دخول موسم البر يُلهب أسعار سوق الخيام

* سعر الخيمة رهن بمساحتها وطريقة خياطتها يدوياً أو مصنعياً
* فيرال: الموديلات الحديثة ذات الفك والتركيب تجتذب هواة البر
* مصطفى: خيمة الأجواء الصباحية تتحمل البرودة والغبار والحر
* سعيد: قضيت 30 عاماً في بيع الخيام وشرائها وأغلبها من باكستان

كتب ـ عبدالناصر الأسلمي:

يشهد سوق الخيام في منطقة الري، نشاطا مكثفا من الباعة، بهدف تلبية الطلب المتزايد على اقتنائها، وذلك بمناسبة انطلاق موسم التخييم الربيعي الذي انطلق منتصف الشهر الجاري، بعد غياب موسمين تقريبا بسبب جائحة "كورونا".
وتعد فترة التخييم التي تمتد حتى منتصف مارس، فرصة لاجتماع الأصدقاء والأقارب في أجواء مناخية تمتاز ببرودة الجو، وتتعدد فيها أوجه المتعة للكبار والصغار.
ويقصد مئات المواطنين السوق، سواء لإصلاح خيامهم القديمة، أو شراء أخرى جديدة استعدادا لهذا التقليد السنوي.
"السياسة" جالت في موقع سوق الخيام ورصدت آراء عدد من الباعة والزبائن، واطلعت على أسعار الخيم وأنواعها وما استجد على موديلاتها هذا العام.
وأوضح عدد من الباعة أن سعر الخيمة يتوقف على مساحتها وطريقة تصنيعها، فبعضها يصنع يدويا وبعضها الآخر داخل مصانع متخصصة، ويبدأ السعر من 100 دينار ويصل الى 300 دينار، وقد يبلغ 1200، بحسب المساحة والجودة والاقبال على موديل الصنع.
ويقول عبدالله فيرال، مسؤول بيع الخيام في احد المواقع، إن الخيام الكويتية تجتذب هواة البر، الذين يتقاطرون على اختيار الموديلات الحديثة منها، ذات الفك والتركيب، والتي لم يعد للحبال والأوتاد فيها مجال، مشيرا الى انها باتت مقصدا للزبائن باعتبارها بديلا عن الديوانية في فترة الشتاء، ويستخدمها البعض في حدائق منازلهم وباحاتها الصغيرة، ويبلغ سعر الواحدة منها ـ ذات المساحة 4×6ـ الى 500 دينار نظرا لجودة المادة التي صنعت منها.

أفضل الأنواع
أما محمد مصطفى، وهو عامل في مصنع للخيام، فيؤكد ان الخيمة ذات الاستخدام الصباحي هي افضل الانواع، لاسيما انها تتحمل الأجواء في الكويت سواء للشتاء وطلعات البر وهطول الأمطار، او حتى الصيف والغبار والشمس، فهي مصنوعة ومهيأة لتتحمل جميع الظروف المناخية المحلية التي تتميز بقساوتها صيفا وشتاء، حتى لو بقيت مدة من السنين.
من جهته، يرى متعهد الخيم محمد سعيد، والذي قضى اكثر من 30 سنة في بيعها وشرائها، ان أنواع الخيم كثيرة ومتعددة، وبعضها تتمتع بجودة فائقة لا يمكن لعوامل الطبيعة ان تؤثر عليها في مواسم البر والكشتات والتخييم.
وقال إنه يعمل على جلب الخيم وبيعها وتسويقها على الزبائن منذ ثمانينات القرن الماضي، ولديه زبائن كثر من الراغبين في الاستمتاع بمواسم البر الجميلة، وينصح الراغبين بشراء الخيم بنوع واحد منها او اثنين هما الافضل في السوق غالبا، حيث يجلب معظم الأقمشة التي تصنع منها الخيام من باكستان ويعمل في السوق صناع وخياطون وأغلبهم من باكستان أيضا، وتتنوع نوعية القطن التي تمثل المادة الأصلية للخيام وتختلف جودتها حسب قدرتها على حجب مياه الأمطار وهو ما ينعكس على أسعارها.

تأثيرات "الجائحة"
سوق الخيم في الري تأثر بما حوله من ظروف اقتصادية وصحية مرت بها البلاد خلال جائحة "كورونا"، كما تأثر بالتطور التقني في مسألة البيع والشراء، فلم يعد الحضور الشخصي مهما لدى البائع والشاري، بعد دخول وسائل التواصل الاجتماعي في العرض والطلب، مما نقل الناس نقلة كبيرة في موضوع شراء الخيام ومستلزمات التخييم كافة، وصار بعض الزبائن يعتمد على موقع إنستغارام لاختيار لون الخيمة وشكلها الخارجي إذ يحرص الباعة وأصحاب المصانع على وجود حسابات خاصة بهم تعرض الأشكال المختلفة من الخيام وما يميز كل منها عن الأخرى ليتولى الزبون بعد ذلك عملية الشراء وفق المواصفات المراد توافرها.
الزبون ابو عيد، يفضل الخيام ذات الموديلات القديمة، مؤكدا ان الخيمة ذات الحبال والأطناب هي الأفضل بالنسبة له على الإطلاق، حيث ان خيم الفك والتركيب لا يمكنها مقاومة الهواء الشديد في البر والأماكن الفضاء، لاسيما ان أي عاصفة مطرية او هوائية تجتاج موقع التخييم تتطلب مرونة وتعاملا خاصا لأصحاب الخيام معها.
ولفت الى أن موضوع شد الخيمة وبقائها على هيئة واحدة في وجه العواصف المطرية والهوائية يحعلها عرضة للتلف والتكسير من الداخل، بل لا بد من حبال تجعل من الخيام اكثر مرونة في وجه المتغيرات الجوية البرية، فاليوم المشمس غير الممطر، كما يختلف عن اليوم العاصف.