كتب - فالح العنزي:لا يمكن أن نأتي على ذكر إذاعة دولة الكويت ولا نتوقف أمام محطة مهمة لأحد رجالاتها، شخصية رفيعة المستوى أعطت باخلاص وابتعدت بصمت، الإعلامي المخضرم خليل إبراهيم مؤسس إذاعة القرآن الكريم والذي يقف وراء عشرات البرامج الإذاعية التي لا تزال مستمرة منذ الثمانينات حتى الآن منها على سبيل المثال "مساء الخير ياكويت، ع المكشوف، الثاني ع الخط، ودعوة للجميع" وغيرها من البرامج التي ارتبطت مع المستمعين محليا وعربيا.لبى خليل إبراهيم "بو مشاري"، دعوة برنامج "الليلة"، الذي يعرض عبر شاشة تلفزيون الكويت وتقدمه د.نورة عبدالله ويخرجه جمال الحربي ليحتفل معهم بمرور 44 عاما على تأسيسه إذاعة القرآن الكريم، كذلك التوقف عند تجربته الثرية في الإعلام الكويتي الذي تركه العام 2006:كشف إبراهيم، الكثير من الأسرار والتفاصيل المتعلقة بعمله الإذاعي عندما ضحى بالعمل في مشروع الغاز وتوجه إلى الإذاعة لعشقه الموسيقى والتمثيل والغناء، رغم أنه لم يجرب احتراف أي منها وهو الذي عرف بين أصدقائه بعازف الأكورديون، وأضاف الإعلامي المخضرم: عندما قررت الالتحاق بوزارة الإعلام اخترت الإذاعة بخلاف مجموعة من أصدقائي في تلك الفترة الذين اختاروا التلفزيون، فقررت أن أثبت لهم قدرتي على النجاح في كل موقع.وتابع: في الإذاعة كنت حريصا على التعرف على "دواعيس" و"أروقة" الإذاعة، فتابعت كافة الأقسام المرأة والأدب والمنوعات والأخبار وكنت أقضي أكثر من 18 ساعة عمل في الإذاعة.وأوضح "بو مشاري"، في بدايتي تلقفني ثلاثة من رجالات الإعلام، وكيل الإذاعة عبدالعزيز جعفر، مدير الإذاعة عبدالعزيز المنصور، ومراقب التنسيق عبدالعزيز حسين، هؤلاء لهم الفضل الكبير في صقل شخصيتي الإعلامية، وأضاف: في يوليو 1978 طلب مني الوكيل آنذاك عبدالعزيز جعفر تأسيس إذاعة القرآن الكريم التابعة لوزارة الإعلام واشترط اطلاقها بعد شهر واحد فقط من تكليفي، قبلت التحدي وفعلا تم اطلاق الإذاعة في الرابع من أغسطس 1978 في احتفالية رائعة.وكشف إبراهيم، عن موقف طريف تسبب فيه المذيع علي حسن، الذي فوت الحضور في التوقيت المطلوب و"راحت عليه نومه" في يوم الافتتاح مما أوقعهم في ورطة وشاء الحظ وجود المذيع فريح العنزي الذي أنقذ الموقف.وتحدث إبراهيم، عن التحديات والقرارات التي اتخذها منها استبعاد مشايخ الدين، الذين لا تصلح أصواتهم للإذاعة وكذلك استقطاب أسماء إعلامية وقامات عربية فذة، كما يحسب له فكرة ختمة القرآن المشتركة بأصوات مجموعة من المقرئين وهي الفكرة التي تناقلتها غالبية الإذاعات العربية لاحقا.وقال "بومشاري": في عملي الإعلامي تأثرت بمدرستين الأولى مدرسة الإعلامي محمد السنعوسي وتعلمت منها الحزم واتخاذ القرارات من دون تردد، ومدرسة الأب الروحي الراحل عبدالعزيز جعفر، الذي علمني كيف أعمل على غرس مفاهيم احتضان الموظفين والتطوير المستمر وابتكار الأفكار الخلاقة. ولم يخف إبراهيم، مشاعره عندما تم تكليفه مراقبا للمكتب الفني في الإذاعة وقال: هنا كنت في قلب الإذاعة وعملت جاهدا على تطوير إذاعة البرنامج العام وإذاعة البرنامج الثاني من ناحية استحداث قوالب جديدة فخور جدا بأنها ما تزال ثابتة حتى الآن في إذاعة الكويت، كذلك اتخذت قرارات حاسمة اعتبرها البعض صادمة منها ايقاف برنامج "جريدة المساء" للإعلامي موسى الدجاني، أحد أبرز البرامج الإذاعية محليا خليجيا واستحدثت برنامجا بديلا هو "مساء الخير يا كويت"، الذي تحول إلى نسخة تلفزيونية، وكذلك ايقاف برنامج "ما يطلبه المستمعون" والبديل كان برنامج "أكثر من ساعة"، مشيرا إلى أنه صاحب شعارين "الفوضى المنظمة" و"الفكر لا يقاس بالشبر"، موضحا: الشعار الأول تضمن أفكارا متنوعة طالت البرنامج الثاني مثل شغل فترات الفراغ بين البرامج بفقرات بث مباشرة "فقرة لايف مذيع معد مخرج مراسل خارجي". وعاد الإعلامي المخضرم بذاكرته الى البرامج الاذاعية التي يقف وراء افكارها مثل "مساء الخير يا كويت، الثاني ع الخط، ع المكشوف، هاتف المساء" وغيرها.واستذكر بو مشاري فترة الغزو 1990 ومشاركته مجموعة من الاعلاميين الكويتيين لمدة سبع شهور في ادارة المكتب الإعلامي بالقاهرة ومهمة تزويد الإذاعة الكويتية في إذاعة أبو حدرية بالسعودية بالبرامج والفقرات.يذكر أنه شارك في الحلقة المتميزة المذيعون علي حسن وماجد الشطي ويوسف مصطفى وطارق العلي وانتصار الطواري ومريم السبهان وأمل محمد ونجيب القحطاني.

نورة عبدالله

خليل إبراهيم