"خليفة"... بهار "ملح وسمرة"

ممثل حقيقي صادق، يتمتع بقدرات كبيرة في التمثيل، وامكانيات هائلة في تجسيد "الكراكتر"، شاب مثقف، يقرأ تفاصيل الشخصية، ويغوص في عمقها، ويختزل أبعادها، ذكي في الحفاظ على إيقاعه في الأداء، فنان يعرف متى يصرخ، يتألم، يفرح، يغضب، يزعل ويبكي، ظريف وطريف معا، هو النقيض لكل ماهو سيئ في الدراما، يتشكل مثل عجينة الطين، ويتلون مثل تمثال شمع أو صلصال، الفنان الشاب عبدالله البلوشي أو "خليفة" في مسلسل "ملح وسمرة"، لو كانت هناك معايير يقيم من خلالها بطل العمل فهو يستحق علامة التقييم كاملة."خليفة" من الشخصيات التي رسمها المؤلف حتى تكون من ضمن سيناريو الاحداث، مساندة لباقي الأبطال، لكن في الحقيقة هو"أصل الحكاية" و"التضاد" في تحقيق المراد، ممثل لا يقبل لنفسه بأن يضيع وسط زحام الممثلين فهو واقع حقيقي وليس مجرد ظل."خليفة" شاب من ذوي الهمم، نلتقيه في مختلف مجالات الحياة وفي كل الاماكن، يصادفنا في الشارع، أو برفقة عائلته في المول التجاري، أجاد البلوشي تقديم شخصية مقنعة بدءا من المظهر الخارجي وانتهاء بالجوهر الداخلي، التشنجات والايماءات والحركة والنظرة و"تون" الصوت وحتى "التأتأة" تفاصيل دقيقة ارتكزت عليها شخصية "خليفة" وكانت هي التحدي الأكبر الذي كسبه بامتياز مع مرتبة الشرف، عرف عبدالله كيف يمسك بالخيوط الرفيعة في الشخصية ويحافظ عليها حتى الجملة الأخيرة في المسلسل، ضابط ايقاع الشخصية ولم يسمح لها أن تفلت من يديه. المتابع لمشاركات عبدالله، يكتشف ان الفنانة هدى حسين توليه ثقة مطلقة في أعمالها وتحرص على أن يتواجد ضمن مسلسلاتها وفي غالبية الاعمال لا يظهر بدور مؤثر فقط بل الجميل مثلما أسلفت من قبل حرصه على "الكراكتر" والادوار المركبة المعقدة… برافو عبدالله.