درس حردان

طلال السعيد

حردان عبد الغفار التكريتي كان نائبا للرئيس العراقي، ووزيرا للدفاع، ومن اقوى الضباط في وقته، ثم اختلف مع البعث فأبعدوه، وعين فترة سفيرا للعراق، ثم منع من العودة للعراق، واخيرا استقر في الكويت في فيلا على حساب الحكومة.
راجع المستشفى الاميري بصحبة السفير العراقي فكانت نهايته بعد ان اطلق عليه الرصاص مسلح، وتوارى عن الانظار تبين فيما بعد انه ديبلوماسي في السفارة العراقية غادر الكويت بعد الاغتيال مباشرة بسيارة السفارة برا الى العراق!
كان اغتيال حردان درسا للاجهزة الكويتية المختصة في ذلك الوقت، التي اكتشفت ان هناك خلايا كثيرة نائمة في الكويت، وخصوصا للمخابرات العراقية التي كانت تعيث في البلاد فسادا، معتبرة ان الكويت ساحة متاحة لانشطتها الإجرامية، ونظرا الى قرب الكويت من العراق فكل الساسة العراقيين الهاربين من العراق يمرون في الكويت، ويمنعهم خوفهم من ملاحقة الاستخبارات العراقية من الاستقرار فيها، فهم يعرفون نشاط الاستخبارات العراقية على ارض دولة الكويت.
حاولت الاجهزة المختصة في ذلك الوقت الحد من نشاط سفارة العراق الاستخباري فنجحت في بعض الاحيان، وفشلت احيانا كثيرة حتى وقع الغزو ليظهر العجب العجاب، ولا نريد ان ندخل في التفاصيل.
اهم ما في الامر ان دولة الكويت لم تستفد من درس اغتيال حردان، وتركت الساحة الكويتية مكشوفة من دون غطاء أمني يحصنها، وفي وقتنا الحاضر هناك جاليات بأعداد كبيرة في الكويت من المستحيل ان تخلو من عناصر مجندة من الاستخبارات، قد تكون في الوقت الحالي خطورتها على الجالية نفسها، لكن من يضمن انها ستتوقف عند هذا الحد؟
لا يخفى على الحكومة ايضا ان هناك خلايا نائمة من حزب الاخوان المسلمين قدموا الى الكويت في وقت حكم مرسي لمصر، واستقروا هنا، وتستطيع معرفتهم من اسماء الشركات والكفلاء الكويتيين، فكلهم من المنتمين للحزب نفسه، وسبق وان سلمت الكويت عددا منهم لمصر بعد الطلب المصري، لكن من تم التخلص منهم اعداد بسيطة نسبة الى عدد الموجودين!
أخيرا النسبة الاكبر من مزوري الجنسية هي من جنسية واحدة فقط، لهم اساليبهم بتزوير الجنسية، والمبالغ التي دفعوها في ذلك الوقت يعجز العامل العادي عن دفعها، فهل تستبعد الحكومة ان تكون خلفهم اجهزة استخبارية تدفع لهم؟
زبدة الحديث ان الساحة الكويتية بحاجة ماسة الى تنظيف من النشاطات الاستخبارية للصديق والعدو، ومكافحة للتجسس بشكل جدي، والضرب بيد من حديد على الخلايا النائمة قبل ان تصحو، ومهم جدا ان لا تطلب الحكومة من ثلاثة مكاتب وعشرة افراد يشكلون قسم مباحث الجنسية تنظيف ملفات الجنسية من التزوير، ما لم يحول هذا القسم الى ادارة عامة تعطى صلاحيات وتطلق يدها...زين.

[email protected]