دروس حياتية عن الاعْتِدال

حوارات

يشير الاعْتِدال في سياق هذه المقالة الى عدم تجاوز الحدود المنطقية، في القول والفعل في الحياة الخاصة، وأثناء تعامل مع الآخرين، ومن بعض ما أعتقد أنها دروس حياتية مهمة عن الاعْتِدال، نذكر ما يلي:

• تزهد النفس الإنسانية في ما يمكنها الحصول عليه بسهولة، ويزداد تعلّق وطلب الانسان للشيء إذا منع منه، فلا تكن سهلاً ومتيّسرًا ومتاحًا بإفراط للآخرين حتى لا يعتبرونك مسلّمة بالنسبة لهم، والألفة المفرطة ستولّد حتمًا الاستخفاف، وأحيانًا ربما ستفضي الى الازدراء.
• الإِسْراف في تضييع الوقت الشخصي على الأمور التافهة أسوأ من الإسراف في المال، فالأول لا يمكن تعويضه إذا فقد، أمّا الثاني (المال) فهو متاح لمن يسعى بجدّ وراءه، فكُن معتدلاً وعمليًّا في كيفية صرفك لوقتك.
  -خير الأمور أوسطها، فلا تشغف بإفراط، ولا تميل بإفراط، ولا تتأثر بإفراط، ولا تنبهر بإفراط، بل كن معتدلاً طوال الوقت.
• لا تُفرط في مدحك، ولا ذمّك للآخرين، فكم من صديق تحوّل عدوا، وكم من عدوّ لدود تحوّل حليفا وصديقا صدوقا.
  -كلما التزم المرء بالاعتدال في ردود أفعاله تجاه ما يتعرّض له من صعوبات في العالم الخارجي، كلما أصبح أكثر قدرة على التعامل معها بشكل مناسب وبنّاء.
• المعتدل وجدانيًّا هو الأكثر قدرة على فهم مشاعره، ومشاعر الآخرين، وهو الأنجح في علاقاته الاجتماعية.
  -الاعتدال في الاتكالية على الآخرين: اِستعن بالآخر، وأحِل إليه مسؤولية الإيفاء ببعض الواجبات، فقط عندما تعمل معه على تحقيق أهداف مشتركة.
• التَّبَعِيَّة الفكرية: حري بالعاقل ألاّ ينغمس في تبعية عمياء للتوجهات الفكرية الطاغية في بيئته المحيطة، وأن يتجنّب الوقوع في شراك التصنيف السلبي، فلا تميل كل الميل، ولا تنجرف مع التيّار، لكن قارب وباعد، وأصقل مهاراتك الفكرية عن طريق التعامل مع الأفكار الخارجية بشكل حيادي.
• الاعتدال في العلاقات الأسرية: بعض أسباب تأزّم العلاقات الأسرية تتمثل في الإفراط في عدم احترام حدود الحريّة والخصوصية والحقوق الشخصية.
  وعدم الاكتراث بمشاعر الأشقاء، والإفراط في التوقعّات اللامنطقية حول واجبات ومسؤوليات الطرف الآخر.

كاتب كويتي

د. خالد عايد الجنفاوي

@DrAljenfawi