الثلاثاء 24 يونيو 2025
34°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
المحلية

دروس من رحم الأزمة... تنويع الدخل والاعتماد على التكنولوجيا

Time
الثلاثاء 31 مارس 2020
View
5
السياسة
ناصر بن نواف
أجهزة الدولة قامت بأعمال إيجابية ومطلوب الاستمرار


بدر البيدان
الأزمة علمت الشعب الصبر ومطلوب
ترشيد الإنفاق


د. أحمد سلامة
ديمومة السلوكيات الجميلة والتكاتف الاجتماعي


د.العبد الجادر
خطط إصلاحية متعددة الجوانب للنهوض بالاقتصاد




تحقيق- ناجح بلال:


في مقابل ما خلفته أزمة "كورونا" من تداعيات وحظر التجول الجزئي واجراءات تصب لصالح الحد من انتشار هذا الوباء في الكويت، هناك اسئلة تطرح نفسها في خضم تلك الأزمة وهي: ما الايجابيات التي ظهرت خلال هذه الازمة والتي يفترض إستمرارها بعد زوال الغمة؟ وما السلبيات التي خلفها هذا الوباء على الاوضاع الاقتصادية وغيرها التي يمكن تلافيها في المستقبل؟ وهل يمكن ان يتحول كل شيء في الكويت مستقبلا للتعامل من خلال الانترنت؟ هذه الاسئلة وغيرها أجاب عنها فعاليات مختلفة حيث اكدوا لـ"السياسة" على ضرورة الاستفادة من تلك الازمة بشتى الطرق من خلال رصد الايجابيات مع اهمية العمل على نتويع مصادر الدخل في البلاد حتى لايظل الاقتصاد الوطني عرضة لسلعة احادية الدخل الى مالانهاية. وإليكم التفاصيل: بداية، يقول المستشار الإداري د.عبدالله فهد العبد الجادر: مع ظهور فيروس كورونا وانتشاره في البلاد أدى لوجود أزمة حقيقية تتطلبت فرض إجراءات حكومية صارمة لمنع المزيد من انتشار عدوى كورونا، مشيرا إلى اهمية أن تجند الدولة كل طاقتها من اجل تنويع مصادر الدخل حتى لا يظل الاقتصاد الكويتي عرضة لسلعة احادية الدخل الى مالانهاية، خاصة وأن اسعار النفط في هذه الازمة تهاوت كثيرا بسبب ازمة كورونا.
وطالب العبد الجادر بأن تتخذ الحكومة الكثير من الخطط الاصلاحية متعددة الجوانب للنهوض بالاقتصاد مع أهمية استخدام التكنولوجيا في انهاء معاملات المراجعين في المستقبل وليس الآن فقط، كما يتطلب الامر من هيئة تقنية المعلومات والاتصالات والجهاز المركزي لتكنولوجيا المعلومات ان تقوم بوضع خطة وتطبيقها لتوفير التطبيقات والانترنت اللازم مجانا لخدمة المواطنين في انجاز معاملاتهم ولخدمة الموظفين الذين من الممكن انجاز اعمال المراجعين وهم في بيوتهم وكذلك لخدمة الطلبة في جميع المراحل لاستمرارهم في دراستهم وهم في المنازل مستقبلا. ولفت الى أن فترة حظر التجول الجزئي الراهنة من 5 مساء الى 4 فجرا ساهمت في تغيير نمط الحياة، ومنها اعتماد الناس في تواصلهم مع اقاربهم واصدقائهم من خلال المكالمات بالهواتف النقالة والإنترنت ووسائل التواصل الاجتماعي مما أدى لقيام شركات الاتصال الكويتية الثلاث بمنح انترنت ومكالمات مجانية لفترة شهر.
واقترح العبد الجادر توفير احتياجات الأسر من غذائية وغيرها مما يحتاجونها في منازلهم من خلال شركات التوصيل لهم برسوم مخفضة ويمكن تفعيل هذا الجانب حتى بعد انتهاء الازمة. ويرى المهتم بالشؤون الاجتماعية والناشط بدر البيدان أن أزمة كورونا الراهنة يفترض أنها علمت المواطن والمقيم الصبر والهدوء النفسي. كما بينت مدى حب الدولة لشعبها ولكل من يعيش على أرضها ولذا يجب على الجميع بعد انقشاع هذه الازمة أن يعيدوا حساباتهم وأن يكون ولائهم الاول للكويت ولصاحب السمو امير البلاد حيث علمتنا الأزمة الراهنة أن دولتك هي من تقف بجوارك فقط وهى من تحميك وتحافظ عليك وتحمي صحتك. وذكر البيدان أن هذه الأزمة يجب أن تعلمنا الارشاد وعدم الاسراف مع ضرورة الاستغناء عن عاملات المنازل قدر الامكان، خاصة وأن الزوجات الكويتيات في تلك الأزمة تقمن الآن بإدارة شؤون البيوت كما على الآباء والأمهات أن يغرسوا في عقول الابناء القيم الجميلة بمناسبة هذه الاحداث غير العادية. كما يجب على اولياء الامور ان يعلموا اولادهم القراءة والثقافة في تلك الفترة. واوضح البيدان أن تلك الازمة أيضا يجب ان تغير نظر الكثير للحياة ولذا لابد الابتعاد عن مظاهر الكشخة والبذخ حيث بينت تلك الأزمة أن الرفاهية لا تدوم.

فزعة وطنية
من جانبه، يقول أحد وجهاء قبيلة مطران ناصر بن نواف: إن الدولة قام بمجهودات رائعة فوق العادة لحماية المواطنين والوافدين من انتشار فيروس كورونا، لافتا الى أن الحكومة عليها أن تحافظ على الجوانب الايجابية التي ظهرت خلال هذه الازمة، حيث خفت الحوادث المرورية بعدما التزم الجميع بقرارات الدولة.
وأفاد أن الشعب الكويتي عليه أن يحافظ على العادات الجميلة التي ظهرت خلال الازمة، خاصة وان الخلافات الاسرية تراجعت وهذه فرصة ايجابية للم شمل الأسر. وبين أن من أن الايجابيات الجميلة التي ظهرت خلال هذه الازمة تطوع الكثير من الشباب الكويتي في فرق وجمعيات خيرية وهذا ليس بجديد على الكويت ولكن الوضع يستلزم بعد انتهاء الازمة ان تدعم الدولة الشباب الكويتي بقوة وتمنحهم الفرصة الكافية في المناصب القيادية.
وقال: إن الدولة التي وفرت المواد الغذائية في البلد خلال تلك الازمة ولكن ينبغي على الحكومة ان تهتم بالزراعة بشكل اساسي حتى لا تضطر الدولة لاحتياج المواد الغذائية من الخارج في حالة وجود ازمات اخرى في المستقبل ويجب كذلك العمل على تنويع مصادر الدخل والاعتماد على الكوادر الوطنية في القطاع الخاص مع الاحتفاظ فقط بالعمالة الوافدة المنتجة.
بدوره، يقول استاذ علم النفس د.احمد سلامة: إن فترة حظر التجول الراهنة للحد من انتشار فيروس كورونا تستدعي تكاتف الجميع من اجل القضاء على هذا الوباء، لافتا الى أن الدولة عليها أن تأخذ العبر الايجابية من تلك الازمة، خاصة فيما يتعلق بسلوكيات البشر، لافتا إلى أن هذه الازمة خلفت تعاملات ايجابية بين الازواج وقضت على العنف نوعا.
وأشار إلى ان الدروس المستفادة من تلك الازمة انها علمت الناس الترشيد وعدم الاسراف وابطلت التجمعات السلبية، لافتا إلى أن معدن الانسان الاصيل يظهر دائما وقت المحن ولذا يجب ان تكون هذه الازمة دافعا للانسان ان يحسن من نفسه ومن شأن اولاده واهل بيته وهى فرصة للاقلاع عن الادمان والتدخين كما على الزوجة ان تستغل الفترة الراهنة في تعليم اولاها القيم الجميلة مع ضرورة عدم الاعتماد على عاملات المنازل.
وبين سلامة ان كل دولة عربية وغيرها عليها ان تعتمد على نفسها مستقبلا في العناية الصحية وفي توفير الغذاء وخلافه.

أسعار النفط تتهاوى
وذكر الخبير الاقتصادي ومسؤول احدى شركات التمويل المالي حمدان الزايد أن ازمة كورونا ستعصف باقتصاد معظم الدول الكبرى والنامية وربما تتهاوى اسعار النفط اكثر مما هو حاصل الان مما سيؤثر حتما على اقتصادات دول الخليج التي تعتمد على النفط بشكل اساسي ولذا فعلى دولة الكويت ان تستعد لفترة ازمات اقتصادية بعد انتهاء وباء كورونا مما يستلزم ان تعوض الدولة بعض الشركات التي ستتضرر من وباء كورونا حتى لايتم اغلاق الكثير من الشركات وفي نفس المقابل لابد على الدولة ان تفرض ضرائب على القطاع الخاص طالما ان الدولة تحميه وقت الازمات. ولفت الزايد الى أن الكويت عليها ان تجذب استثماراتها الخارجية للسوق الكويتي من اجل انشاء مدن صناعية كويتية تغني الكويت عن الاستيراد من الخارج. كما يجب التوسع في الزراعة بكل انواع المحاصيل حتى لانظل في احتياج المواد الغذائية من الخارج الى ما لا نهاية. واشار الزايد الى ان فترة الحظر هذا عودت المواطنين وغيرهم على جلب موادهم الغذائية عبر الانترنت. كما عودت الموظفين في بعض المؤسسات على العمل في البيت وارسال نتاج اعمالهم عن طريق الموبايل او الكمبيوتر مما يستلزم على الاعتماد على هذا الجانب مستقبلا عندما تتعرض البلد لبعض الازمات.
وأكد ان وزارة الداخلية لها تجارب رائعة في تجديد اقامة الوافدين عبر الانترنت او تجديد البطاقة المدنية ولكن هذا الامر يجب ان يكون شاملا لكل الوافدين حتى لا يكون الامر مقتصرا فقط على عمالة القطاع الخاص او العمالة المنزلية.
آخر الأخبار