الأحد 21 ديسمبر 2025
17°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الدولية

دعوى سويسرية لوضع بوتفليقة تحت الوصاية لعدم قدرته على الإدراك

Time
السبت 09 مارس 2019
السياسة
الجزائر، عواصم- وكالات: أقرت السلطات الجزائرية بدء العطلة الجامعية الربيعية مبكرا، وذلك بعد أسبوعين من تواصل التظاهرات التي يشارك فيها الطلبة بقوة احتجاجا على ترشح الرئيس عبدالعزيز بوتفليقة لولاية خامسة.
وأصدرت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، أمس، قرارا بنقل موعد العطلة من اليوم العشرين إلى العاشر من مارس الجاري، لتبدأ اليوم.
وستنتهي العطلة الربيعية في الرابع من أبريل المقبل.
وقالت مصادر أن الطلبة الجامعيون يعتزمون الخروج اليوم في تظاهرات احتجاجا على قرار العطلة الجامعية الربيعية المبكرة.
وفي سياق الحالة الصحية للرئيس، بعد تأكيد عدة مصادر طبية من المستشفى الجامعي في جنيف تدهور صحته، طالبت رئيسة الفرع السويسري لمنظمة "محامون بلا حدود" ساسكيا ديتيشايم، بوضع الرئيس بوتفليقة البالغ من العمر 82 عاماً، تحت الوصاية القانونية وتعيين وصيّ عليه، لأنه لم يعد قادراً على الإدراك والتمييز.
وأودعت ديتيشايم طلباً بهذا المعنى أمام محكمة جنيف، أمس، معتبرة أن هذه المحكمة تتمتع بالأهلية للإعلان عن إجراء يحمي بوتفليقة طالما أنه يتواجد في جنيف للاستشفاء، مستندة إلى ان القانون الفدرالي في بلدها يسمح بتقديم هذا الطلب للمحكمة.
ونقل عن مصادر طبية تتابع حالته الصحية أن بوتفليقة يتغذى ويتنفس اصطناعياً، ولا يستطيع النطق إطلاقاً.
كما أكدت أنه يصعب إجراء أي عملية جراحية له.
إلى ذلك، أوضحت مصادر، أنه كان هناك فكرة بنقله إلى نيون، قرب لوزان، لكن وضعه لا يسمح على الإطلاق بأن يستقل الطائرة.
وأعلنت الشرطة السويسرية اعتقال المعارض الجزائري رشيد نكاز داخل المستشفى الذي يرقد فيه الرئيس عبد العزيز بوتفليقة.
وقالت الناطقة باسم شرطة جنيف جوانا متى "أؤكد توقيف نكاز الذي يجري الاستماع حاليًا الى إفادته في مقر الشرطة لأنه تم رفع شكوى ضده بتهمة انتهاك حرمة اقامة"، موضحة أنه دخل المستشفى، رغم تنبيهه الى عدم القيام بذلك.
وفي سياق الاحتجاجات، بدت تظاهرات أول من أمس، أكبر من تظاهرات الجمعتين السابقتين في العاصمة الجزائرية.
ورغم إيقاف السلطات وسائل النقل العامة، وصل محتجون بأعداد كبيرة إلى قلب العاصمة للمشاركة في التظاهرات تحت شعار "يوم الكرامة".
وغصت ساحة "البريد المركزي" الكبرى وسط العاصمة بالحشود، وكذلك أحد المحاور الرئيسية الموصلة إليها والشوارع الكبيرة المجاورة.
وقدرت صحيفة "الوطن" الجزائرية عدد المتظاهرين بنحو مليون متظاهر في العاصمة.
وانسحب رجال الشرطة لأول مرة بسياراتهم بشكل شبه كامل من الساحات الرئيسية على عكس المسيرات السابقة، في خطوة اعتبرها المحتجون انتصارا للديمقراطية في البلاد.
واكتفى عناصر الشرطة المنتشرون بكثافة بمراقبة الحشد، وذلك قبل أن تبدأ شاحنات في الساحة بالانسحاب منها.
وعند كل مرور لمروحية الأمن فوق الحشد كان المحتجون يطلقون صيحات استهجان ويصفرون ملوحين بالعلم الجزائري.
وبحلول المساء عاد معظم المحتجين الى ديارهم تاركين خلفهم الشبان الذين اشتبكوا مع رجال الشرطة أثناء محاولتهم الاقتراب من القصر الرئاسي.
وأعلنت الشرطة في بيان عن اعتقال 195 شخصا وسط العاصمة وصفتهم "بالمنحرفين الذين كانوا يريدون القيام بأعمال تخريب"، مبينة أن 112 من أفراد الأمن أصيبوا بجروح خلال التظاهرات.
وبرغم أن الاحتجاجات كانت سلمية في أغلبها الا أن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع لمنع المحتجين من الوصول الى القصر الرئاسي وفي عدة مناطق أخرى.
وقالت قناة النهار التلفزيونية ان مجهولين اقتحموا مدرسة ابتدائية والمتحف الوطني القريب ونهبوا بعض القطع الاثرية وأضرموا النار في أجزاء من المبنى.
وانتشرت قوات الامن بأعداد متزايدة في الايام القليلة الماضية لكن الجيش لا يزال في ثكناته حتى الان.
وذكرت وكالة الانباء الجزائرية، أن مجلة الجيش قالت ان الجيش والشعب "ينتميان الى وطن واحد لا بديل عنه". ولم تتطرق الى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
وعلى غير المعتاد لم يدع أحد أكثر الائمة شعبية للرئيس في خطبة الجمعة كما جرت العادة وقصر الدعاء على ما فيه الخير للجزائر وشعبها.
وفي تغير اخر ذكرت وكالة الانباء الجزائرية الرسمية أن المحتجين يطالبون "بتغيير النظام".
وطالب الجزائريون بتنحي بوتفليقة، ووضع محتجون شارات على رؤوس الحمير عليها أسماء شخصيات في الحزب الحاكم وأعضاء المعارضة.
وقالت قناة الشروق التلفزيونية الخاصة ان عدة نواب من حزب جبهة التحرير الوطني الحاكم في الجزائر استقالوا من عضوية الحزب للانضمام الى الاحتجاجات المناهضة للحكومة.
من جانبه، قال عضو المكتب السياسي والمنسق السابق لحركة التقويم والتأصيل لحزب جبهة التحرير الوطني الجزائري (أفلان) عبدالكريم عبادة إنه قرر الانسحاب من القيادة الموسعة لهيئة تسيير الحزب بعد 24 ساعة من تنصيبه برفقة أعضاء آخرين.
ويعتبر (أفلان) بمثابة قائد التحالف الرئاسي الذي قام بترشيح بوتفليقة لولاية جديدة حيث ناشده في العديد من المناسبات من أجل ضمان الاستمرارية قبل أن تلتحق به أحزاب (ارندي) و(أمبيا) و(تاج) إلا أن الأمور سارت عكس ما كان يتوقعه هذا التكتل الذي يواجه معارضة شرسة من الشعب الجزائري الرافض لهذا الترشيح.
وتتسابق أحزاب المعارضة الجزائرية من أجل اللحاق بالحراك الشعبي الذي فرض واقعا جديدا أنهى تقريبا فرصة نجاح انتخابات رئاسية مغضوب عليها، لكن، لا تزال هذه الأحزاب بعيدة عن قفزات الشارع ومطالبه بتغيير كامل للنظام السياسي.
آخر الأخبار