طلال السعيدما يجب أن يعرفه الجميع أن كل هؤلاء الأبطال الذين يتصدرون الـ"ميديا" هذه الأيام وتسمعون تصريحاتهم، وترون تحركاتهم على الساحة السياسية، من المهم جدا أن يفهم الجميع، ان كل هؤلاء لم ولن يكونوا في يوم من الايام خصوما للدولة، فالدولة أكبر بكثير من كل هؤلاء، ونسمها أطول من نسمهم، وأدواتها أكثر وأكبر من أدواتهم.لقد حصل في التاريخ، القديم والحديث، أن خاصم الدولة كثيرون وكانوا هم الخاسرون، وهذا ما يجب أن يعرفه الجميع، فالخصومة دائما تقع بين طرفين متكافئين، ومن الغباء أن يجعل فرد من نفسه خصما لدولة مؤسسات لها عمق في التاريخ!المؤسف حقا ان البعض يتجه الى مخاصمة الدولة فهو يزج نفسه في معركة، وهو يعرف مسبقا ان هذه المعركة خاسرة، لكنه الاستهتار الذي يجعله لا يحسب حسابا لعواقب الامور، فالمسألة واضحة وليست مسألة ربح أو خسارة، ومهم جدا أن نستفيد من تجارب السابقين، والكيس دائما هو من يعتبر من تلك التجارب، خصوصا من يدعي انه سياسي.
نحن نرى بعين المراقب القصة القديمة قصة "لن نسمح لك" تطل علينا من جديد، وإن كان الاسلوب مختلفا شيئا ما، أو بأبطال جدد قد يكونون مختلفين، لكن سوف تكون النتيجة واحدة بلا شك، والدولة هي الأقوى، وهي التي سوف تفوز!نحن لا نتمنى أن تتطور الأمور الى ناحية الاسوأ، وننشد الأمن والاستقرار، لكن هناك من هو مستفيد من زعزعة الأمن وإثارة الفتنة بين الشعب الكويتي، وهنا نحتاج الى تدخل الدولة بشكل قوي وسريع لحسم الموضوع، قبل أن يتشعب، فلسنا بحاجة الى تجريم، ولسنا بحاجة الى أحكام جديدة تصدر، لكننا بحاجة ماسة الى حسم وتدخل قوي وسريع ينهي هذا الجدل، ويضع النقاط فوق الحروف، فليس هناك دولتان وولي الأمر واحد.الكويت تستحق الأفضل، والأفضل هنا هو الذي يحافظ على وحدة الشعب الكويتي، وليعلم الجميع أن هناك من يهمه أمر الكويت وشعبها، ولن يسمح بالتمادي، فليس لنا وطن غير هذا الوطن...زين.
[email protected]