الاثنين 28 أبريل 2025
30°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
منوعات

"دفعة القاهرة"... الصورة أجمل من المضمون!

Time
الثلاثاء 28 مايو 2019
View
5
السياسة
كتب - فالح العنزي:

إذا لم يعجبك اي عمل تلفزيوني فليس بالضروة أنه لم يعجب شخصا آخر يقاسمك نفس المكان والمكتب وحتى الغرفة، "دفعة القاهرة" للكاتبة هبة مشاري حمادة والمخرج البحريني علي العلي عمل تلفزيوني مستحق اثار من حوله الكثير من القيل والقال وردود فعل متباينة، لكنه بلغة الأرقام يتبوأ المركز الأول من حيث المتابعة الجماهيرية، وكذلك على صعيد انتشار المشاهد المقتطعة من الحلقات في "السوشيال ميديا"، ربما توافر بعض العناصر التي لفتت الانتباه نحو العمل قبل رمضان مثل شائعة ارتباطه برواية "شقة الحرية" للأديب الراحل غازي القصيبي مما جعل الأنظار تترقب عرضه، وربما الاسماء التي شاركت في البطولة ايضا لها شعبيتها ولم يقصروا في الترويج المبكر للمسلسل وربما يكون اسم الكاتبة عامل جذب في كل رمضان، اذن نحن امام مفترق طرق سنحاول اعطاء كل "ذي حق حقه" من العناصر.
العمل الدرامي يشبه دائما في توصيفه المثلث، ضلعان احدهما يمينا والآخر شمالا يرتكزان على ضلع ثالث يشكل القاعدة؟ وكلما كان الضلع الثالث اكثر صلابة وقوة سيظل رافعا الضلعين الاخرين، الضلع الاول هو "النص" والثاني هو"الممثل" والثالث يمثله المخرج.. في "دفعة القاهرة" وجدنا مجموعة من القصص المتشابكة، احداث مختلفة، حوارات مكثفةً، كل ذلك كان حاضرا على شكل "حواديت" لا ترتبط بعضها مع بعض، فشعرنا بعدم وجود خط رئيسي للعمل. وماذا تريد ان تقول المؤلفة، التي يحسب لها في هذا النص تحديدا التنويع في الشخصيات وان تزاحمت بعضها مع بعض، وكلمة حق في بداية الحلقات لم اجد اي مبرر من تقديم التوأم "سبيجة واقبال"، التي جسدتهما الفنانة نور الغندور وكنت الاحظ اقحاما غير مبرر لكن مع مرور الاحداث تكشف لي الامر وانني فعلا كنت على خطأ.
"دفعة القاهرة" من بطولة مجموعة من الفنانين الشباب امثال بشار الشطي، حمد اشكناني، خالد الشاعر، محمد خليل ومهند الحمدي، فاطمة الصفي، مرام، لولوة الملا، نور الشيخ، هؤلاء الطلاب والطالبات يشكلون العظمة الرئيسية للاحداث المتعاقبة والمتشابكة، نماذج بشرية مختلفة، شاب غيور وآخر مسالم وثالث كفيف وشاب طيب، وفتاة حالمة وأخرى ساذجة وزوجة مكسورة وغيرهم من الشخصيات، التي تظهر بصورة ضيوف الشرف امثال محمد العجيمي، انتصار الشراح، شهاب حاجية، حسين المهدي، يعقوب عبدالله، ومن الطرف الآخر نجد مجموعة من الممثلين المصريين أبرزهم رانيا منصور التي جسدت شخصية الممثلة المشهورة، اللافت للانتباه أن الكاتبة هبة مشاري حمادة سارت في اتجاه واحد ورئيس وهو العلاقات العاطفية ومن ثم تسقط بين الفينة والأخرى حدثا يظل طوال الحلقة في "مط واضح وحوار هش"، لكن ذلك لا يعني عدم وجود حوارات فاعلة ورائعة حملت الكثير من القوة ساهم في ايصالها مخرج متمكن، لكن طغيان قصص الحب والعلاقات بين الطلاب والطالبات كان العنوان الرئيس لدراما "دفعة القاهرة" شاءت الكاتبة أم أبت، على سبيل المثال يوسف "بشار الشطي" متزوج من "لطيفة" مرام، تجمعه الصدفة بحبيبته القديمة "دلال" فاطمة الصفي، "لولوة" نور الشيخ تذوب عشقا في "عدنان" خالد الشاعر، "ناصر" مهند الحمدي يعشق ممثلة معروفة، "نزهة" لولوة الملا تضعف أمام "فهد" حمد اشكناني، "سبيجة، اقبال" نور الغندور تهيم غراما في حب زميلها الطالب المصري، ولم يتبق سوى "سامي" محمد خليل وايضا طرق الحب باب قلبه، طغى على علاقة الطلاب والطالبات قصص الحب والعشق والمشاعر، فكانت السمة الغالبة على الاطار العام للعمل بأنه عمل عاطفي رومانسي تخلله بعض الاحداث، التي فرضت نفسها في تلك الحقبة الزمنية من التاريخ وكيف انساق الشباب الكويتي في "سكة القومية العربية" والمظاهرات والسياسة.
أسقطت المؤلفة هبة مشاري حمادة الكثير من الرسائل من خلال هذا العمل لكن يعيبها كثرة القصص والاحداث وتشابكها بين شقة الشباب وشقة البنات والجامعة وكواليس الافلام، فيما يتعلق بأداء الممثلين بصراحة كانوا رائعين جدا وأبرزهم لولوة الملا، بشار الشطي وحمد اشكناني من ناحية "الكراكتر" الملفت للانتباه، في حين ان الفنانة مرام قدمت شخصيتها كزوجة تعرف بأن قلب زوجها معلق بأخرى لكنها كانت تخفي ذلك وتتألم، مهند الحمدي شاب سعودي وسيم قدم اداء جيدا لكن الجمهور لهث وراء وسامته، فظلمه كممثل ينتظره مستقبل متى ما ظل محافظا على اختياراته.
واخيرا نتوقف عند الصورة التي قدمها المخرج البحريني علي العلي، والتي أجزم بأنها من الاسباب الرئيسية التي ساهمت في نجاح المسلسل، حسن اجادة اعطاء ذلك الزمن الجميل حقه من امتاع المشاهد بالمناظر والمظاهر والازياء والعودة فعلا الى منتصف الخمسينيات، الرؤية الاخراجية كانت الاجمل على حساب المضمون.

العمل لم يخل من اللمسة السياسية
آخر الأخبار