درع الجزيرة

طلال السعيد

كان قيام مجلس التعاون لدول الخليج العربية حلما لشعوب المنطقة، ثم اصبح حقيقة لدرجة جعلت جيلنا الحالي يشعر انه خليجي الانتماء، وتجسدت أهمية المجلس في وقت احتلال الكويت حتى تم التحرير، لدرجة انك لاتعرف صاحب القضية، فكل ابناء الخليج كانوا أصحابا للقضية حتى تم تحرير الكويت، ثم دب الخلاف بين اعضاء المجلس لدرجة أعيت عقلاء المجلس الذين لم يستطيعوا حل الخلاف المتفاقم الذي يهدد وجود مجلس التعاون، وللعلم الخلاف سياسي بحت، عكس إرادة الشعوب التي لاتزال متمسكة بالوحدة الخليجية، ولاتعرف لنفسها هوية سوى الهوية الخليجية، ولا تعرف بالمنافذ الجوية والبرية اسما سوى منفذ مواطني مجلس التعاون.
الان المنطقة تمر في أصعب الظروف بل تكاد المنطقة تشتعل بِنَا في وقت لم نعد نعرف به من معنا ومن ضدنا، ومن لنا، ومن علينا، فإن لم نرحم بَعضنَا لن نجد من يرحمنا !!
استهداف معامل تكرير النفط في بقيق وخريص رسالة واضحة لكل دول مجلس التعاون التي يعرفون مواقع نفطها معرفة دقيقة، وقد تكون اقرب لهم من بقيق وخريص، وقد تستهدف في يوم من الايام كما استهدفت "أرامكو" السعودية، فنحن في منطقة اجتمع علينا فيها كل عدو وحاقد وحاسد، والادهى والامر، اننا نعاني من انقسامات داخل مجلس التعاون؛ ليس لها ما يبررها ولأسباب قد تكون صحيحة او منطقية في وقت مضى، اما الان فقد تغيرت الظروف وما يجري بمنطقتنا يفرض علينا العودة الى ما كنا عليه من قبل فلا وقت حاليا للخلافات، فما جرى هناك سوف يجري هنا وكلنا مهددون.
المشكلة الحقيقية، اننا كلنا، مواطن ومسؤول، نعرف هذه الحقيقة جيدا وما زلنا نكابر، وهوة الخلاف بيننا تتسع، وكل منا يحمد الله ان الحريق في بيت أخيه، وليس في بيته وهو يعلم علم اليقين ان الدور عليه عاجلا ام اجلا، فهل نتوقف عند هذا الحد لنفتح صفحة جديدة، وهل نتوقع دعوة عاجلة اوطارئة لقمة مجلس التعاون لمناقشة اوضاع المنطقة الملتهبة، والاستعدادات لها على مستوى جماعي، وتفعيلا لاتفاقية الدفاع المشترك وقوات درع الجزيرة...زين؟