خوري وليندا والسلمان وأبو تايه تألقوا في "جرش"

أحيا الفنانون اللبناني مروان خوري والأردنية ليندا حجازي والأردني الشاب نجم السلمان إحدى ليالي المسرح الجنوبي، ضمن فعاليات الدورة 36 من مهرجان جرش للثقافة والفنون، المقامة تحت شعار "نوّرت ليالينا".
في طلّته الأولى على "الجنوبي"، أخذ خوري جمهوره نحو مساحة من الطرب الأصيل، والشجن الوجداني مستهلاً بـ"خذني معك"، ثم "يا رب"، دون أن ينكر أن "قلبي دق".
البيات والكرد والنهاوند والحجاز ومقامات أخرى كانت حاضرة في ليلة زمان الوصل، وغنّى فيها لجمهور تفاعل مع خوري حسب الأصول "قصر الشوك" و"انت معي" ليرسو لحظة تباريح ذروة الختام عند سواحل "مغرم"، فإذا بليل الجنوبي على امتداده مغرم، وجمهوره يسأل "بعدك يا هوى" تشعل ليلَنا كما أيام زمان.
خوري قال "إن المحبة بالمحبة وفي القلب الأردن وجمهوره وقيادته ومواويل محبته". وأكد أن أكثر ما يحتاجه الإنسان العربي هذه الأيام مهرجاناً "بحجم جرش وقيمته وتاريخه ورسالته المحلّقة بالدعوة للفرح والفن والسلام".
خصّت الفنانة د.ليندا حجازي "الجنوبي" ودورة هذا العام من المهرجان بأغنيتيْن جديدتيْن "غوالي" كلمات عمر ساري، ألحان محمد بشار وتوزيع موسيقي رامي رئيس، و"فزعتنا الأردنية" التي تفاعل معها الجمهور من ألحان ليندا نفسها، ورقصوا مع أجوائها، وتحمسوا لمعانيها.
ومن كلمات عمر ساري أيضاً وألحان محمد بشار ودائماً توزيع رامي رئيس، غنت حجازي من جديدها "عبالي"، وهي الفنانة الأكاديمية، وأتاحت بعد وصلة من أجواء التراث الشامي، مساحة للفنان الشاب راشد السعودي الذي غنّى "يا بو خديد منقرش" التراثية الشعبية الصاخبة، وبه انتهى الجزء الخاص بها من الليلة الثانية من ليالي الجنوبي، ليظل صوته وحضوره راسخاً في ذاكرة الجمهور، كما صرحت ليندا تالياً.
وأشعل الفنان السلمان، أجواء الدحيّة "حط الديّا عالديّا" في إطلالته الثانية على جمهور "الجنوبي" بعد مشاركته العام الماضي، واصل السلمان فترته بأغنيات مثل "الأسمرانية"، "هذا الأردن" وغيرهما.
بينما أتحف المطربون سعد أبو تايه وناصر ارشيد ورامي الخالد جمهور المدرج الشمالي بالأغنيات الوطنية والفلكلورية والشعبية في ثاني ليالي مهرجان جرش للثقافة والفنون في دورته السادسة والثلاثين، كما احيت الليلة الغنائية فرقة نقابة الفنانين الأردنيين.
أبو تايه، الذي تعد هذه المشاركة الثالثة له في المهرجان استهل الحفلة بتشكيلة رائعة من الأغنيات الأردنية التراثية، وأطرب الجمهور بباقة من الأعمال التراثية والشعبية، بدأها بـ "قطع قطع على المحور والربابة"، وهي الأغنية التي تفاعل معها الجمهور.
وأتحف الفنان رامي الخالد الجمهور بأغاني تراثية ووطنية، منها الجوبي العراقية، متبعا ذلك بـ"شفتك يا جفله على البيدر طالعة"، وغيرها. أما الفنان ناصر ارشيد فقدم مجموعة من الأغاني الوطنية والرومانسية للفنان المصري عبدالحليم حافظ واللبناني ملحم بركات، ونوع الفنانون المشاركون بجملة من الأغاني الوطنية والشعبية والعتابا وجفرا والدلعونا وظريف الطول وغيرها.
وتتواصل فعاليات مهرجان جرش، حيث بدأت الفعاليات في كافة المسارح من أبرزها وصلة فلكلورية موسيقية غنائية قدمتها فرقة "شباب الحد" البحرينية بحضور مدير مهرجان جرش مازن قعوار والسفير البحريني أحمد الرويعي.
وقال رئيس الفرقة البحرينية للفنون والتراث الشعبية مشعل بورشيد: إنها المشاركة الأولى في المهرجان، موكدا انها لن تكون الأخيرة.
وقدمت الفرقة عروضا تراثية، أولها فن الفجيري، ودق الحَب، وأخيراً أقامت "زفة المعرس" التراثية البحرينية بتفاصيلها كافة.
وشاركت "فرقة معان" التي تأسست منذ ثلاثين عام، بعدد من الفقرات الفلكورية من الموروث الأردني، مستخدمة الربابة والناي والإيقاع والقربة والمجوز، والبنادق ودِلال القهوة التراثية المستوحاة من مدينة معان.
يشار إلى أن الفرقة التي أخذت على عاتقها إحياء التراث، شاركت في العديد من المهرجانات على مستوى العالم، وكان آخرها فعاليات اكسبو دبي 2020.
تميزت الأعمال اليدوية التي عرضت في شارع الأعمدة والتي قدمها مبدعون من حرفيي المجتمع المحلي الجرشي بجمال الاتقان.
كما أقام المركز الثقافي الملكي ضمن البرنامج الثقافي لمهرجان جرش للثقافة الفنون 2022، ندوة خاصة تستذكر إبداعات الأديب فخري قعوار، بمشاركة الناقد نزيه أبو نضال، وتحدث في الندوة التي أدارها القاص جعفر العقيلي مشاركا، أمين عام وزارة الثقافة الروائي هزاع البراري، وعاطف قعوار، ومجد فخري قعوار بحضور مبدعين أردنيين وعرب من ضيوف المهرجان مع عائلة الأديب قعوار وأصدقائه.
وشهد المركز ذاته أمسية لعدد من الشعراء الأردنيين والعرب، قدمت خلالها قصائد وتجارب شعرية تحفل بالعاطفة والحزن والفلسفة.