خلك حكومي

أحمد عبدالعالي بوعباس

مع افتتاح أبواب الترشيح لانتخاب مجلس الأمة 2023، لاحظت أن هناك حالة عامة من التذمر والإحباط، بل وأصوات تنادي بعدم المشاركة بحجة ان لا شيء سيتغير. للعلم في هذه الانتخابات انتفاضة حلاوة روح، وحملة شديدة القوة، ودعم لا محدود لعودة من يمثل الفاسدين في المجلس، بعد ان تم إقصاؤهم من الشعب في السنوات الأخيرة.
حالة اليأس والتذمر، وعدم المشاركة، لن يستفيد منها إلا من يريد الخراب لهذا البلد، وعلى حساب اليائس، لأن ما سيفعله هؤلاء هو أسوأ مما فعلوه سابقا.
هذه الحالة ما هي إلا إخلاء المقعد من الوطنيين الشرفاء وتسليمه لمن هو ضد الوطن والمواطن!
نحذر جميع المخلصين من مغبة اليأس والسكوت عن الحق من أجل شياطين الإنس، وعدم المشاركة ما هي إلا تشجيع لقوى الفساد وأدواتها، وهي دعمهم وإصرارهم على استخدام المال السياسي لشراء الأصوات، والنفوذ لتنشيط الواسطات، والإعلام المأجور لمحاربة المرشح الوطني المحب لوطنه، واستخدام وسائل التحزب والتفريق والعصبيات في المجتمع لكي يفوز من يستغلها على حساب وحدة الصف. القيادة السياسية تعمل من اجل الاصلاح، كما وعدت واليد الواحدة لا تصفق.
الأمور أصبحت أوضح من السابق بالنسبة الى وعي الناخبين، فقد انكشفت الأوراق من خلال التصريحات، التي لا تعبر إلا عن صراخ ألم ممن تضرر من نهج الإصلاح، الذي تنويه الحكومة، وتم استخدام أدوات ونفوذ الفساد في مختلف الأصعدة، وأركان الدولة لكي تعرقل عمل هذه الحكومة.
ولا مجال لذكر تفاصيل أكثر لأن الجميع يعلم طبيعة هذه الحرب الممنهجة، وإلى أي مدى وصل الصراع بين قوى الفساد وقوى الإصلاح في الدولة.
لا تمنحوا قبلة الحياة لهؤلاء من خلال سلبيتكم، فهم مجرد شرذمة فاسدة، وفي رمقها الأخير، والقيادة السياسية بحاجة لدعمكم للإجهاز على تلك الفئة.
يجري الفاسدون حاليا المناورة، وتحركاتهم جدا ذكية، لكن الشعب اصبح يفهم ما تفعله تلك الشريحة، ولم تعد تنطلي عليه حيلها الرخيصة. لا تكونوا مع التصريحات الجريئة، أو الخطب الرنانة، ولا تكونوا مع مصالحكم الضيقة التي تخدم أهدافهم، بل كونوا مع الإصلاح من أجل الكويت فقط،سواء كان هذا الإصلاح من الحكومة أو من مجلس الأمة.

كاتب كويتي