خل رؤيتك 6/6

أحمد عبدالعالي بوعباس

هاقد وصلنا لليوم المنتظر 6/6 وهو يوم من ايام تاريخنا الديمقراطي، وموعد آخر مع اختيارات، نتمنى من الله عز وجل، ان تكون موفقة، رغم ما سمعناه وشاهدناه في الايام الماضية من احداث مؤسفة، تشوه عرسنا الديمقراطي.
لا اعلم عن هؤلاء الذين لا يزالون يختارون "ولد الخال" و"ولد العم" و"اللي بيتوسطله" في وظيفة، او نقل وندب، او من يشتري الصوت بالمال!
لا أعلم لماذا لا يريدون ان يعوا ان النائب يجب ان يكون رجل دولة ويمثل الأمة؟
لماذا لا يريدون أن يعوا ان رجال الدولة هم من سيحفظون كرامتهم التي يهدرونها دائما أمام المصالح الضيقة؟
يا اخواني واخواتي نحن أمام مفترق طرق، إما الاستمرار بالعبث بمستقبل الكويت، وبالتالي مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، أو تلبية نداء الوطن والوقوف صفا واحد ضد الفساد، و دعم الإصلاح.
لتكن رؤيتكم ليس لشهر او اسبوع، بعد وصول نائب الخدمات وتخليص المعاملات، بل لرؤية كويت جديدة تشابه الدول التي سبقتنا، فيما نحن نتحسر على تأخرنا عنها في كل المجالات. لتكن رؤيتنا عند وقوفنا الى الصندوق أطفالنا وهم يعيشون في دولة متقدمة جميلة، كما نحب ونتمنى في أفضل حال، متعلمين متطورين، علماء، يسعى العالم لأن يكون عنده مثلهم.
لتكن رؤيتنا أقوى من الظروف، ومن قذارة الفساد الذي سوف ينجلي ويزال، اذا احسنا الاختيار، وتكاتفنا سويا وازحنا ضغوط الفاسدين علينا، وقررنا أن نكون أحرارا في اختياراتنا.
التصويت سري، وليس بينكم وبين الاصلاح سوى ضميركم، والله فوقكم ويراكم، وستكونون مسؤولين أمامه يوم القيامة عن شهادتكم، وستكونون مذنبين أمام أطفالكم، عندما يكونون في حال سيئ، وتعليم سيئ، لا علاج لهم بسبب اختيار فاشل، تم بمحض إرادتكم، وقد يكون مقابل 500 او الف دينار بعتم فيها شرفكم وأطفالكم، وآباءكم وامهاتكم، ونفسكم في كل مرة تحتاجون خدمة من حقكم، ولا تجدونها بسبب عدم الاكتراث بنواب سيئيين.
غدا عندما تتذللون إليهم ليعالجوكم في الخارج، وترون الموت في الطرق، والاهمال، والخدمات السيئة، تذكروا اختيارتكم السيئة أمام حفنة دنانير او وظيفة لها مزايا مالية، ستكون سحتا، ولن تكفيكم لانها اتت بالغش، والظلم والزور والبهتان.
هذا وطنكم، وهذا مجلسكم، وهذا مستقبلكم، وأرزاقكم، ومصيركم، وبيتكم لا تلوثوهم، وإلا سيكون الدمار والفناء مصير الجميع.
ونستذكر هنا الشهداء الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم من أجل وطنكم، وليومكم هذا لتقفوا فيه أحرارا بكامل إرادتكم، وتشاركوا في بنائه وتختاروا من يصلح ليمثلكم.
ونخص بالتذكير أولئك الذين قرروا اليأس، والتقاعس، والتكاسل في المشاركة بالانتخابات، ان يتذكروا جيدا أنهم اولئك الذين اهدوكم أرواحهم لكي تجلسوا مرتاحين في وطنكم الآن، وانتم تجحدون تضحياتهم في كل مرة تتجاهلون وتستكثرون قليلا من وقتكم تنفعون فيه وطنكم، وتمنعون عنه شرا عند مشاركتكم واختياركم نائبا صالحا بدل أن يأخذ مكانه فاسد بسبب عدم مشاركتكم.
تذكروا أنه حرام عليكم هذا الكسل والتقاعس عن إنقاذ وتنظيف وطنكم.
المستقبل أمامكم والفساد وراءكم، إما ان تكونوا صفا واحدا أمام الفساد، فتمنعوه من القضاء على مستقبلكم ومستقبل أبنائكم، او يتمكن منكم ومن مستقبلكم من خلال تشرذمكم، وضعفكم أمام مصالحكم الضيقة.

كاتب كويتي