السبت 28 سبتمبر 2024
38°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

درعا: قصف متبادل ينتهك "التسوية" ويرجئ إجلاء رافضيها إلى الشمال

Time
الأحد 08 يوليو 2018
View
5
السياسة
عمّان، عواصم- وكالات: شهد اتفاق وقف إطلاق النار في محافظة درعا جنوبي سورية، أمس، انتهاكات إثر قصف متبادل بين فصائل المعارضة المسلحة وقوات النظام، واكبته غارات للطيران السوري أوقعت أربعة مدنيين قتلى، بحسب "المرصد السوري لحقوق الإنسان"، الأمر الذي تسبب بتأجيل إجلاء المقاتلين والمدنيين الرافضين التسوية مع قوات النظام، في وقت أعلنت الأمم المتحدة أن معظم السوريين النازحين قرب حدود الأردن، الذين بلغ عددهم الأسبوع الماضي 95 ألفاً، عادوا إلى الداخل السوري.
وفي تصريح لـ"فرانس برس"، قال مدير "المرصد" رامي عبدالرحمن، إن "قوات النظام شنت صباح اليوم (أمس) ضربات جوية على بلدة أم المياذن في ريف درعا الجنوبي الشرقي، ما أسفر عن مقتل ثلاثة مدنيين. وبعد القصف العنيف، بدأت تلك القوات باقتحام البلدة" الواقعة شمال معبر نصيب الحدودي مع الأردن. واستهدفت المقاتلات السورية أيضاً الأحياء الواقعة تحت سيطرة الفصائل المسلحة في مدينة درعا، ما أدّى لمقتل مدني، بحسب المصدر ذاته.
وقبل ذلك، استهدف مقاتلو الفصائل رتلاً لقوات النظام على الطريق الدولي قرب أم المياذن ما تسبب بمقتل وإصابة عدد من عناصر القوات الحكومية، لترتفع بذلك حصيلة قتلى العملية العسكرية، التي بدأت في 19 يوينو الماضي، إلى 162 مدنياً، غالبيتهم في قصف لقوات النظام والطيران الروسي، بحسب "المرصد".
إلى ذلك، قال ناطق باسم الفصائل المسلحة، أمس: "حصل قصف متبادل بين الطرفين، فتأجلت أول دفعة" لإجلاء المقاتلين المعارضين إلى الشمال السوري، بموجب الاتفاق الذي أبرم بين الفصائل ومفاوضين روس يوم الجمعة الماضي.
وكان من المفترض أن تبدأ عملية إجلاء غير الراغبين في التسوية صباح الأحد بعد تجهيز مئة حافلة لنقل الدفعة الأولى منهم، وفق الناطق الذي أشار إلى أنها تأجلت إلى وقت لاحق "يومان تقريباً".
إنسانياً، أعلنت الأمم المتحدة أن معظم السوريين النازحين قرب حدود الأردن، البالغ عددهم 95 ألفاً، عادوا إلى الداخل السوري. وقال المنسق المقيم للأمم المتحدة والشؤون الإنسانية في الأردن أندرس بيدرسن، خلال مؤتمر صحافي أمس: "نحو 150 إلى 200 نازح فقط، موجودون الآن قرب الحدود في المنطقة الحرة السورية- الأردنية عند معبر جابر (المسمى نصيب على الجانب السوري) ومعظمهم من الرجال".
وأشار بيدرسن إلى أن معظم النازحين عادوا إلى قراهم وبلداتهم، مؤكداً: "لا يمكن الآن تحديد العدد الإجمالي للنازحين في الجنوب السوري ككل بسبب الأوضاع هناك (...) كل ما نعرفه أن هناك عدداً كبيراً من النازحين جنوبي سورية، وفي الجنوب الغربي خصوصاً".
على المقلب الإسرائيلي، يرى محللون أن العملية الواسعة، التي بدأها الجيش السوري وحلفاؤه في 19 يونيو الماضي ضد مواقع الفصائل المسلحة في محافظة درعا، و"انتهت بهزيمة" قوات المعارضة، بحسب الناطق باسم "غرفة العمليات المركزية في الجنوب" إبراهيم الجيباوي؛ تمت هذه المرة بـ"ضوء أخضر إسرائيلي".
ومن المقرر أن تستكمل المحادثات، التي ستعقد في موسكو هذا الأسبوع بين الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وضع أسس اتفاق دائم، شاركت فيه، بشكل مباشر أو غير مباشر، الولايات المتحدة وإسرائيل وسورية وروسيا وإيران.
وخلال المعارك، التي شهدتها درعا في الأيام القليلة الماضية، أبلغت إسرائيل النظام السوري، عبر روسيا والولايات المتحدة، أنها توافق على انتشار قوات الجيش السوري في المنطقة الحدودية مع الجولان المحتل. وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأسبوع الماضي، أن رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية جوزيف دانفورد نقل إلى النظام السوري رسالة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلي غادي آيزنكوت، رسمت "خطوط إسرائيل الحمر فيما يتعلق بالمعارك الجارية في منطقة درعا".
وهذه "الخطوط الحمراء"، بحسب الصحيفة، تتعلق برفض إسرائيل المطلق وجود قوات تابعة لإيران أو "حزب الله" اللبناني جنوبي سورية، إضافة إلى التزام نظام الأسد باتفاقية فصل القوات لعام 1974، وبالبنود التي تحدد طبيعة الأسلحة والقوات السورية التي يمكن لها دخول المنطقة الحدودية.
وبحسب "هآرتس" أيضاً، فإن الجيش الإسرائيلي أكد أنه "لن يرد على كل تحرك لدبابة سورية هنا أو هناك، لكنه يتوقع التزاماً سورياً باتفاقية فصل القوات لعام 1974، مثلما كان الوضع منذ توقيعها"، وأنه سيراقب المنطقة ويسعى لمعرفة هوية القوات العاملة باسم الجيش السوري فيها.
ويؤكد خبراء ومحللون أن "الضوء الأخضر الإسرائيلي" أسهم في تغير الموقفين الروسي والأميركي من تقدم قوات النظام السوري للسيطرة على الجنوب السوري؛ فحتى مايو الماضي كانت الولايات المتحدة تحذر من أي تحرك سوري نحو مناطق "خفض التصعيد" جنوبي سورية، كذلك كانت القوات الروسية، بدورها، تمنع تقدم قوات النظام نحو درعا.
آخر الأخبار