بيروت ـ "السياسة": عشية ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري الـ 16، زار مفتي الجمهورية الشيخ عبداللطيف دريان، أمس، ضريح الرئيس الشهيد في وسط بيروت.وقال دريان، بعد قراءة الفاتحة، "نستفقده، نستذكره في هذه الأيام، نحتاجه، نعم كثيراً نستفقده، وكثيراً نستذكره، ونحتاج إليه أكثر، نحتاج إلى حضوره، إلى سعة صدره، تفهمه، حيويته، مبادراته، جرأته، اندفاعه، يقظته، إنسانيته، وطنيته، تواضعه، قدراته اللامتناهية، صبره وقوة بصيرته، احتوائه لبنان، كل لبنان، للبنانيين كل اللبنانيين".وقال، "هدموا بيروت، يا دولة الرئيس، بيروت التي أعدت بناءها وإعمارها ورددتها الى أهلها وللوطن، وحملتها إلى العالم وحملت العالم إليها، بفخر واعتزاز، هدموها، أشعلوا النيران فيها، جعلوها رماداً، وتركوها، استغنوا بوجوههم عنها، وبات العالم يسأل عنها وعنا، ولا من يجيب، يا دولة الرئيس، ما من مجيب، ترك اللبنانيون لمصيرهم، وترك لبنان لقدره، ما عاد أحد يسأل، ولا أحد يتجرأ على السؤال، أضاعوا الوطن، هدموا الاقتصاد، فرطوا بالأمانة، أشاعوا الفوضى وتركوا الناس في حالة ضياع، لا أمن ولا أمان، ولا راع ولا رعاة، ما همهم، والناس، الناس تكتوي من القهر والجوع وذل السؤال، هل تصدق، اللبنانيون، يلهثون وراء لقمة عيشهم، يستعصي الأمر على التصديق، ولكنها الحقيقة المرة، وقد يكون كل ذلك مقبولاً، أيعقل ذلك؟ ولكن ألا تجد من يسأل، من لا يسمع أنين الناس، من لا يرى دموع المفجوعين والمتألمين، فأمر لا يصدق، هي مأساة ما بعدها مأساة، ماذا يعمل اللبنانيون مع فقدان البصيرة، نعم، يا دولة الرئيس، نحن في حالة فقدان البصيرة".وأضاف، "غدروا بك وقتلوك، من اغتالك أراد اغتيال لبنان، وهم حالياً يمعنون في قتله واغتياله ومحاصرة شعبه من خلال إعاقة تشكيل الحكومة الانقاذية البعيدة عن كل الأهواء والمحاصصات، ولبنان واللبنانيون يعانون حالياً من خوف وقلق وشبح الاغتيالات الآثمة والمحرمة والتي يمكن في حال استمرارها أن تؤدي الى إلغاء مقومات هذا الوطن ويصبح في خبر كان".