الخميس 08 مايو 2025
35°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى   /   المحلية

دعاة: تنفيذ حد القصاص بالجناة مطلب شعبي وشرعي

Time
الاثنين 08 أغسطس 2022
View
5
السياسة
* النجدي: معاقبة الجاني تؤدي لهدوء النفوس واستقرار المجتمع
* العليمي: سفك الدماء والاعتداء يستوجبان اجتثاث المشكلة
* العتيبي: الحدود حياة للأفراد والمجتمعات ورادع لكل مجرم
* الجاسر: الإسلام يمنع الجريمة بوسائل عدة منها الوازع الديني




كتب - عبدالناصر الأسلمي:

أجمع عدد من رجال الدين على ضرور تطبيق حد القصاص الشرعي على المجرمين، مؤكدين أن تنفيذ الحد الشرعي وتطبيقه على أرض الواقع يمثل رادعا قويا لكل مجرم، لأنه سيفكر مليا قبل الإقدام على جريمته.
"السياسة" نقلت نبض الشارع إلى عدد من أهل الفقه والشريعة، واستطلعت آراءهم حول القضية، فمن حين لآخر باتت تحدث جريمة نكراء تزلزل مشاعر كل مواطن ومقيم، ما يستدعي قرارا حازما للحد من سلسلة الجرائم المتتابعة، ابتداء من المشاجرات الدموية والخطف والسرقات وصولا إلى الطعن والقتل.

بالقصاص يستقر المجتمع
الإمام والخطيب بوزارة الأوقاف د. محمد النجدي أكد أن تنفيذ حد القصاص على الجاني يؤدي لهدوء النفوس واستقرار المجتمع، مؤكدا أن قيام الجهات المعنية بتنفيذ الحدود الشرعية سوف يردع المجرمين بشكل كبير، إن "ترك ذلك، وقيام كل فرد بأخذ القصاص بيديه، يؤدي لفقدان الأمن، واشتداد العداوات، وتشتت جهود المجتمع، وضياع الحقوق بين الأفراد".
وأضاف النجدي إن الإسلام جاء بالقصاص كما في قَوْله تَعالى: }وَلَكُمْ فِي القِصاصِ حَياةٌ{، ورأى المفسرون إن في القصاص - أي "قتل القاتل" - حكمة عظيمة، وهي بقاء المُهج وصونها، لأنه إذا علم القاتل أنه سيقتل انكف عن صنيعه، فكان في ذلك حياة النفوس، وقيل قديما إن "القتل أنفى للقتل"، فجاءت هذه العبارة في القرآن أفصح وأبلغ وأوجز، لأن في إقامة القصاص منعا من الثأر الذي كان شائعا في الجاهلية، فإن أهل القتيل لا يهدأ لهم بال، ولا يقر لهم قرار، حتى يروا إقامة الحد على الجاني المعتدي.

معالجة جذرية
عضو هيئة التدريس في التعليم التطبيقي د. راشد العليمي أكد من جانبه أن سفك الدماء والاعتداء أمران ينبغي أن نجد لهما معالجة جذرية واضحة، لا معالجات آنية.
وأكد العليمي أن كثيرا من الناس باتوا يشكون من حالات سفك الدماء والاعتداء، لأن ذلك أصبح من الامور الرائجة، وكأن هذا الأمر بات أمرا عاديا شائعا، وهذا يقتضي معالجة جدية سريعة، عوضا عن المعالجة السطحية، وكأننا "نريد دفن المشكلة عوضا عن اجتثاثها من جذورها ومعالجتها بشكل نهائي".
وقال: من المعالجات المهمة في هذا الجانب قبل تطبيق العقوبة على الجاني، النظر الى هذا الامر من جوانب شتى، أولها القضية التعليمية، وكيف اننا نرسخ في مواد الدراسة الجوانب الاخلاقية التربوية منذ نعومة اظفار الطالب والطالبة، من رياض الاطفال، على أن يستمر المنهج الاخلاقي بشكل كبير جدا من المعلمين والمعلمات في هذا الامر".
وأضاف: أما النظرة الثانية فتكون في تكثيف الخطاب وتركيزه على الجوانب التربوية الاخلاقية من مناحي مؤسسات الدولة، ابتداء من وزارة الاوقاف ووزارة التربية، وأيضا بتشريع
قوانين في مجلس الامة، وتكثيف البرامج الداعية للامور الاخلاقية.
أما الجانب الثالث -يضيف د. العليمي- "لدينا قضية تشديد العقوبات، ولا ننظر الى انها احيانا تخالف الجرم او تخالف الدستور او القوانين، مثل ما ينظر اليها البعض الان من الناس، ولا يلتفت الى هذا الامر القبيح والبشع، الذي لربما لو وقع لاحد من اولاده -لا سمح الله- لوجدناه بعد ذلك ينوح ويلطم ويصرخ، ويطلب اشد العقوبات على الفاعل".

ضرورة ردعية
د. فيصل العتيبي أكد من ناحيته أن القصاص هو بلا شك حياة للأفراد والمجتمعات، وبه يرتدع كل مجرم، ما ينتج عنه إشاعة الأمن.
وأضاف: "مما لا شك فيه، أن جميع تشريعات ربنا فيها الحكمة البالغة والعظة الزاجرة، لذا تسمى ربنا بالحكيم، ليُعلمنا أنه حكيمٌ في أفعاله وأقواله وتشريعاته وأوامره ونواهيه، ومن ذلك تشريعه لحد القصاص بقتل من قتل نفساً معصومة، توافرت فيها الشروط وانتفت منها الموانع، حيث جعل الله من أثر إقامة هذا الحد حياة الأفراد والمجتمعات".
وذكر قول الله تعالى: }وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ{، مبينا أن الإمام الطبري يشرح ذلك بقوله: "ولكم يا أولي العقول، فيما فرضتُ عليكم وأوجبتُ لبعضكم على بعض، من القصاص في النفوس والجراح والشجاج، مَا مَنع به بعضكم من قتل بعض، وقَدَع بعضكم عن بعض، فحييتم بذلك، فكان لكم في حكمي بينكم بذلك حياة".
وأكد العتيبي عظيم أثر إقامة شرع الله في الاقتصاص ممن قتل، فبقتله حياة للأفراد والمجتمعات، حيث سيرتدع المجرمون عن جرائمهم، لأنهم يعلمون يقيناً أنهم سيُقتلون، وعندها سيكون هناك حياة لبقية أفراد المجتمع، مما ينتج عنه إشاعة الأمن الذي هو أحد آثار إقامة شرع الله.

الوازع السلطاني
د. مطلق الجاسر شدد بدوره على أن الإسلام يمنع الجريمة بعدة وسائل؛ منها الوازع الديني، ومراقبة النفوس، ومنها الوازع السلطاني، مشيرا إلى أن الآية الكريمة السابقة تتضمن زجرا وترغيبا.
وقال الجاسر إن الوازع السلطاني وردع المعتدي بالقوة، يتضمن حكمة أرادها الله لتحدث توازناً في المجتمع ككل، فشريعة الله هي التي توازن بين الحالين، فتبين الحق وتردع الظالم، وتعين المظلوم، فالإسلام قد كفل بتعاليمه، والشرع الذي أبانه لله، في كل ذلك راحة وأمان للمجتمع.
آخر الأخبار