السبت 05 أكتوبر 2024
29°C weather icon
logo-icon
تم نسخ الرابط بنجاح
الأولى

دكاكين المراكز التعليمية تُهدِّد الدوام المدرسي

Time
السبت 08 أبريل 2023
View
5
السياسة
كتب ـ عبدالرحمن الشمري:

إذا كنت ولي أمر طالب، أو عدداً من طلاب المدارس، فلابدَّ أنك مررت بتجربة الدروس الخصوصية؛ حيث يتم الاتفاق مع أحدهم، قد لا يكون بالضرورة معلماً لكنه وبشهادة الجيران وبعض المعارف أثبت عبقرية في تدريس إحدى المواد، ظهر أثرها على طلابه، على تدريس ابنك او ابنتك، حيث تتفقان أولاً على كلفة الدرس، الذي قد يتلقاه ابنك في المنزل، على نحو ما يجري في أغلب الأحوال، أو ربما تضطر أنت إلى توصيله لمنزل المعلم أو حتى إلى مكان عام يتلقى فيه درسه.
هذه الخبرة أصبحت الآن شيئاً من الماضي، فقد تطورت الدروس الخصوصية "شكلاً وموضوعاً"، ولنقل إنها أصبحت "أكثر مؤسسية"، إلى درجة أنها باتت تهدد التعليم الإلزامي نفسه والدوام المدرسي، كما أصبحت تتربع على عرش الدروس الخصوصية.
الفكرة الجديدة تقوم على توافق أو اتفاق مجموعة من المعلمين في عدد من المواد الدراسية على تأسيس "مركز تعليمي"، حيث يتم استئجار شقة أو منزل في السكن الخاص أو الاستثماري، أو في أي مكان آخر، ووضع قوائم متكاملة تشمل أسماء المعلمين والمواد الدراسية مع تكليف أحدهم للقيام بوظائف السكرتارية.
في هذه المنظومة تلعب الدعاية والإعلان واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي أدواراً غاية في الأهمية، وتسبغ أوصاف وصفات على المعلمين المشاركين في المركز على سيل التفخيم واقناع الطلاب بالقدرات الفذة والخارقة لهذا المعلم أو ذاك، من قبيل "وحش الجغرافيا"، أو "أينشتاين الرياضيات"، و"أرخميدس الفيزياء"، وغيرها لجلب الطلاب وتشجيعهم على التسجيل.
هذه المراكز -التي بدأت في الظهور على استحياء قبل سنوات والمستنسخة من إحدى الدول العربية- انتشرت أخيراً كالنار في الهشيم، ولا تكاد تخلو اي من مناطق الكويت منها، حيث يقصدها آلاف الطلبة يوميا، وتعد أحد أبرز التشوهات الجديدة في الخارطة التعليمية، ليس فقط لأنها ترهق الاسر وتستنزف ميزانياتها، بل لأنها باتت تهدد الدوام المدرسي ذاته، فهي أشبه بمدرسة تقدم الدروس للطلاب في كل المواد الدراسية ومن ثم يقضون فيها أوقاتا طويلة في المساء، الأمر الذي يصعب عليهم في بعض الاحيان الاستيقاظ مبكرا للذهاب الى المدرسة، كما ان بعض الطلاب يستغنون بها فعليا عن المدرسة ويشعرون براحة أكبر فيها.
وقالت مصادر تربوية: إن ظاهرة الدروس الخصوصية تحولت من أشخاص يمارسون المهنة في الخفاء فرادى الى تحالف أو "كارتل" للمعلمين، يتولون التدريس في اماكن تشبه البازارات أو "الدكاكين" تطلق على نفسها مراكز تعليمية متخصصة تسلب المدارس الحكومية دورها، وتزحف اعلاناتها الى ابواب المدارس دون خوف او وجل بعد ان كانت تعلن عنها عبر يافطات وبروشورات في المرافق العامة والجمعيات التعاونية ومواقع التواصل والصحف الإعلانية.
وبينما أكدت تراجع دور وزارات الدولة المعنية (التربية، الداخلية، الشؤون، التجارة) في وقف هذا الزحف، شددت على الحاجة الى مواجهة هذه المدارس الموازية التي انتشرت فروعها في كل مكان دون ترخيص،
وشددت المصادر على أن المدارس الموازية او ما يطلق عليها مراكز تعليمية بسطت سلطانها على كل المناطق، وادى تقاعس الجهات الحكومية المعنية في أداء دورها إلى نمو هذه المراكز بما تتضمنه من مخاطر على التعليم والمتعلمين، مطالبا وزارة التربية ببحث أسباب ظهور هذه الدكاكين.
آخر الأخبار