دعوة للتفاؤل

طلال السعيد

دعونا نتفاءل بهذا المجلس الجديد، ونتمنى ان يكون وجهه خيرا على البلاد والعباد، اذا وضع اعضاء المجلس ما جاء في النطق السامي لسمو نائب الامير نصب اعينهم، واستوعبوا ما وراء السطور، وفهموا فحوى النطق السامي فهما جيدا.
وكذلك إن طبقوا التوصيات التي وجهت لهم من القيادة بشكل شفوي، وسمعتها غالبية الاعضاء، فقد يكون هذا السبيل الى تحقيق تطلعات وآمال الشعب الكويتي، الذي سئم الجمود ومل الانتخاب تلو الانتخاب، ما بين حل وإبطال للاسباب نفسها، والشعب لا يزال ينتظر الانجاز الذي لم تحققه الحكومات المتوالية سريعة الحل والتعديل، ولا المجالس التي لم نعد نعرف ايها الذي تم حله، او ايها الذي تم ابطاله بحكم المحكمة الدستورية لكثرتها!
واضح من الجلسة الاولى ان اعضاء المجلس، بمن فيهم الرئاسة، اصبحوا فريقين، والمؤسف ان الفريقين ليسا فريقي معارضة وموالاة، كما جرت العادة في جميع برلمانات العالم، بل فريقين أحدهما مع هذا والاخر ضد ذاك، حتى وان كان على حق، وهذا وذاك كلاهما معروفان للشعب الكويتي معرفة جيدة من دون ذكر اسماء، وقد يكون احلاهما مرا علقما علينا، والطامة الكبرى انهما يحاولان سحب الشعب الكويتي معهما في هذا الصراع الذي يسمى بالعرف العام صراع مصالح شخصية، وتكتلات لا دخل للمصلحة العامة فيها.
وذلك واضح من خلال التصفيق غير المبرر في القاعة بمناسبة ومن دون مناسبة، حتى انهم صفقوا لمنع احد الاعضاء من الكلام، وتلك مصيبة في حد ذاتها، فكأنما هم يقولون لنا هذا ما يريده الشعب الكويتي، او هذا التصفيق هو رسالة من الشعب الكويتي لاحد الفريقين، وهذا الكلام ليس صحيحا نهائيا، فالشعب الكويتي لا يتبع إلّا قيادته التي بلغتكم برسائل موجزة توجهاتها واللبيب بالاشارة يفهم.
ولا يتبع الشعب الكويتي هذا الفريق او ذاك، وليس مجبورا على السير في ركابهم، بل ينتظر منكم جميعا، مجلسا وحكومة، الانجاز، ومن ينجز ويحقق طموح وتطلعات الكويتيين هو صاحبنا.
للعلم حين نقول اعضاء المجلس فإننا نعني اعضاء المجلس واعضاء الحكومة الذين هم اعضاء بالمجلس بحكم وظائفهم...زين.