خطاك السوء يا أبا فيصل

طلال السعيد

ورد في الحديث الصحيح عن الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "صنائع المعروف تقي مصارع السوء والآفات والهلكات واهل المعروف بالدنيا هم اهل المعروف بالآخرة".
تعرض الاخ الكريم والوجيه الفاضل والمحسن الكبير، والانسان العظيم، فهد المعجل الى حادث حريق مرعب انجاه الله عز وجل منه بأعجوبة، بفضل من الله عز وجل، فقد تعرف على الله عز وجل بالرخاء فعرفه الله بالشدة، وكان الله معه سبحانه لانه صاحب يد كريمة، ووجه باسم وقلب كبير، أحب الناس فأحبوه، وديوانه مفتوح للجميع يجد الزائر فيه العناية والترحاب من صاحب الديوان بصفاته الحميدة، وكرمه منقطع النظير.
كرم فطري لا يتصنعه، والكريم حبيب الله فكفاه الله شر ذلك الحادث الأليم بفضله وتوفيقه عز وجل، حين قدر فلطف بلطفه عز وجل، ثم بصنائع المعروف، وبدعاء الناس لهذا الانسان العظيم الذي لم يغلق بابه في وجه أحد في اصعب الظروف واحلكها، مرحبا بالجميع، سواء طالب الحاجة، أو الضيف أو المحتاج، فلم يذكر في يوم من الايام انه عبس في جه زائر، أو رد طالب حاجة أو تخاذل عن نصرة مظلوم.
فهد المعجل تعرفه الكويت كلها، ويزور ديوانه العامر، باذن الله، كل رجالات الكويت من مختلف المشارب والتوجهات، فيجدون الترحاب والتقدير والبشاشة في ذلك الديوان الذي تطرح فيه أصعب الأمور وأبسطها، وتناقش فيه الصغيرة والكبيرة، وهو يدير الحديث باسما مقدرا يعطي كل ذي حق حقه، وينزل الرجال منازلها، ويبادل الناس الزيارات في كل مناسبة.
فهد المعجل محسن كبير، وأحد اركان البلاد، والعمود الاهم من اعمدة دواوين الكويت، عرف بوطنيته وغيرته على الكويت واهلها، بل هو نموذج يدرس في الوطنية الحقة، فلم يطلب في يوم من الايام لنفسه شيئا قدر مطالبته للكويت واهلها، قويًا بالحق، حريصًا على البلاد واهلها، وهذه الصفات الحميدة يعرفها الجميع عن هذه الشخصية الوطنية المميزة.
وهذا دليل واضح يثبت لنا، بما لا يقبل الشك، أن عمل الخير وبذل المعروف، حتى وان ضاع بين الناس الا انه لا يضيع عند رب الناس، فصاحب تلك اليد البيضاء المعطاء لا بد أن يدفع الله عز وجل عنه سوء البلاء، سواء بفعل الخير الذي يقدمه، أو بجوده واحسانه، أو بدعاء الناس له.
لقد دفع الله عز وجل ما كان اعظم، وان كانت وفاة الاخ الفاضل عبدالعزيز الفوزان ليست خسارة بسيطة، فهو انسان رائع فقده خسارة كبيرة، الا انها المنايا رحمه الله وغفر له، ولله الحمد والمنة على سلامة الوجيه الفاضل فهد المعجل وبقية الاصدقاء، وخطاك السوء يا ابوفيصل، واطال الله بعمرك... آمين.

[email protected]