* محمد النجدي: الدين يُهذِّب سلوك الفرد ويُبعده عن الانحراف والاعتداء على الآخرين * حسين العنزي: وسائل التواصل أخرجت النساء من خدورهن فأثرن الفتنة وغيرة الأزواج* د.عبدالمحسن المطيري: جرائم القتل مرعبة ومخيفة ولم تشهد البلاد مثيلاً لها في الزمن السابق * عدنان الرشيدي: الالتزام بالقصاص العادل والعاجل من الجاني عند إصرار أولياء الدم 
كتب - عبدالناصر الأسلمي:تشهد معدلاتُ العنف في الكويت تصاعداً غير مسبوق، إذ لا يكاد يمرُّ يومٌ واحد دون حدوث مشاجرات جماعية في الشوارع وعمليات طعن، أو حالات إطلاق نار تنتهي غالباً بالموت أو بالإصابة بعاهات مستديمة، ما دفع ناشطون إلى المطالبة بالإسراع في إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة، بينما رأى بعض العلماء والدعاة في البلاد أن حوادث العنف لا يمكن أن تُحل في ظل عدم وجود رادع من دين ووازع من خلق ومروءة، مؤكدين ان الحلول الأمنية ليست رادعاً كافياً لمواجهة العنف، بل يجب معالجة الأسباب الاجتماعية والنفسية بالدرجة الأولى.وفي هذا الشأن رأى الشيخ محمد النجدي، إمام وخطيب بوزارة الأوقاف ورئيس اللجنة العلمية بجمعية إحياء التراث الإسلامي، أن العنف في اصطلاح العلماء هو: كل تصرفٍ يؤدي إلى إلحاق الأذى الشديد بالآخرين، وقد يكون هذا الأذى جسميًّا، أو نفسيًّا؛ كالسخريَّة والاستهزاء، وفرض الآراء بالقوة، وإسماع الكلمات البذيئة، وجميعها أشكال مختلفة لظاهرة العنف، مشيرا الى انها جزء من العدوان، وشكل من أشكاله، سواء كان ذلك العدوان على الأفراد، أم على الممتلكات، أم على المجتمع.وبين الشيخ النجدي ان من أهم العوامل المؤدية إلى العنف ما يلي ضعف الوازع الديني؛ وهو اعظم الأسباب، لأن الدِّين هو الذي يهذِّب سلوك الفرد، ويُبعده عن سلوك العنف والانحراف والاعتداء على الآخرين وعدم القدرة على مواجهة المشكلات التي يُعاني منها الفرد ناهيك عن الرغبة في الحصول على أشياء يصعب عليه الحصول عليها من المال والشهوات فضلاً عن العجز عن إقامة علاقات اجتماعية سليمة بسبب سوء الأخلاق، فيسلك سلوك العنف والانتقام من الناس.عنف متصاعدبدوره، طالب مراقب الاعلام والتدريب في جمعية الصفا الخيرية الإنسانية الشيخ حسين العنزي أعضاء مجلس الأمة سن القوانين والتشريعات التي تحد من ظاهرة العنف وتكفل تحقيق الأمن والاستقرار في المجتمع، وعلى وزارة الداخلية تطبيق أقصى العقوبات على الخارجين عن القانون والتساهل في الاعتداء على الآخرين، وإزهاق أرواحهم، والضرب بيد من حديد على كل من تسول له نفسه العبث باستقرار المجتمعات وترويع الآمنين، وزعزعة الثقة في نفوس المواطنين والمقيمين؛ للحفاظ على هيبة الوطن وأمنه واستقراره وسلامة رعيته ومن يعيش على أرضه.وقال: إن العنف المجتمعي قد أخذت وتيرته بالتصاعد في الآونة الأخيرة بشكل لافت وملحوظ، وكانت له تداعياته السلبية التي أقلقت المجتمعات وعصفت بأمنهم؛ وجعلتهم يعيشون حالة من القلق والخوف والتوتر وعدم الأمن، فكان لزاماً علينا جميع أن نقر بوجودها، وأن ننظر في هذه الأسباب التي أدت إلى تفاقم هذه الأوضاع؛ لنتشارك في وضع الحلول الناجعة التي تحد من هذه الظاهرة بإذن الله تعالى.وأضاف: إن من أهم أسباب شيوع العنف ضعف الوازع الديني، والغضب وعدم التحكم بالانفعالات، وغياب ثقافة التسامح والتراحم، إضافة إلى انتشار مشاهد العنف في العالم، وتداولها عبر الأجهزة الذكية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وممارسة العنف داخل الأسرة ضد الأطفال أو أمامهم ما يولد لديهم الرغبة والميل إلى ممارسته ضد المجتمع، وما يعانيه بعض الشباب من التهميش من قبل الآباء؛ مما يدفعهم الى هذا السلوك العدواني؛ لصرف الأنظار إليهم، والتغلب على حالة التهميش التي يعانون من آثارها، بالإضافة الى البطالة والتفكك الأسري.فتنة النساءمن جهته، اعتبر رئيس قسم التفسير والحديث علوم المفردة القرآنية في جامعة الكويت الأستاذ الدكتور عبدالمحسن المطيري أن ظاهرة انتشار العنف وجرائم القتل "مرعبة جدا ومخيفة"، مشيرا الى ان ذلك لم يكن معروفا في الكويت سابقا فقد كنا نسمع عن حادثة واحدة آنذاك كل اربع او خمس سنوات، أما بهذه الطريقة وهذه الكثره فهذا شيء لافت للنظر، ويبدو لي ان السبب الرئيسي في ذلك هو ضعف الوازع الديني، لاسيما مع انتشار وكثرة وسائل التواصل الاجتماعي وشيوع الملهيات، سواء المواقع والقنوات الفضائية، ووسائل التواصل بالذات لها اثر في اشغال الناس وابتعادهم عن الدين والذكر والايمان.وأضاف: إن وسائل التواصل اثرت سلبا على المرأة بعدما كانت في خدرها وسترها، كثير منهن بدأت تخرج على السناب، وعلى كثير من هذه المحطات التي من الممكن أن يكون للفت انتباه الناس وتخرج مفاتنها فتثير غيرة زوجها واخوانها قائلاً: ارى والله اعلم انه يجب ان يكون هناك رادع قانوني في رفع مستوى العقوبة حتى تصل للعقوبة الشرعية وهي القصاص، اما ان تكون عقوبة الاعدام متأخرة وقليله ونادرة فهذا مما يُجرئ الاخرين على القتل، وايضا لابد ان يكون هناك جوانب كالفحص النفسي والعقلي حتى لا يقع بعض الناس في هذا الامر.ما الحل؟بدوره، عبر الشيخ د.عدنان الرشيدي عن اسفه للظاهرة، وقال: أرّقنا وآلمنا ما تفاجئنا به وسائل الأعلام بين الفنية والأخرى بجريمة قتل راح ضحيتها أنفس بريئة، حتى كثر السؤال لماذا حصل هذا؟ وما الحل؟ فلا شك أن قضية الأمن الاجتماعي قضية تهم كل دول العالم كله وجميع المجتمعات.واضاف الرشيدي: نحن بحاجة ملحة للنظر لمعالجة المشكلة من نظرة شرعية كيف عالجها الإسلام؟ خاصة أنها من القضايا التي أولاها الإسلام عناية خاصة؛ لأنها كانت تمثل قضية أخلاقية مترسخة في المجتمع الجاهلي، مشيرا الى ان معالجتها جاءت على محورين رئيسيين: الأول: قبل الحدث، وذلك بتصحيح الفكر من خلال تعظيم الأنفس المعصومة، وتنشئة المراقبة الذاتية، وملاحظة عين الله له ما يضفي على النفس البشرية الهيبة من الإقدام على ذلك، وطريقة ذلك بكثرة طرق السماع بأدلة الشرع بتحريم الدماء، وتعظيم عقوبته عند الله عز وجل.الثاني: بعد الحدث، بالقصاص العادل والعاجل من الجاني عند إصرار أولياء الدم على القتل. وهذان الأمران مما تميَّزت به الشريعة الاسلامية عن قوانين الأرض شرقها وغربها.