السبت 05 أكتوبر 2024
32°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

خلاف المذاهب

Time
السبت 18 أغسطس 2018
View
5
السياسة
طلال السعيدلكل من يحاول إشعال الفتنة بين المسلمين بنبش الماضي بدعوى البحث التاريخي في احداث مضى عليها اكثر من 1400سنة، وأصبحت في ذمة التاريخ والبحث فيها لايغيّر من التاريخ شيئاً، وليس من الصالح البحث فيها او اثارتها، والخير في تركها والترحم على صحابة الرسول صلى الله عليه وسلم وذكر فضلهم على الامة، بعيدا عن التحزب المقيت ولنا في الاحاديث الصحيحة عن الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة، مثال ذلك:شكى العباس بن عبدالمطلب عّم الرسول صلى الله عليه وسلم لرسول الله جفاء قريش لبني هاشم، فقال الحبيب المصطفى: والذي نفسي بيده لا يؤمنون حتى يحبوكم لله ولقرابتي. وقد خطب النبي صلى الله عليه وسلم في المسلمين اثناء عودته من الحج وقال:اذكركم الله في اهل بيتي، وكررها صلى الله عليه وسلم، وعلى هذا الأساس سار السلف الصالح وأهل السنة والجماعة في محبة وموالاة اهل بيت الرسول صلى الله عليه وسلم تنفيذا لوصيته وحفظا لها،ولكن من دون غلو. ومن صحة العقيدة الامساك عما جرى بين الصحابة،سواء في حياة النبي صلى الله عليه وسلم او في وفاته، فقد حدثت خلافات كثيرة ولكن ليس من الصالح الخوض بها او الدخول فيها،فليس كل مايروى عنها صحيحا، ففيه ماهو صحيح وفيه ماهو كذب وفيه مازيد عليه حتى اختفت الحقيقة،فالخوض في ذلك يُغضب الله ورسوله، فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال: لا تسبوا أصحابي فوالذي نفسي بيده لو أنفق احدكم مثل احد ذهبا مابلغ مُد احدهم ولا نصيفه.والمُد ربع الصاع يعني كيلو الاّ ربعا تقريبا، وذلك لمكانتهم فلهم من السوابق مايغفر جميع اخطائهم، فقد صح بالأثر ان الله عز وجل اطلع على اهل بدر وقال:اعملوا ماشئتم فقد غفرت. لكم نورد هذه الدلائل المهمة جدا ليكف الجميع عن الخوض في خلافات قديمة حصلت بين الصحابة رضي الله عنهم وطواها التاريخ، وليس من صالح الامة كلها الخوض فيها والاختلاف عليها الى درجة الانقسام، فالمؤكد ان العصمة للأنبياء فقط اما صحابتهم فلهم اخطاء مثلهم مثل بقية البشر، ولكن لديهم من مكفرات الذنوب الكثير فيكفيهم صحابتهم للرسول صلى الله عليه وسلم ودعاؤه لهم فهم خير قرون الدنيا وهم خير الخلق بعد الأنبياء، وهم الصفوة من المهاجرين والأنصار، فاذا كان مُد الشعير من صدقة احدهم لايعادله مثل جبل احد ذهبا من غيرهم، فما لذي يبقى عليهم من ذنوب نخوض فيها نحن ونأثم عليها ونحمل وزر من يتبعنا او يستمع لنا ؟ فما فائدتنا من البحث عن النقائص باسم البحث التاريخي الذي لافائدة منه بل ويزيد الخلاف بين الناس على اختلاف مذاهبهم ؟ فكل صاحب مذهب يتحمس بدفاعه عن مذهبه فيتسع الخلاف وتتدخل أطراف اخرى فيكثر الجدل الذي لافائدة من ورائه الا مزيد من الفرقة بين المسلمين، فلنكتف بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بعيدا عن التعصب وتصيد الأخطاء على بعضنا بعضا..زيند
آخر الأخبار