حاوره - شوقي محمود:أكد سفير الكويت في كوبا محمد فاضل خلف ان نهج الديبلوماسية الكويتية في افتتاح سفارات في مختلف الدول تنفيذاً لتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد ومنذ ان كان وزيرا للخارجية يهدف الى التواصل مع شتى انحاء المعمورة ومنها اميركا اللاتينية وغيرها من قارات العالم.وقال خلف في حوار مع "السياسة" لدى زيارة مقرها ان سمو الشيخ ناصر المحمد هو مهندس العلاقات الكويتية في الكثير من دول أميركا اللاتينية ومنها كوبا عندما زارها في العام 2011 في زيارة هي الأولى من نوعها لرئيس مجلس الوزراء، وبعدها بقليل تم افتتاح سفارة الكويت في هافانا بعد ان كانت محالة الى نيويورك، كما أوفد سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في ذلك الوقت الشيخ د. محمد الصباح ووزير الصحة د. هلال الساير لاستكمال المباحثات مع المسؤولين لتوطيد التعاون بين البلدين في مختلف المجالات.ولفت الى ان العلاقات الكويتية الكوبية وتحديدا الديبلوماسية ترجع الى العام 1974 وبعدها بعام واحد افتتحت هافانا سفارتها في الكويت، ومن الطبيعي ان يكون التعاون بين البلدين مميزا واستكمالا للديبلوماسية الكويتية في الجزء الغربي من الكرة الارضية، لافتا الى دعوتين موجهتين الى رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم ونائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لزيارة كوبا فضلا عن التعاون البرلماني بين مجلس الأمة والنواب في البلدين.واشار خلف الى الدور المهم للصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية في دعم التنمية في كوبا وخصوصا في مجال المياه وذلك بمبلغ 31 مليون دولار مع التطلع الى مشاريع استثمارية للقطاع الخاص الكويتي بعد سن قوانين جديدة للاستثمار في كوبا شريطة ان يتحسن الوضع في فنزويلا التي اذا اعتلت فان كوبا تعتل ايضا.وتطرق السفير خلف الى مسؤوليته كسفير محال الى الدومينيكان "عضو غير دائم في مجلس الأمن حاليا" وجزيرة سانت لوسيا، وسانت فينست والغرينادين التي ستنضم الى مجلس الامن في العام 2022 و"انتيغوا وباربودا" وبالتالي لابد من التنسيق مع هذه الدول في المحافل الدولية والقضايا المطروحة ذات الاهتمام المشترك وخصوصا ما يتعلق بها بالدول العربية مثل فلسطين واليمن وسورية وليبيا والسودان.وكشف عن محاولة لتقريب وجهات النظر الاميركية الفلسطينية تنفيذا لتوجيهات من القيادة السياسية في الكويت وذلك خلال فترة عمله الأولى لدى الجزائر "1985-1989" من خلال سفير واشنطن في تونس من ذلك الوقت بالترو ونظيره الفلسطيني من تونس ايضا حكم بلعاوي ولكن للاسف بسبب عملية انزال فاشلة من قبل الجبهة العربية لتحرير فلسطين عدنا الى المربع الأول.ومن واقع تجربته واجادته لاكثر من لغة مثل الانكليزية والفرنسية والايطالية ويدرس الاسبانية حاليا اكد السفير خلف اهمية اجادة الديبلوماسي للغة البلد المضيف وبالتالي عدم الاعتماد على الترجمة مما يجعله اكثر فهما للمتحدث الاخر وقراءة المذكرات الديبلوماسية مباشرة. وفيما يلي تفاصيل الجوار:
* شهدت محاولة كويتية في الجزائر لتقريب وجهات النظر الاميركية- الفلسطينية وإنزال فاشل لـ "الجبهة العربية" نسفها* دعوتان للغانم والخالد لزيارة هافانا وتعاون ملموس للجنة الصداقة البرلمانية * 31 مليون دولار من الصندوق الكويتي لدعم التنمية في كوبا وخصوصا المياه* فرص الاستثمار الحالية في كوبا افضل من السنتين الماضيتين إن تحسنت فنزويلا* ننسق مع دول البحر الكاريبي الأعضاء من مجلس الأمن في القضايا العربية والأزمات 
السفير محمد خلف متحدثاً الى الزميل شوقي محمود (تصوير: إيهاب قرطال)
في البداية نرحب بسعادتكم في مقر "السياسة" ونبارك لكم بالشهر الفضيل وسؤالنا الأول عن علاقات الكويت مع دول قارة اميركا اللاتينية ومنها كوبا نظراً للبعد الجغرافي؟لاشك ان السياسة الكويتية في افتتاح السفارات في دول العالم تأتي بتوجيهات سامية من سمو أمير البلاد الشيخ صباح الاحمد، واستكمالاً لمسيرة سموه منذ ان كان وزيرا للخارجية وذلك للتواصل مع مختلف الدول في شتى انحاء المعمورة.واذا تحدثنا عن اميركا اللاتينية فان سمو الشيخ ناصر المحمد هو مهندس العلاقات الكويتية في الكثير من الدول، حيث تم افتتاح سفارات كويتية عدة وذلك خلال جولاته في أميركا اللاتينية والقارات الاخرى.وفي العام 2011 زار سمو الشيخ ناصر المحمد كوبا وهي أول زيارة لمسؤول كويتي رفيع المستوى. وبعدها بقليل تم افتتاح سفارة الكويت في هافانا بعد ان كانت محالة الى نيويورك وقد اسفرت هذه الزيارة على التوقيع على اتفاقيات ثنائية دفعت بالعلاقات بين البلدين الصديقين الى الامام حيث اوفد سموه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في ذلك الوقت الشيخ د. محمد الصباح ووزير الصحة آنذاك د. هلال الساير لاستكمال المباحثات مع المسؤولين الكويتيين لتوطيد التعاون في مختلف المجالات.علاقات وزياراتومتى بدأت العلاقات الكويتية - الكوبية؟ترجع العلاقات الكويتية - الكوبية وتحديداً الديبلوماسية الى العام 1974 وكانت كوبا سباقة في فتح سفارتها لدى الكويت بعد ذلك بعام واحد وبالرغم من صغر مساحة كوبا الا انه لديها ديبلوماسية نشطة حيث يوجد بها حوالي 135 سفارة ومنظمة دولية، وبالتالي لديها سفاراتها في الخارج وتوازي هذا العدد تقريبا.وهنا لابد من الاشارة الى ان الكويت بعد استقلالها كانت سباقة في اقامة العلاقات مع الدول وقاد هذه الديبلوماسية الناعمة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد عندما كان وزيرا للخارجية فأرست الكويت علاقات مع الاتحاد السوفياتي آنذاك والصين الشعبية وحاضرة الفاتيكان ودول عدة اخرى، فضلا عن انضمام الكويت لعضوية غير دائمة في مجلس الأمن، وكان مندوبها الدائم السفير عبدالله بشارة الذي اشتهر بلقاء مميز مع السفير الأميركي في الأمم المتحدة اندرو يانج بهدف الدفاع عن القضية الفلسطينية.ومن الطبيعي ان تكون العلاقات الكويتية الكوبية مميزة واستكمالا للديبلوماسية الكويتية في الجزء الغربي من الكرة الارضية.متى تسلمت مهام عملك في كوبا؟
عينت سفيرا فوق العادة ومفوض الكويت في كوبا في 23 نوفمبر 2016 وذلك في مرحلة مفصلية في تاريخها وذلك بعد زيارة الرئيس الاميركي السابق أوباما الى هافانا فضلا عن زيارتين مهمتين الأولى للبابا الفاتيكان السابق بولس يوحنا الثاني، والبابا الحالي فرنسيس وكان الأمل في ذلك الوقت هو تحسن العلاقات الاميركية الكوبية ولكن خسارة هيلاري كلينتون عطلت رغبة اوباما في هذا الامر.وانصب اهتمامي عند تسلمي مهام عملي على التعرف على الجيل الكوبي الذي ولد بعد نجاح الثورة ومنهم الرئيس الحالي ميغيل دياز كانيل ووزير الخارجية الحالي برونو رودر يغيز وغيرها من الذين خطوا بثقة القيادة التاريخية للثورة الكوبية.هل من زيارات مرتقبة من كبار المسؤولين في البلدين؟زرت رئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم مؤخرا وابلغني رغبته في تلبية دعوة رئيس مجلس النواب الكوبي في اقرب وقت فضلا عن النشاط البرلماني بين البلدين من خلال لجنة الصداقة البرلمانية الرابعة برئاسة النائب د. عودة العودة كذلك توجد دعوة للغانم لزيارة الدومينيكان وكما توجد دعوة لنائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد لزيارة كوبا وجمهورية الدومينيكان التي تجلس مع الكويت في قاعة مجلس الامن حاليا.ونعمل حاليا على تكثيف الزيارات بين كبار المسؤولين بين البلدين فضلا عن رجال الاعمال لتوطيد مجالات التعاون.استثمار هذا يدفعنا الى السؤال عن الفرص الاستثمارية لرجال الاعمال الكويتيين في كوبا؟للامانة كانت الفرصة غير مناسبة لدى وصولي الى هافانا وهنا لا انكر دور سفير الكويت المؤسس لفتح سفارتنا في كوبا بدر العوضي الذي هو سفير الكويت في كوريا الجنوبية حاليا، والسبب في ذلك كان يعود الى وجود الكثير من الافكار بالنسبة للدستور الكوبي الجديد وتسلم الرئاسة من قبل الجيل الثاني للقيادة السياسية الكوبية.وهنا اشير الى محاولات بعض رجال الاعمال الكويتيين ومنهم فؤاد الغانم لدراسة مشاريع استثمارية في كوبا من فنادق وغيرها ومشاريع أخرى عند تخصيص بعض الجهات الحكومية ولكن المحاولة لم تنجح لان الجو كان غير مناسب ومع سن قوانين جديدة للاستثمار الان فستكون الفرصة افضل من السنتين الماضيتين شريطة ان يتحسن الوضع في فنزويلا التي اذا اعتلت فإن كوبا تعتل ايضا.الصندوق الكويتي وماذا عن مشاريع الصندوق الكويتي للتنمية الاقتصادية؟للصندوق الكويتي دوره الهام في دعم التنمية في كوبا وخصوصا في مجال المياه وذلك بمبلغ 31 مليون دولار وجسدت العلاقات الخليجية الخليجية بالتكامل في تشييد البنية التحتية في كوبا حيث لدى الكويت وشقيقاتها الخليجيات مشاريع تصب في التنمية.بالاضافة الى عملك سفيرا للكويت في كوبا فانت مسؤول ايضا عن جمهورية الدومينيكان وجزيرة سانت لوسيا وسانت فينيست والغرينادين وانتيغوا وباربودا فهل يشكل ذلك عبئا عليكم؟الديبلوماسي جندي يعمل في اي مكان تقرره القيادة السياسية وشرف لي ان امثل الكويت في هذه الدول واقسم وقتي وعملي بين دولة المقر كوبا وبقية الدول في البحر الكاريبي وللعلم من هذه الدول وهي سانت فينست والغرينادين ستنضم الى عضوية مجلس الأمن غير الدائمة في عام 2022 كما ان جمهورية الدومينيكان تجلس مع الكويت في قاعة المجلس حاليا والتنسيق بين بعثتي البلدين على قدم وساق.في اطار مجلس الأمن كيف ترى كوبا وغيرها من دول البحر الكاريبي دور الكويت في مناقشات القضايا في هذا المجلس؟يوجد قاسم مشترك بين الكويت وكوبا وهي القضية الفلسطينية نظرا للعلاقات الوطيدة بين هافانا والسلطة الفلسطينية الحالية ومن قبل مع منظمة التحرير حيث كان ثوار كوبا في ذلك الوقت مثل فيدل كاسترو وتشي جيفارا والامين الأول للحزب الشيوعي راؤول كاسترو يولون هذه القضية اهتماما كبيرا في المقابل تم تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ياسر عرفات في الكويت.ولا شك ان الجميع يعلم دور الكويت في مجمل القضايا العربية مثل اليمن وسورية وليبيا والسودان داخل مجلس الامن وحتى قضية الروهينغا في ميانمار فضلا عن القضايا الافريقية الاسيوية وهذا دور مشهود له في ظل السياسة الكويتية المعتدلة والمتوازنة.طالما نتحدث عن القضية الفلسطينية فتاريخكم الشخصي يحكي عن أمور عدة من جانبكم تجاهها هل من تفصيل؟اثناء تواجدي في الجزائر بين عامي 1985 و 1989 كسكرتير ثان في سفارة الكويت تحت رئاسة السفير جاسم بورسلي وتسلمي رئاسة البعثة لمدة عام واحد في نهاية خدمتي الأولى في الجزائر شاركت في الكثير من المؤتمرات الفلسطينية ومؤتمر القمة العربية الذي خصص لهذه القضية وللامانة كان دور الجزائر مميزا في دعمها.وبتوجيهات من القيادة السياسية بالكويت قام السفير بورسلي وكنت احد مساعديه الرئيسين بمحاولة تقريب وجهات النظر الاميركية الفلسطينية وذلك في لقاء تاريخي حضره بورسلي ومسؤولي كبير في السفارة الاميركية تم على اثره بداية حوار بين الجانبين وذلك من خلال السفير الأميركي في تونس في ذلك الوقت بالترو والسفير الفلسطيني في تونس ايضا حكم بلعاوي ولكن للاسف بسبب عملية انزال فلسطينية فاشلة من قبل الجبهة العربية لتحرير فلسطين، عدنا الى المربع الأول.اللغاتما تأثير اجادتكم لاكثر من لغة مثل الانكليزية والفرنسية والايطالية على عملكم الديبلوماسي؟نعم اجيد هذه اللغات وحاليا قطعت شوطا كبيرا في تعليم اللغة الاسبانية لاني لا اعتمد على الترجمة سواء في قراءة المذاكرات الديبلوماسية او متابعة الصحافة، او في القاء كلمة مكتوبة في اعياد الكويت الوطنية التي تقيمها في الخارج.ولا شك ان اجادة اللغة التي يتحدث بها الاخر تجعلني افهمه تماما وتسهل عملي وهذا مهم جدا لاي ديبلوماسي يجيد لغة البلد التي يعمل فيها سفيرا لبلاده، ويحفزني على ذلك الديبلوماسيون الاجانب الذين يجيدون لغة البلد المضيف.وهنا اشير بكل اعتزاز وفخر بانني قمت بالترجمة الفورية لسمو أمير البلاد الراحل الشيخ جابر الاحمد طيب الله ثراه عندما زار ايطاليا لشكرها على مواقفها تجاه تحرير الكويت حيث تأخر المترجم العربي فدفعني السفير احمد غيث للقيام بالترجمة وللامانة كانت مغامرة منه ومني ايضا نظرا لحساسية الموقف ولكن الله وفقني كما افخر واعتز بالترجمة لسمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد لدى استقباله كبار الزوار الايطاليين في قصر السيف.للامانة لابد من ذكر موقف ايطاليا المبدئي في فترة الاحتلال العراقي للكويت حيث سخر الرئيس سيلفيو برلسكوني جميع قنوات التلفزيون في ذلك الوقت ومنابره الصحافية في خدمة تحرير الكويت علاوة على بادرة كريمة بعرض تحمل نفقات سفارة الكويت في ايطاليا من خلال شيك مصرفي مفتوح ولكن السفير احمد غيث شكره على ذلك واكد له ان وضع السفارة المالي لم يتغير وابلغه ان الكويت قيادة وحكومة وشعبا لن تنسى هذا الموقف.