دروس الهجرة

طلال السعيد

الهجرة النبوية على صاحبها افضل الصلاة والسلام دروس وعبر، لا نستطيع احصاءها مهما عملنا، ومنذ بداية التاريخ الهجري وكل الدارسين والباحثين يتناولون جانبا من جوانبها، لكن لا يزال هناك الكثير... الكثير الذي لم يصل الى معناه احد، وما نود تناوله في هذه المقالة، وهو مشروع الدولة الاسلامية الذي بدأ منذ اليوم الاول الذي وصل به الحبيب المصطفى (صلى الله عليه وسلم) الى المدينة المنورة، حين باشر ببناء المسجد النبوي في المكان الذي بركت فيه الناقة.
وقد ساهم النبي المصطفى في بناء المسجد بيديه الشريفتين ليكون المسجد مقرا للدولة الاسلامية، تنطلق منه الفتوحات فقد، كانت هناك رسالة امر الخالق عز وجل نبيه بنشرها في العالم كله، بدأت ببناء المسجد واكتملت في حجة الوداع، ليحمل الرسالة خلفاء النبي، ولكل منهم هدف واضح عمل على تحقيقة.
من هنا جاء الدرس النبوي الذي يجب ان يقتدي به الجميع، فلا معنى لحياة من دون رسالة، بل يجب ان يكون لكل منا رسالته في الحياة، وهدفه الذي يسعى الى تحقيقه على مستواه الشخصي، والمستوى الوطني، فالمسألة ليست مسألة دوام وراتب تتسلمه في اليمين لتفرقه بالشمال على التزاماتك، ثم تنام لتقوم الصبح للدوام من جديد، وتنتظر الراتب المقبل.
المسألة رسالة وهدفا تسعى الى تحقيقة على مستوى اسرتك الصغيرة، التي هي مسؤوليتك، واسرتك الكبيرة وطنك الذي لا يصلح الا بصلاح الفرد فيه، فقد اهمل ارباب الاسر اسرهم، وانتشرت الآفات الاجتماعية، واهمل المواطن دوره الوطني فنخر الفساد بلدنا!
يجب ان تتكاتف الايدي من اجل الاصلاح، كل من زاويته، ولا يستهين احد بدوره قبل ان يصحو احدنا فيجد نفسه جزءا من هذا الفساد الذي ازكم الانوف.
بالامس مواطن بسيط صور "نسافات" ترمي الانقاض في اماكن غير مرخص برمي الانقاض فيها، وتم القاء القبض على المخالفين وابعادهم، وقبله مواطن آخر بسيط صور عمالا يرمون المخلفات في مناهيل الصرف الصحي، وتم القاء القبض عليهم.
لم يستهن واحد منهما بدوره في مكافحة الفساد، فهؤلاء اصحاب رسالة، وهكذا يجب ان نكون كلنا هدفنا حفظ وطننا، ورسالتنا السامية المساهمة مع الجهات المتخصصة في محاربة الفساد، عندها فقط نؤدي رسالتنا... زين.

[email protected]