"دبر حالك"

سطام السهلي

ما يدور في المشهد الرياضي الآن من تداعيات وخيمة لجائحة فيروس كورونا المستجد، يدفعنا للمطالبة بضرورة الاسراع في انجاز ملف الاستثمار ودراسة جدوى تطبيق الخصخصة وافساح المجال لاستقطاب رجال الاعمال لبث الروح من جديد في الجسد الرياضي. الواقع الذين نعيشه الان يؤكد بما لا يدع مجالا للشك ان عودة الرياضة قد تشكل عبئا اضافيا على الحكومات التي تصارع على كل الجبهات لمكافحة انتشار وباء كورونا.
بالتالي فان مقولة "دبر حالك" ستصبح تأشيرة عودة الحياة للرياضة من جديد، فالنادي أو المؤسسة الرياضية التي تملك القدرة على اتخاذ كل التدابير الاحترازية دون تحميل الدولة اعباء اضافية ستكون قادرة على العودة، الامر الذي يفسر لنا قدرة الاندية الاوروبية على استئناف التدريبات بكل أريحية، بل وعودة المسابقات المحلية، وكأن فيروس كورونا اختفى من الساحة. ما يحدث الآن أبلغ دليل على ان فتح الباب على مصراعيه لزيادة أوجه الاستثمار وتوفير موارد اضافية لانعاش الحركة الرياضية هو الحل المثالي للتعامل مع مثل هذه الازمات، فلا نستغرب اذا علمنا بان أندية أوروبا تملك عيادات أفضل بكثير من مستشفيات منطقتنا العربية، ولديها القدرة على تدبر أمورها والتعامل مع كل المخاطر المحيطة باستئناف النشاط. أما، أنديتنا المحلية، فهي لا تستطيع الصمود ولو لمدة أسبوع من دون الدعم الحكومي، لذا فإن عودة الرياضة من جديد تحتاج الى دراسة متأنية، حتى لا تكون عبئا اضافيا على جهود الحكومة المبذولة لمكافحة الفيروس. ولم أستغرب ان تخرج بعض الاندية لوسائل الاعلام للمطالبة باعادة النظر في قرار عودة الرياضة لخطورة العودة على سلامة اللاعبين وكل منتسبي الحركة الرياضية، وهي بلا شك مطالب مشروعة، وتدفعنا جميعا لضرورة النظر لها بعين الاعتبار، خاصة أن امكانات الاندية تكاد شبه معدومة للتعامل مع هذا الملف الشائك.