الثلاثاء 15 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأخيرة

دفع الله ما كان أعظم

Time
السبت 17 نوفمبر 2018
View
5
السياسة
طلال السعيد

الآن، وبعد ان تجاوزنا الحالة المناخية الحرجة، ولن نقول كارثة لأن الأمطار غيث ورحمة ينزلها الله على عباده حتى لو تسببت ببعض الأضرار، وبالمناسبة في صلاة الجمعة الماضية لم نسمع اماما يدعو بـ (اللهم أسقنا الغيث) وكأنهم اكتفوا بالأمطار التي نزلت بالايام الماضية، وكل ما نرجوه ان لايكون هناك تعميم صدر بعدم الاستغاثة فتلك طامة كبرى. المهم بعد ان راحت السكرة وجاءت الفكرة يتضح ان الجهود التي تضافرت وغرفة العمليات التي انشئت لتجاوز الحالة الجوية الحرجة لم تستمر حتى تنتهي الأزمة الحقيقية التي ابتدأت فعليا بعد توقف الأمطار، وأهمها أزمة تلف وتكسر الشوارع وانهيار بعضها، ما يعني خروجها من الخدمة نهائيا، بالاضافة الى كثرة الحفر حتى في الشوارع التي صمدت اثناء المطر، والمصيبة الاكبر تطاير الحصى نتيجة تفسخ القار رديء الصنع، وهذه الظاهرة عامة بالكويت كلها وليس في منطقة دون منطقة، دليل على اننا نُسرق منذ فترة طويلة ونحن لاندري، او بالاصح الجهات الرقابية لا تدري او لعلها تدري وتغض النظر من اجل المصالح الشخصية التي غالبا تطغى على المصلحة العامة،حين يكون المقاول فاسدا والرقيب فاسدا والمسؤول مستفيدا فاسدا أيضا. وعلى من يريد الإصلاح ان يحارب في ثلاثة اتجاهات، أولها اجتثاث الفاسدين، ثم العودة عليهم بأثر رجعي في شكاوى الى النيابة العامة، والأمر باستمرارغرفة العمليات او ادارة الأزمات الى ان تعود الامور الى طبيعتها، فالازمة الحقيقية الان بالشوارع التي تحتاج الى عشرة أضعاف مجهود أزمة المطر حتى تعود للخدمة، اما الرمل والحصى المتطاير فهو يقول للجميع: هناك مسؤول فاسد وافق على استلام عمل غير مكتمل وتجب ملاحقته حتى وان كان في عداد الموتى.
بالمناسبة، دفع الله جل وعلا عنا ما كان اعظم والحمد لله، فما ذهب الى البحر من السحب التي مرت علينا كان أقوى واخطر، الا ان الله دفعها عن الكويت واهلها الى الخليج العربي، والا لكانت كارثة حقيقية، فالحمد لله الكويت بلد الخير وصلت صدقاتها وأياديها البيضاء كل بقعة من بقاع العالم، وهذا كله حتى وان ضاع عند البشر فانه لايضيع عند خالق البشر.. زين.
آخر الأخبار