الأخيرة
خطابنا الإعلامي!
الثلاثاء 24 سبتمبر 2019
5
السياسة
طلال السعيدفي لقاء ضم مجموعة طيبة من مخضرمي الاعلام الكويتي الذين بعضهم لايزال يمارس الاعلام على استحياء، والبعض الاخر ابتعد او أبعد عن الاعلام الرسمي بعد ان استبدل هؤلاء بالمطبلين والطارئين، واصحاب الأصوات الزجاجية المزعجة، وقليلي الخبرة الا بمسح الجوخ، والمقربين، والمحسوبين على المناطق الانتخابية ومن في حكمهم! اجمع الحضور على ان خطابنا الاعلامي اصبح ضعيفا جدا بعد ان كنّا في المقدمة، ولَم يعد يتناسب مع الخطاب السياسي لدولة الكويت، وتحول الاعلام ناقلا للخبرفقط، وليس صانعا للخبر، ولا يعرف كيف يبادر، وانشغل بأخبار استقبل وودع، وترك الساحة فاضية للحزبيين واصحاب الاجندات، والمندسين، والمستفيدين ممن يعتقدون انهم اصبحوا يقودون الرأي العام الكويتي، فقد ابتعد الإعلاميون الحقيقيون، واصحاب المهنة والاختصاص، ودخل ساحة الاعلام الطارئون ممن لا يفقهون صناعة الاعلام بين قارئ اخبار ضعيف، ومقدم برنامج سياسي اجوف، يعاني من امراض اجتماعية، ومعدي برامج ضعاف همهم ارضاء المسؤول، والكذبة الكبرى التي أسموها الإشراف العام لصرف المكافأة وليس لصناعة إعلام يعود بالكويت الى القمة!مع شديد الاسف ليس هناك خطاب إعلامي كويتي متخصص فقد اختفت معالم النضوج الاعلامي الذي صنعه الرواد، وتركوا خلفهم ارثا عظيما ضيعه اصحاب المكاتب الذين جاء بهم المخيم الانتخابي، وأصبحوا إعلاميين بالواسطة! كل هذا يحدث والدولة هي التي تدفع الثمن، تشتري الاعلام الرخيص بثمن غال جدا، وهي في كل يوم تنزل درجة في سلم الريادة الاعلامية في المنطقة، في ظرف حساس جدا نحن فيه احوج ما نكون لاعلام راق يواكب الأحداث، ويتفق مع الخطاب السياسي، حتى أدار الناس ظهرهم لاعلامنا الرسمي، وتوجهوا ناحية الاعلام الموجه الاخر، فأصبحوا اسراه يبحثون عن المصداقية فيه، فوقعوا في شباكه، مع العلم ان لدينا حاليا قنوات كثيرة تصرف عليها الملايين، ليس بينها قناة اخبارية واحدة تنافس الموجودين في الساحة الاعلامية، وتصنع الخبر، وتعود بالكويت الى القمة، مع العلم اننا نملك إمكانات بشرية كويتية متخصصة لا يملكونها، ولكنها مع الاسف الشديد إمكانات عطلها التقاعد القسري، والتجميد، والأبعاد، والتعيينات البراشوتية، فركنت على الرفوف العالية، وعفى عليها غبار الزمن، لكن سهل جدا نفض الغبار عنها، والاستفادة منها، لو أن الامر ولي لاهله، او ان هناك شعورا جديا بالمسؤولية الوطنية التي توجب العودة للقمة من جديد، وليس اقل من ذلك، الا ان أقصى طموحنا حاليا، ومع الاسف الشديد، ان يواكب خطابنا الاعلامي خطابنا السياسي فقط...زين.