خذوا الخير من أهله

طلال السعيد

مشكلة المشكلات عندنا اننا نبحث عن الشيء الذي نختلف عليه، وفي كل ما يستجد على الساحة حولنا نحاول ان نستنسخ خلافات الآخرين، مع العلم ان بلدنا الحبيب ليس طرفا فيما يجري داخل العراق، ولا فيما يجري بين العراق وإيران وأميركا، فكل ما يجري هناك لا ناقة لنا فيه ولا جمل، فلماذا نشغل أنفسنا في امر لايخصنا بل، ونصر على الاختلاف حوله؟
لو أننا اخذنا الخير من أهل الخير، وتركنا الشر لاهل الشر، لاسترحنا وارحنا وحافظنا على وحدتنا الوطنية والتفافنا حول قيادتنا، وحافظنا على بلدنا بعيدا عن المناكفات والانقسامات التي هي بالأساس لم تنفع أهلها، فأهل العراق المخلصون للعراق يرفضون الاصطفاف الطائفي، ويرفضون كذلك التدخلات الخارجية وحكم الأحزاب، ونحن هنا نختلف بين مؤيد لأميركا ومتعاطف مع ايران ومترحم على مجرم فجر في بلدنا.
فبدلًا من هذا الجدل الذي لا مصلحة لنا فيه، بل اكثر من ذلك يعمق الخلاف بيننا ويحيي الطائفية، لماذا لا نتفانى في حب الكويت، ونترك مالا يعنينا، ونلتف حول قيادتنا الرشيدة التي نحن متأكدون بحول الله وقوته انها سوف تعبر بنا الى بر الأمان كما حصل في مرات سابقة.
مايجب ان يعرفه الجميع، ان الانتخابات على الأبواب، وان الطرح الطائفي يلاقي قبولا وتأييدا في بعض المناطق، بل هو سبب أساسي في نجاح بعض الأعضاء الحاليين، فلنفوت الفرصة على المتكسبين على حساب الثوابت الوطنية، ولنكن صادقين مع أنفسنا في حبنا لبلدنا، كما هي بلد الأسرة الواحدة...زين