دموع "نرجس"... ملح على جرح "البدون"!

رائد يوسف

بكت نرجس...فأبكت الكثيرين، سالت دموعها فأصابت الأوضاع غير الإنسانية التي تعاني منها فئة عريضة منذ سنوات، لا ذنب لأبنائهم وبناتهم إلا أنهم ولدوا غير محددي الجنسية أو "بدون" كما يسمون!
ولدت "نرجس" وعاشت في الكويت، لم تعرف بلداً غيره، تخرجت في الثانوية العامة بنسبة مشرفة بلغت 99.42 في المئة، كان لديها حلم، بأن تكون طبيبة، وأن ترتاد كلية الطب بجامعة الكويت، سعت وراء حلمها بدأب وإصرار، وواصلت ليلها بنهارها، لم يفارقها حلمها بأن تكون طبيبة تخدم البلد الذي نشأت وترعرعت فيه كحال أخوالها وأعمامها الذين منهم الطبيب والمهندس
لكن حلم "نرجس" الصغير اصطدم بجدار الواقع، وبترسانة ضخمة من القوانين واللوائح والقرارات، وقيل لها ببساطة أنت من غير محددي الجنسية "البدون" حيث لا مكان لك في الجامعة!
ظهرت الطالبة "الفائقة" نرجس أحمد خلال تسجيل مصور بث عبر (تويتر)، تناشد فيه وزير التعليم د.حمد العدواني التدخل لمساعدتها في تحقيق حلمها، سمع الناشطون على وسائل التواصل وأعضاء مجلس الأمة صوتها.
النائب أحمد لاري خاطب رئيس الحكومة قائلا: إن نرجس تستحق دعم الدولة لها ورعايتها، فهي نموذج للعديد من الكفاءات البشرية التي لا يتم استثمارها.
وقال النائب محمد المهان: يا وزير التعليم إن نرجس من بنات الكويت البدون التي نفتخر بها وتستحق الدعم والمساندة منا جميعاً والقبول بكلية الطب بناء على طموحها وتميزها فهي من النوادر الذين يستحقون القبول الفوري.
وأكد النائب شعيب شعبان ان "ابنتنا نرجس، نموذج للتفوق والمثابرة يدعو للفخر، وفي الوقت نفسه نموذج يدعو للحسرة على أوضاع فئة كبيرة تعاني وتحرم من أحلامها وحقوقها.
وأضاف: لا نزال نتمسك بمطلبنا بإلغاء الجهاز المركزي للمقيمين بصورة غير قانونية، وعلى وزير التعليم قبول نرجس في كلية الطب، وفتح الباب أمام الطلبة الفائقين من فئة البدون لتمكينهم من مواصلة تميزهم في بلد الإنسانية.
وقال ناشطون: إن نرجس من أهلنا الكويتيين البدون، وحلم حياتها أن تكمل دراستها في الطب، ونتمنى عدم قتل حلمها وطموحها بسبب كلمة " البدون " التي دمرت أحلام وطموح الكثير منهم.
وأكدوا كل مقعد مخصص للوافدين في أي مؤسسة تعليمية يجب أن يعطى للفائقين البدون فهم أولى لأنه لا وطن لهم غير الكويت.