الأربعاء 14 مايو 2025
36°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

خليفة بودي ضابط كويتي بطل وشجاع

Time
الأحد 16 يناير 2022
View
5
السياسة
لواء م. فيصل مساعد الجزاف

كان لوقع الخبر الفاجع الذي تلقيته قبل أيام عدة بوفاة أخ وصديق هو خليفة محمد بودي، رحمه الله تعالى، أن أعود بذاكرتي الى فترة ما بعد الغزو، وذلك تحديدا في عام 1992، حيث كنت بزيارة أخي في مكتبه في مبنى الصالحية الى جانب المخفر، وبينما أنا خارج من المبنى باتجاه سيارتي الى جانب الرصيف، وإذ بي أسمع المرحوم يصرخ بأعلى صوته "فيصل إمسك هذا" كان شخصية آسيوية، من الجنسية الفلبينية، هاربة وخليفة يركض خلفه، فاعترضته، وإذ بخليفة ينقض مسيطراً عليه من ناحية رقبته، وأنا محاولاً إمساك يديه لكنه فجأة أخرج سكينا اوتوماتيكية حاداً موجها به طعنات عدة قاتلة الى بطن خليفة ويده اليسرى الذي سقط على الأرض نازفا، وأصاب أيضا أصبعي بجرح نازف عمیق اضطررت الى ربطه بغترتي وملاحقته، والناس من حولنا مصدومة لم تتحرك لمساعدتنا، فصرخت بهم لطلب الإسعاف وإبلاغ مخفر الشرطة، وأنا لا أعلم بمدى إصابة خليفة، ملاحقا المجرم الى أن حاولت إيقافه عند مبنى البريد العام، وبينما هو ملتفت الى الشارع ألقيت بنفسي عليه، وساعدني في ذلك وصول أخي ضابط في المباحث ووصول الشرطة من المخفر.
تم نقل خليفة الى المستشفى الأميري وأنا الى مستشفى الرازي حيث تمت معالجة أصبعي وخرجت متوجها للاطمئنان على خليفة، فوجدت تجمعا من أهله ووالده محمد حيث عرفت منه أن الجرح عميق في بطنه، والحمدالله قد أجريت له عملية ناجحة.
وفي اليوم التالي عند زيارتي له، ذكر لي خليفة بأنه بينما هو واقف بسيارته عند مبنى الصالحية، رأی هذا الفلبيني يحاول سرقة فتاة كويتية عند سيارتها، ومهددا إياها بسكين، فهب الى مساعدتها، فهرب المجرم ولاحقه على الفور وحصل ما حصل.
إن هذا الموقف البطولي من خليفة هاباً لنجدة وإنقاذ مواطنة معرضا نفسه للموت، لا بد من ذكره.
بعد هذا الحادث تعززت صداقتنا وكنا نتواصل الى ما قبل وفاته باسبوع رحمه الله تعالی.
لقد كان خبر وفاته مفجعا لكل من عرف خليفة الخلوق المحب الصادق الوفي المخلص الخدوم، لكن هذا قضاء الله وقدره، وسيبقى في ذاكرة محبيه لن يغيب، سائلين الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن يلهم أهله وعائلته الصبر والسلوان.
خليفة نموذج للضباط المخلصين، خدم وطنه الكويت وأهلها في كل مجال ومكان عمل به، وكان لا بد أن أذكر هذا الموقف البطولي له "إنا لله وإنا اليه راجعون".
آخر الأخبار