الأربعاء 25 سبتمبر 2024
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

داهية من دهاة العرب

Time
الأربعاء 23 أغسطس 2023
View
324
السياسة

قصص إسلامية

قال قبيصة بن جابر: "صحبت المغيرة، فلو أن المدينة لها ثمانية أبواب لا يُخرج من باب منها إلا بالمكر لخرج المغيرة من أبوابها كلها".
وقال الطبري: "كان - أي المغيرة - لا يقع في أمر إلا وجد له مخرجاً، ولا يلتبس عليه أمران إلا أظهر الرأي في أحدهما".
المغيرة بن شعبة، هو أحد دهاة العرب، وعرف عنه بالمبادهة، أي سرعة الرد بالجواب وسرعة البديهة.
وهو واحد من كبار الصحابة وداهية العرب الثالث، شهد معركة اليمامة، وفتوح الشام والعراق، وكان من أولي الشجاعة والمكيدة والدهاء، وكان يُقال له مغيرة الرأي.
كان المغيرة ضخم القامة، عَبْل الذراعين، بعيدا ما بين المنكبين، أصهب الشعر جعده، وكان لا يفرقه، وكان من رواة الحديث، له في "الصحيحين" اثنا عشر حديثا، وانفرد له البخاري بحديث، ومسلم بحديثين.
في زمن عمر بن الخطاب (رضي الله عنه) ولاه على إمارة البحرين، وكانت إمارة البحرين قديماً تشمل المنطقة الشرقية من جزيرة العرب، وتشمل باصطلاحنا اليوم جزءاً من الكويت، المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، والبحرين، وقطر، والإمارات العربية المتحدة.
وقد كان المغيرة بن شعبة حازماً وشديدا على اهل البحرين فاشتكوه الى الخليفة عمر (رضي الله عنه) فعزله .
لكن أهل البحرين قالوا إن الخليفة عمر يحبه ويحترمه، ويفكر بإعادته الى البحرين، وهنا فكر أهل البحرين بمكيدة ومؤامرة على المغيرة، لكي لا يعود لهم مرة أخرى، حيث جمعوا مبلغ 100 ألف دينار، وكلفوا شيخهم لكي يذهب إلى الخليفة عمر، ودخل الشيخ الى مجلس الفاروق، وقد كان بالمجلس المغيرة أيضاً.
قال شيخ البحرين مخاطبا عمر: "يا أمير المؤمنين، جئتك من البحرين وأهلها يقرؤنك السلام ومعي 100 ألف دينار وضعها عندي المغيرة الذي سرقها من بيت مال المسلمين، وها أنا أعيدها لك وانا شاهد على ذلك".
نظر عمر الى المغيرة فقال له: "ما قولك"؟
فقال المغيرة: "إنه لكاذب، فقد سرقت 200 الف دينار، وليس فقط 100 الف، فما أتى إلا بنصف المبلغ فما هو إلا بسارق".
فقال عمر: "فما حملك الى ذلك"؟
فقال المغيرة: "كثرة عيالي، وقلة ذات اليد، واحتجت هذا المبلغ، وها أنا اعترف أمامك بسرقة 200 الف دينار".
فأخذ الرجل يقوم ويسقط من شدة هول المفاجأة.
فقال: "والله لم يعطني أي دينار أو درهم، هذا المال جمعه أهل البحرين للكيد بالمغيرة، لكي لا تعيده اليهم".
فنظر عمر الى المغيرة، وقال له: "كيف فعلت ذلك"؟
فقال المغيرة: "هذا الرجل يتهمني بالسرقة، وهو يكذب فأردته ان اخزيه فأخزاه الله".
حكم القصة: حسنة لا بأس بها، وقد أخرجها أبو القاسم البغوي في "معجم الصحابة".

إمام وخطيب

محمد الفوزان

[email protected]

آخر الأخبار