"دبا الحصن للمسرح الثنائي" شهد عرض "الزبون الصعب"

كتب – مفرح حجاب:

تتواصل فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان المسرح الثنائي، الذي تنظمه إدارة المسرح بدائرة الثقافة في الشارقة وتجري فعالياته في المركز الثقافي لمدينة دبا الحصن. وشهد الجمهور في الليلة الثالثة من التظاهرة التي تختتم عروضها مساء اليوم، مسرحية "الزبون الصعب" لفرقة المسرح الكويتي، وهي من تأليف ماكس رينيه وإخراج سعود القطان، وتمثيل فهد الخياط، موسى بهمن. وتطرقت المسرحية إلى قصة زوج فقد زوجته وقصد مكتب الشرطة لمساعدته في العثور عليها، ولكنه بدلاً من أن يذهب إلى القسم المعني بالبلاغات المماثلة يصل إلى أمين مخزن المفقودات والمضبوطات في الشرطة.
العمل الذي قُدم باللغة العربية نهض على المحاورة بين الزوج وشرطي مخزن المفقودات، وهي محاورة تتحول إلى مواجهة مرة وفي مرة أخرى تتحول إلى مقابلة إدارية عادية. ومع تقدم لحظات العرض، يتكشف للمشاهد ان مشهد مجيء الزوج إلى مقابلة شرطي المخزن ظل يتكرر على مدار خمس سنوات، ففي كل مرة يأتي الزوج ويبلغ عن فقد زوجته ويصف ملامحها، وبالمقابل يطرح الشرطي الأسئلة ذاتها... ويتوتر الحوار بينهما ثم يتخفف ويغدو أقل حدة، إلخ.
في الندوة النقدية التي تلت تقديم العرض وأدارها المخرج والممثل العراقي فاروق صبري، تطرقت المداخلات إلى المقاربة الإخراجية، التي اعتمدها القطان لتجسيد النص على الخشبة، حيث أشار بعضهم إلى أن العرض بدا ملغزاً وغامضاً في مستويات عدة منه، فالزوج لم يظهر كما لو انه فقد زوجته، في كلامه وانفعالاته، كما ان موقف الشرطي من الزوج وبلاغه لم يكن مبرراً من الناحية الفنية. إضافة إلى ذلك تحدثت بعض المداخلات عن الكتل والاغراض التي احتشد بها الفضاء المسرحي ولم تكن موظفة جمالياً ودلالياً في الإطار العام للعرض ولم يكن واضحاً دورها في البناء العام للعمل.
ودافع المخرج عن خياراته، مشيراً إلى أنه استفاد من بعض الرؤى التي تضمنتها المداخلات المقدمة، وقال إنه أراد أن يبرز كيف صارت قيمة الانسان، سواء أكان مفقوداً أو زوجاً أو موظفاً، في مجتمع اليوم أدنى من قيمة الأشياء والحيوانات.
وكانت سبقت الندوة النقدية فعالية اجتماعية نظمتها دائرة الخدمات الاجتماعية، التي رعت اليوم الثالث، إضافة إلى معرض لعناصر من التراث المادي الإماراتي، بحضور العديد من الوجوه الاجتماعية في المنطقة. يشار إلى أن مهرجان دبا الحصن للمسرح الثنائي استهل فعاليات دورته الرابعة يوم 27 فبراير ويختتم مساء اليوم بالمسرحية العمانية "تفاصيل الغياب".