كتب - فالح العنزي:تسقط الكثير من أمورنا الحياتية بسبب مشاغل الحياة وانشغال الإنسان... اختيار صائب ومسك ختام ولا أروع... هذا أقل ما يمكن قوله عن العرض المسرحي "سقط سهوا"، الذي قدمه المخرج سامي بلال في ختام مهرجان ليالي مسرحية كوميدية بنسخته الخامسة، وإذا كانت حالة التقشف سيطرت على الجهة المنظمة للمهرجان ممثلة في إدارة المسرح في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ودفعتها إلى تكرار الغاء أية مظاهر تشير إلى وجود حفل ختام أسوة بما كانت تفعله في مهرجانات مماثلة، الا ان العرض المسرحي "سقط سهوا" أخرج الجمهور من حالة الكآبة، التي كان يواجهها وحولها إلى ضحك متواصل مرتكزا على جرعة الكوميديا، التي قدمت فوق خشبة المسرح.تدور أحداث المسرحية التي كتبها الإماراتي إسماعيل طحنون في إطار كوميدي هزلي، حيث يشتد الصراع بين الوالدين وتدخل علاقتهما في نفق مظلم وتتسارع يومياتهما من خلافات ومشاجرات ومشاحنات، فيقرران وضع حد لعلاقتهما بالطلاق وهدم عش الزوجية، وفعلا يتم ذلك، لتبدأ فصول قصص وأحداث جديدة، كل ذلك يحدث دون أن يكترثا لوجود ولدهما، الذي يبدو بأنه "سقط سهوا " من الحسبة، ولم يدركان ذلك إلا بعد فات الأوان. أبطال المسرحية سليمان المرزوق، إبراهيم بوطيبان، علي كريم، عبدالقدوس إبراهيم، شيرين حجي، هيا السعيد، حسن كمال والفنانة سارة، قدموا كل ما لديهم من مواهب مختلفة وثقة مطلقة على الرغم من أنهم ربما يصنفون كهواة، إلا أن كل واحد منهم كان وحشاً فوق خشبة المسرح وأدى المطلوب منه كما هو مرسوم في النص وبحسب توجيه المخرج، الذي ابتعد بدوره عن فرد العضلات أو تعقيد في تنفيذ رؤيته الإخراجية، بل إتبع اسلوب السهل الممتنع وأفسح المجال أمام الممثلين للتعريف عن أنفسهم كموهوبين وفق الإمكانات المتاحة، وبغض النظر عن الموازنة، التي ربما تكون موجودة أو مجرد وهم، فقد حاول المخرج بلال التعامل وفق الإمكانيات المتاحة معتمدا على توظيفه لكل عنصر فوق خشبة المسرح.لجأ المخرج بلال إلى استخدام سينوغرافيا بسيطة تؤدي الغرض المطلوب وتكون وسيلة مساندة تساهم في إضافة شيء إلى الجو العام لكسر الرتابة والملل، فالمخرج الشاطر هو من يستمر في فرض سطوته كمبدع وليس كديكتاتور، وهذا مكن الممثلين من التعامل مع النص براحة تامة ومن دون خوف، فظهر غالبيتهم بشكل متناسب مع ما يريده.يذكر بأن النسخة الخامسة من مهرجان ليالي مسرحية كوميدية شهدت منافسة مجموعة عروض مسرحية هي "عضة" لفرقة المسرح الكويتي، "الدائرة الساسة" لشركة اندبندس انترناشيونال، "قابل للانفجار" لفرقة المسرح العربي، و"سقط سهوا " لفرقة المرايا للإنتاج الفني. وشهدت الدورة الحالية حضورا جيدا من قبل الجمهور، الذي جاء من أجل قضاء وقت ممتع بأعمال حملت في طياتها الكثير من الأفكار المختلفة واطروحات مختلفة في اطار كوميدي.

عرض جميل اختتم المهرجان (تصوير- محمد مرسي)