دار الفتوى: التعرض بالإساءة لدول "التعاون الخليجي" مرفوض

بيروت ـ "السياسة":

تصاعدت لليوم الثاني، أمس، عاصفة المواقف الرافضة والشاجبة لتصريحات وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي المسيئة للملكة العربية السعودية، والمؤيدة لجماعة "الحوثي" الإرهابية في اليمن، مع ارتفاع الأصوات المطالبة بإقالته على وجه السرعة، بعدما وجه ضربة قاضية لأي أمل بإمكانية إصلاح العلاقات اللبنانية الخليجية.
وفي السياق، رأى مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان في بيان، أن "التعرض للمملكة العربية السعودية ولدولة الإمارات العربية المتحدة ولسائر دول مجلس التعاون الخليجي مرفوض من أي كان "مهما علا شأنه" إلا من له نوايا سيئة ويحمل في نفسه البغض والحقد والضغينة لدول قدمت للبنان الكثير من الدعم في شتى أنواعه على مدى عقود من الزمن".
وأضاف، "لبنان ودار الفتوى حريصان على علاقاتهما مع دول الخليج العربي ويدينان ويشجبان ويستهجنان أي إساءة لهذه الدول التي نريد أن تكون علاقاتنا معها على افضل مستوى ممكن".
وختم دريان بالقول: "لذا نحن بانتظار المعنيين في الدولة اللبنانية أن يقدموا على تصحيح ما أرتكب بحق دول الخليج لطي صفحة هذا الموضوع وعدم العودة الى مثله".
من جهته، شدد الرئيس ميشال سليمان على ضرورة ترميم علاقة لبنان الرسمي بالدول العربية الصديقة، سيّما المملكة العربية السعودية التي تعاني ما تعانيه في مواجهة الارهاب.
واعتبر سليمان خلال استقباله وزير العدل السابق اللواء أشرف ريفي، انه "من واجب الحكومة السهر على تأمين المصلحة اللبنانية العليا، التي تبدأ بتحسين علاقات لبنان الخارجية وتحييده عن صراعات المحاور، وهذا يعتمد بشكل أساس على السياسة الخارجية المعتمدة من قبل الحكومة مجتمعة، ومن خلال سلوك الوزراء المفترض ان يحاكي تطلعات سياسة الدولة المتمثلة ببيانها الوزاري".
وشدد اللقاء على ضرورة رص الصفوف السيادية لمواجهة أي محاولة لتغيير وجه لبنان أو العبث بدستوره خدمة لأجندات خارجية تعمل على سلخ لبنان عن علاقاته التاريخية، وزجِّه عنوةً في أتون صراعات المحاور واستعماله ساحة من ساحات الصراع.
وفي السياق، قال النائب نهاد المشنوق بيان، "بعد وزير الخفة الخارجية الذي اعتبر البداوة شتيمة وانتقاصاً، جاءنا وزير الخفة السياسية والعسكرية، ليعتدي على كل اللبنانيين، قبل العرب، بهجومه غير المبرّر على السعودية والإمارات وعلى حقّ هذه الدول في الدفاع عن نفسها في سياق صراع معقّد وخطير، ومن موقع الجهل المطلق بسياقات حرب اليمن ومقدماتها وأدوار اللاعبين فيها".
واعتبر، أن "سيطرة الدويلة على الدولة ما عدا بالإمكان كتمانه أو تمويهه بالتصريحات الرمادية، مثل أنّ "قرداحي يعبّر عن رأيه ولا يعبّر عن رأي الحكومة أو عن رئيس الجمهورية"، مشيراً إلى أن الحل الموقت هو استقالة الوزير القرداحي، تخفيفًا للضرر الذي يتم إلحاقه بلبنان من هذه البيئة وهذا المناخ، والحلّ النهائي هو باستعادة الهامش بين الدولة والدويلة، وتقليص سيطرة الاحتلال الإيراني على القرار السياسي في لبنان" .
في المقابل، ارتفاعت حدة النقمة الخليجية على وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي، ونشر الأمير السعودي عبد الرحمن بن مساعد، مقطع فيديو تحدث خلاله الوزير قرداحي عن مصلحة لبنان وتدخل دول وسفراء في شؤونه الداخلية.
وقال : "تصريح ينقصه الموسيقى "المُوَتِّرة" التي أشهرته أما عن أنك تبحث عن مصلحة لبنان فهذا لا يحتاج لدليل".
من جهته، علق نائب رئيس شرطة دبي، ضاحي خلفان، على تصريحات قرداحي، قائلاً: "ليته استعان بصديق".
وقال خلفان في تغريدات، عبر "تويتر": "عندما تكون مقدماً ناجحاً لبرنامج من يكسب المال... قد تكون وزيراً فاشلاً في كسب الرجال"، في إشارة إلى تقديم جورج قرداحي في السابق للبرنامج الشهير "من سيربح المليون".
وتساءل خلفان: "ما سر تحول وزراء لبنان الذين يعينون من حزب الله إلى أعداء للبنان؟".
ومضى قائلاً: "ليته إستعان بصديق ولا أمسى مسخرة إعلامية"، على حد تعبيره.
إلى ذلك، أغلقت شركة وتلفزيون العرب mbc مكاتبها في لبنان نهائياً وستغادر بمعداتها وموظيفها الى السعودية.
هذا واستنكر رئيس مجلس إدارة مجموعة MBC الشيخ وليد بن إبراهيم، ما ساقه وزير الإعلام اللبناني، من اتهامات مغرضة استهدفت السعودية والإمارات.
وقال ان "المواقف الصادرة عن قرداحي مستغرَبة جداً وغير مقبولة بتاتاً، وهي لا تُعبّر إلا عن الآراء السياسية المنحازة والمنحرفة لمطلقيها".