الأخيرة
خلافهم رحمة!
الاثنين 26 سبتمبر 2022
5
السياسة
طلال السعيديقول الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم): "لا تختلفوا فتختلف قلوبكم"، ما يدل على ان الخلاف من دون اجتهاد عالم تتوفر به شروط الاجتهاد من علماء الامة يعتبر اختلافا وليس خلافا، وقولهم خلاف امتي رحمة قولا ليس صحيحا، وليس له سند شرعي حسب علمي. لكن ما يحصل حاليا بين بعض المرشحين من تراشق في الندوات، التي تسمى انتخابية وهي ليست كذلك، انما هي تصفية حسابات سابقة، وتراكمات قديمة، فقد اتضح ان نارهم كانت تحت الرماد من ايام هروبهم الى تركيا، ثم جاءت الانتخابات الحالية لتحرك الرماد فتشتعل النار من جديد!ما يجري على الساحة الانتخابية هذه الايام كشف لنا حقائق قد لا يعرفها الشعب الكويتي، او يسمع عنها، ولا يصدقها، من هنا جاءت صحة مقولة ان خلاف هذه الاسماء جاء رحمة للشعب الكويتي الذي تهمه مصالح الوطن العليا، ليعرف عن كثب اسماء تصورها البعض انها كبيرة ومؤثرة، فاتضح بعد شدة القصف المتبادل بين المرشحين كم هو ضحل جدا تفكيرهم، وكم كنا نحن مغشوشين نصفق ونهتف لمن لا يزالون يدورون في فلك القبيلة والطائفة، مستبعدين مصالح الوطن العليا، فالكل منهم يعتبر نفسه ممثلا للطائفة، او القبيلة، وليس ممثلا للامة في مجلس الامة، كما ينص الدستور!نعم خلافهم رحمة فقد عرفنا ان حرصهم لم يكن في يوم من الايام حرصا وطنيا، بل كل منهم يريد ان يكون الوطن مفصّلا على مقاسه هو، وفكره القبلي او الطائفي، حتى ان القبيلة الواحدة سادتها الانقسامات، فأصبح كل فخذ من القبيلة يعتبر نفسه هو القبيلة، وكذلك الطائفة كل جزء منها يتصور انه الاحق!الآن الدور على الشعب الكويتي الذي يجب ان يسقط تلك الرموز، التي تحاول ايجاد كيانات جانبية، يكون الولاء لها قبل الولاء الوطني، وهذا خطر قادم لا يمكن السكوت عليه، خصوصا ان جمهور "التصفيق" عاد من جديد ليتحفنا بتصفيقه على خيبة الامل الوطنية، من خلال طرح قبلي بحت ليس للوطن به مصلحة، وليس للمواطن فيه ناقة، ولا جمل فانتبهوا ايها المواطنون خلافهم بيّن لكم توجهاتهم، والحر تكفيه الاشارة...زين.