دراما رمضان والحظر وجهاً لوجه اليوم

كتب - مفرح حجاب:

تواجه بعض الأعمال الدرامية، التي تصور حالياً في الكويت تحدياً جديدا من أجل استكمالها، حيث يفترض أن تعرض على شاشة رمضان المقبل، فبعد أن أعلن عن بدء سريان حظر التجول الجزئي، اعتبارا من اليوم سيكون أمام المخرجين والمنتجين جهود مهمة، حيث مازال هناك العديد من المسلسلات تستكمل تصوير مشاهدها من بينها "الناموس، شليوي ناش، بيت الذل"، وإن كانت هذه الأعمال تكاد تكون أوشكت على الانتهاء، لكن المشكلة ان هناك بعض الأعمال كان يفترض بدء تصويرها هذا الأسبوع من أجل اللحاق بشهر رمضان لكن يبدو أنه قد يتم تأجيلها.
ومن تابع الدراما الموسم الماضي سيجد أن هناك بعض الأعمال تم استكمال تصويرها بصعوبة بالغة من بينها المسلسل التراثي "محمد علي رود"، الذي كان مزمعاً أن يتم تصوير أجزاء كبيرة منه في الهند، إلا انه قد تم بناء ديكور كبير وتم اكماله في الكويت بسبب تفشي فيروس "كورونا" وتطبيق حظر التجول وإغلاق المطار، كذلك تم إيقاف تصوير مجموعة من الأعمال من بينها مسلسل "أبشر بالسعد" وغيره وأكملت بعد رمضان.
المشكلة الكبيرة التي تواجه العديد من المخرجين في هذه الفترة أن الوقت المسموح به بالنسبة لهم قصير جدا، فضلا عن انه قد يتم إلغاء مشاهد الليل بالكامل، حيث ان الجميع سيحاول مغادرة اللوكيشن عند الساعة الرابعة عصرا، الأمر الآخر ان مثل هذه المتغيرات تكبد الإنتاج خسائر كبيرة جدا، لا سيما أن معايير الجودة لا يمكن المغامرة بها في كل الأحوال، إذا وضع في الاعتبار أن الدراما الكويتية تعرض على قنوات كبيرة مثل mbc وكذلك تلفزيون أبوظبي وقناة دبي وتلفزيون الكويت، وجميعها لديها معايير في الجودة لا تتنازل عنها، فضلا عن أن الموسم الماضي رغم الظروف المشابهة الا ان الدراما الكويتية كان لها حضور كبير وعرضت بجودة عالية، لكن المشكلة دائما يتحملها المنتج وكذلك المخرج الذي يبذل جهودا مضاعفة حفاظا على اسمه.
يحسب هنا للفنانة الكبيرة حياة الفهد، اختيارها بذكاء تصوير مسلسل "مارغريت" في مملكة البحرين، وهو الأمر ذاته الذي فعلته الفنانة هدى حسين، التي تصور هناك حاليا مسلسل "كف ودفوف"، وتتعاون فيه مع المؤلف د.حمد الرومي والمخرج منير الزغبي للمنتج جمال سنان ويشاركها البطولة مجموعة من الفنانين بينهم شيماء علي وإبراهيم الحساوي ومنيرة محمد وغيرهم، ولعل تصوير مثل هذه الأعمال حاليا في مملكة البحرين سيكون مريحا بدون أدنى ضغوط بسبب حظر التجول الجزئي الذي يبدأ تطبيقه اعتبارا من اليوم.
لكن برغم تلك المتغيرات يبدو واضحا ان الدراما الكويتية ستشهد موسما كبيرا في رمضان المقبل بسبب الطلب الكبير عليها بعدما كانت الملاذ المهم للجمهور في العام الماضي نتيجة تواجد الجميع أمام الشاشة أو عدم الانشغال في أمور أخرى نتيجة تفشي جائحة "كورونا"، وحظر التجول لدرجة ان بعض القنوات أعادت عرض الكثير من أعمالها، وقد دفع ذلك العديد من المنتجين إلى البدء مبكرا في تصوير الكثير من الأعمال منها "الوصية الغائبة، الروح والرية، أبشر بالسعد، أمينة حاف، مطر صيف، غريب، بوطار، رد اعتبار، سما عالية، درب الهوى، البعد عنها غنيمة، أنا أحبك بعد، ياما كان وكان" وغيرها، حيث استفاد مجموعة من المنتجين والمخرجين من عدم إكمال بعض المسلسلات في العام الماضي وبدأوا مبكرا خوفا من تطبيق الحظر، وفعلا عندما عاد تطبيق الحظر الجزئي ثانية كانت غالبية تلك الأعمال انتهت من التصوير.
يبقى أمر مهم للغاية يجب ان يوضع في الاعتبار وهو أن التضييق على صناعة الدراما في الكويت سيكون له أثر كبير في هجرتها للخارج ومطلوب ان يتم احتواؤها في تلك الظروف، لاسيما انها أصبحت وجها حضاريا للكويت، فضلا عن انها تشكل مصدرا اقتصاديا كبيرا للعديد من الفنانين والفنيين إذا وضع في الاعتبار ان في الكويت كوادر بشرية أكاديمية مدربة وتعمل في هذا المجال منذ سنوات طويلة.