المحلية
خطباء الحسينيات: استلهام العبر من حادثة استشهاد سفير الحسين
الخميس 05 سبتمبر 2019
5
السياسة
أحيت الحسينيات ومجالس العزاء الحسينية الليلة الخامسة من ليالي عاشوراء، وسط حضور حشود من المعزين واجراءات أمنية لتأمين الحسينيات.واستذكر خطباء المنابر الحسينية حادثة استشهاد سفير الامام الحسين عليه السلام ورسوله الى الكوفة مسلم بن عقيل، داعين الى استلهام العبر من هذه الحادثة التي تجسد أروع صور الفداء والشجاعة والتضحية. ففي حسينية ال بوحمد، ذكر الشيخ علي الغروي ان الامام الحسين عليه السلام ارسل مسلم بن عقيل إلى الكوفة سفيرا، حيث بايعه أكثر من 18 ألفا ثم سرعانما خذلوه وضيعوا بيعتهم، لافتا الى انه ما إن دخل ابن زياد الكوفة هدد أهلها ورغب مناصريه حتى تفرّق النّاس عن مسلم. واضاف: "انفضوا عن مسلم وتفرقوا حتى توجه في مجموعة كبيرة إلى المسجد في الكوفة وصلّى المغرب فتفرقوا بعد الصلاة وما بقي إلا عشرة أشخاص وحينها خرج مسلم من المسجد وإذا بهم تفرقوا جميعا ولم يبق معه شخص واحد يدله على الطريق وهو الغريب في تلك البلاد"، مشيرا الى الغربة والمظلومية لمسلم وهو القائد والعظيم ولا يدري أين يذهب حتى وصل إلى باب دار امرأة يقال لها طوعة، (كانت واقفة تنتظر ابنا لها خرج مع النّاس)، فسلم عليها وردت السلام فسألها شربة من الماء فأتت له بالماء وشرب وحمد الله.وتابع ان "هذه المرأة الصالحة تأملت بمسلم فرأت عليه مهابة الإيمان والتقوى وسيماء الصالحين، فكلّمته بهذا العنوان وقالت: أصلحك الله يا عبد الله لا يصلح لك الوقوف على باب داري ولا أحلَّه لك، فقال لها: أمة الله مالي في هذا المِصر أهل ولا عشيرة فقالت له: أنت مسلم بن عقيل (أنت ابن عمّ الحسين) فادخلته الى منزلها وبقي تلك الليلة قائماً راكعاً ساجداً قارئاً للقرآن ذاكراً لله تعالى فقام وصلّى الفجر وما شاء من النفل، وبينما هو كذلك وإذا بخيل ابن زياد تقتحم عليه، فلبس لامة الحرب، وشد على الفرسان والخيل والرجال بكل بأس وشجاعة كالأسد الغضبان وهو يقول: يا نفس اخرجي إلى الموت الذي ليس له من محيص، حتى أخرجهم من الدار، ثم عادوا، فحمل عليهم وهو يقاتلهم وهم سبعون فارساً ورجلاً يحاصرونه فيردهم فأكثر القتل فيهم وأراهم بأسا لم يشهد مثله إلّا بأس عمّه أمير المؤمنين، ولم يزل مسلم يقاتلهم حتى اثخن بالجراح".وختم الغروي "عندما عجزوا عن قتله اشار عليهم أحد الجنود بأن يكمنوا له بحفرة ويستدرجوه اليها وفعلا حفروا له حفرة فوقع فيها، مثخنا بجراحاته، فتكاثروا عليه بين من يطعنه برمحه وبين من يضربه بسيفه، حتّى أخذوه إلى عبيد الله ابن زياد وقتلوه، فاستشهد سفير الامام الحسين عليه السلام بعد أن قدم اروع صور الشجاعه والفداء والتضحية".