
ويرى الباحث في شؤون الترات الخليجي احمد بن برجس أن رفض مجلس الامة تجنيس غير المسلم حالة غير طبيعية تثير الاستغراب لأن غير المسلم عندما يتم تجنيسه سيعامل كمواطن وليس من خلال ديانته، وهل يعقل ان يتم رفض تجنيس غير المسلم في الكويت ودول العالم المتقدم كالولايات المتحدة الاميركية واوروبا تمنح الجنسية للمسلمين؟.
وذكر بن برجس أن الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كان يعيش مع الوثنيين والمسيحيين واليهود وتوفي ودرعه مرهون لدى يهودي مما يدل على أن الاسلام نفسه يقبل التعددية وكان الرسول الكريم يطالب الصحابة بحسن التعامل مع غير المسلمين.
واضاف بن برجس أنه على الحكومة تفعيل هذا الموضوع والسير في تعديل القوانين التي تسمح بتجنيس غير المسلمين خاصة أن هذا الأمر لن يخل نهائيا بتركيبة المجتمع الكويتي المسلم.
ويرى الباحث في التراث الكويتي صالح خالد المسباح أن تجنيس غير المسلم لايجوز عرفيا ومجتمعيا في البلاد لان البلد لايتحمل المزيد من التجنيس، لافتاً إلى انه يعترض كذلك على تجنيس زوجات الكويتيين الاجانب من الجنسيات التايلندية والفلبينية لأن معظمهن يعملن في مهن متواضعة.
وبين المسباح أنه أيد وبشدة رفض مجلس الامة لمقترح تجنيس غير المسلم واذا كانت هناك حاجة ملحة للتجنيس فلماذا لايتم تجنيس البدون اليس هم عرب ويتكلمون لغتنا وعاشوا بيننا؟
ومن جانبه يأمل رئيس الكنيسة الانجيلية الوطنية في الكويت القس عمانويل غريب في أن يعاد موضوع تجنيس غير المسلم في المرات المقبلة في مجلس الامة لتتم الموافقة عليه من قبل النواب، وستظل الديمقراطية الكويتية هي الملاذ للتعايش السلمي.
وقال راعي الكنيسة القبطية الكاثوليكية الأب انجيلوس مسعود: إن الكويت بلد المحبة والتعايش السلمي وهى دائما منفتحة على كل الديانات دون تمييز ودون الاستماع للاصوات التي تحاول بث الفرقة بين المسيحي والمسلم ، وهذا مايؤكد أن الكويت لن تتأثر بأي محاولات عنف تجاه غير المسلم.
واعرب انجيلوس عن تهانيه القلبية لسمو الأمير الشيخ صباح الاحمد وسمو ولي العهد الشيخ نواف الأحمد وسمو رئيس مجلس الوزراء الشيح جابر المبارك وسمو الشيخ ناصر المحمد الصباح والشيخة مثال الاحمد ولعموم الشعب الكويتي بمناسبة ميلاد المسيح وقدوم السنة الجديدة، ولمواقفهم الرائعة مع كل من يعيش على ارض الكويت دون تمييز.
ومن جهته ذكر الداعية الاسلامي الشيخ حامد الابراهيم أن الاسلام دين السماحة ولهذا فأي مجتمع مسلم لايضيره تواجد غير المسلمين على ارضه سواء بالتجنيس او بغيره خاصة أن الاسلام تعامل مع كل الديانات التي سبقته بل وتحالف الرسول صلى الله عليه وسلم مع غير المسلم ولذا فتركيبة المجتمع الكويتي لن تتأثر نهائيا في حالة تجنيس غير المسلم.
وبين الابراهيم أن الله تعالى أراد للناس أن يعيشوا في حب وسلام ولم يفرض عليهم الاسلام {وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لآمَنَ مَن فِي الأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعاً أَفَأَنتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ} كما يقول تعالى {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالصَّابِئِينَ وَالنَّصَارَى وَالْمَجُوسَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا إِنَّ اللَّهَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ}.