كتب - فالح العنزي:لو أن الكثير ممن التقاهم المغفور له بإذن الله الشاعر دعيج الخليفة، قبل ساعات من وفاته المفاجئة، علم بأن تلك الدقائق التي جمعتهما ستكون الأخيرة فربما كان استغلها بالشكل الذي يليق بوداع صديق رسم الابتسامة في كل شبر من بقاع الأرض وطأته قدمه، اللحظات الأخيرة التي رافق فيها البعض بوخليفة كانت حبلى بعشرات الكلمات والابتسامة والضحك، ولم يكن غريبا أن يحل اسمه "ترند" منصات التواصل الاجتماعي ليومين متتاليين، فكل من يزرع الحب يحصد شتلات الوفاء والتفاف المئات في جنازته المهيبة وحول قبره دليلا على أن لكل واحد منهم قصة وذكرى مع إنسان طيب قبل أن يكون شيخاً متواضعاً.قبل رحيله نشر الخليفة يوم الجمعة تغريدته الأخيرة: "اللهم لا تدع لنا في يوم الجمعة ذنبا الا غفرته ولا مريضا الا شفيته ولا ميتا الا رحمته ولا دعاء الا استجبته ولا تائبا الا قبلته"، وكأنه يناجي الله بأن يرحمه ميتا، أو يعلم بدنو توديعه الدنيا الزائلة.كان بو خليفة يرفض مناداته "يا شيخ" أو "طال عمرك"، فتواضعه الجم أزال الكثير من الحواجز بينه وبين الآخرين، ولم يكن يتردد قط في التوجه لكل من يكبره بالعمر ويطبع على جبينه قبلة الاحترام والتقدير، الذي تربى ونشأ عليه في بيت جده الأمير الراحل الشيخ جابر الأحمد وبيت والده الشيخ خليفة ووالدته الشيخة لولوة جابر الأحمد.سعينا لالتقاط طرف الحديث مع أصدقاء لم يخفوا مشاعر جمعتهم معه لحظات:يقول الفنان الكبير محمد المنصور: "جمعتني به مناسبة ودعوة احتفالية خريجي طلبة ثانوية كيفان يوم الجمعة، كان بشوشا كعادته محبا مقدرا للجميع، شغوف بالحديث عن الفن والفنانين ويكن كل المحبة والتقدير لعائلة المنصور".تفاؤل دائمتحدث المعلق الرياضي المخضرم خالد الحربان، بنبرة حزن قائلا: "كان جالسا إلى جانبي سعيدا متفائلا يتحدث عن عشقه نادي القادسية، ورجع بذاكرتي لمباريات سابقة ناقشني حتى في تفاصيلها الصغيرة، دعيج ابني الصغير ورحيله خسارة لكنها مشيئة الله، كان يسألني عن بعض المعلقين الذين أجد فيهم شبابي وعندما أصمت لبرهة يعود ويسعف ذاكرتي بعدما يحتضنني".الإعلامية المخضرمة ماما أنيسة تقول في رثاء ابنها دعيج الخليفة: هو الإنسان الخلوق الطيب سليل التربية الصالحة الحقة، البار بوالديه، في كل وعكة صحية أجده واقفا أمامي طابعا قبلة على جبيني ويدعو الله أن يتم علي بالصحة والعافية، الله يرحمك ويغفر لك يا ولدي يا دعيج.نشر المذيع يوسف جوهر، مقطع فيديو جمعهما قبل وفاة بوخليفة ربما بأيام وكتب متأثرا: "جسد يزول وابتسامة تبقى طول الزمان وروح تحلق في أرجاء المكان ضمن ذكريات طيبة.. رحم الله ثغرك الباسم وأخلاقك الكريمة، قبل أيام كنا نتعانق واليوم نتفارق".جوهر يحتفظ بذكريات جميلة عن الصداقة والمحبة والخير الذي يسكن الفقيد وحرصه على أن يرتقي جوهر بمكانته الإعلامية كمذيع متميز.
حرص الفنان جاسم النبهان، على حضور تأبين الفقيد الشيخ دعيج الخليفة وقال: لا يمكن أن أتأخر عن تأبين ابني الشيخ دعيج، هذا الإنسان الطيب المتواضع البسيط، مثله يحتاج الدعاء في هذه اللحظات الصعبة التي تعيشها أسرته الكريمة من آل الصباح، مواقف كثيرة جمعتني به، خصوصا قبل أيام عندما تعرضت لوعكة صحية ووجدته يهاتفني ويطمئن على صحتي، ناهيك عن الكثير من المناسبات الخيرية التي أجده أمامي وقد سبقني إليها، حتى التكريمات التي أدعى لها تجده أول من يفعل ذلك، قبل أسبوع جمعتنا مناسبة عامة وتناقشنا عن أعمالي المقبلة.شارك الناشط في "السوشيال ميديا" مشاري بويابس، مقطع فيديو ذكر فيه: "على كثر ما اضحك واتغشمر على قصايده، كثر ما يتواصل معاي ويقول انت تمون، هذا الإنسان نقي من داخله".روح ايجابيةبينما نشرت الفنانة هدى الخطيب، صورة تجمعهما ارفقت معها تعليقا مؤثرا: "أدميت قلوبنا ورحلت هكذا بكل هدوء، كنت طيب القلب متسامحا متواضعا لله وأخا للجميع، لم تفارق الابتسامة شفاهك، تلبي كل الدعوات التي توجه لك وتسعد من حولك بروح ايجابية طفولية حنونة، فراقك الصادم شتت أوصالي أذهلني أعجزني ولن أصدق انك رحلت، لكنها مشيئة الله".اكتفى الفنان داود حسين، بأنهما على تواصل مستمر هاتفيا حتى قبل أيام قليلة، وتابع: "الشيخ دعيج صاحب بال طويل يتعامل بحب وتسامح، لم يقاض أي أحد مهما أساء له".وكشف المذيع صالح الراشد، عن تواصلهما قبل أيام وكيف كان بوخليفة يصر على تقديم الدعم والتشجيع، وقال الراشد: "كان يطلبني لتقديم غالبية المناسبات والمهرجانات الفنية، التي تقام تحت رعايته، ويسأل عني في غيابي".يذكر أنه بعدما احتضن ثرى الكويت جسد المغفور له بإذن الله الشيخ دعيج الخليفة الصباح، ظل رحيله متصدرا منصات التواصل الاجتماعي على مدار اليومين الماضيين، وتسيدت صور اللحظات الأخيرة في المقبرة كل المواقع وحسابات أصدقائه بأذهان شاردة وعيون دامعة وعقل يسترجع الذكريات، حل رحيل بوخليفة "ترند" مسجلاً مشاهدات وريتويت بعشرات الالاف، فلم يكن بو خليفة شخصا عاديا بل من القلائل الذين زرعوا المحبة في نفوس الكثيرين فاجتمعوا ينثرون على قبره الورود مودعين.يذكر ان الشيخ دعيج عمل بعد تخرجه من الجامعة ديبلوماسيا في وزارة الخارجية منذ العام 1995، ثم اتجه إلى الكتابة الصحافية، وألف أغنيات لبعض المسرحيات والمسلسلات، ثم أصبح رئيسا فخريا للمسرح الشعبي، وحصل على لقب أفضل شاعر خليجي في استبيانات عدة.

الخليفة يكرم إلهام الفضالة في "المميزون 2021"